- بمناسبة عودة الاستاذ العبيد أحمد مروح لمجلس الصحافة.. اذكر أنه في فترته الأولى.. أتصل بي يسألني عن وقائع ذكرتها في مقال لي هل حقاً حدثت أم هي من نسج الخيال؟ فضحكت كثيراً.. والموضوع الذي كتبته كان على سبيل الانتقام من المسؤول عن المستشفيات بامدرمان آنذاك.. وكنا قد كتبنا خبراً صحيحاً عن مدير مستشفى أوقف العمل لمدة ساعات لتحقيق في ضياع جالون فسيخ جاءه على سبيل الهدية فشكانا المسؤول للجنة الشكاوى فحكمت على صحيفتنا حكماً قاسياً بالإيقاف لثلاثة أيام عن الصدور.. وفكرت في الانتقام وجاءت الفرصة سريعاً إذ كنت ضمن سهرة تضم عدداً من الأطباء والطبيبات .. فحكوا قصصاً عن قصور المستشفيات فدونتها في ذاكرتي وكتبتها باعتبار أنها حدثت في مستشفى خيالي في مدينة «س» ولما كانت الوقائع حقيقية اتصل المسؤول بي ليعرف مصدري فأصررت على أنها متخيلة.. - وهذه مناسبة لتهنئته ولو أن دكتور الجاز «فرق معانا كتير» ولإعادة ذكريات تلك الأيام. - القصة الأولى: انه جاء مواطن لاجراء عملية بواسير.. فتمت العملية .. لكن الطبيب اكتشف ان ثمة مساحة لم يقم بكيها بالكاوية التي يستخدمها وبعد ان أعمل «السبرتو» في الشاش وبمجرد ان عملت الكاوية احترقت تلك المساحة.. فلما أفاق المواطن من البنج.. لم يصدق هذا الحريق المذهل.. وأخذ يتساءل كيف حدث هذا؟ - القصة الثانية أن مريضاً جاء لعمل عملية إزالة «حبن» في أعلى قدمه.. ولما أجروا له العملية في أمان الله.. حملوه على نقالة مهترئة وصعدوا به السلالم إلى العنبر الذي كان في الطابق الثاني.. واثناء حمله سقطت النقالة فوقع المواطن.. وتدحرج على السلم وأصيب بعدة كسور في حوضه وقدمه ويده .. وكان لم يفق من البنج فعملوا له صور أشعة واكتشفوا الكسور فقاموا «بتجبيصها» فلما أفاق وجد الجبص واللفافات وقدمه المربوطة بأكياس الرمل فصاح في هلع: معقول يكون ده حبن!!