الى وقت قريب اذا كنت فى جلسة واسعة يملؤها الترحاب و الضحك البرئ و النقاش السياسى المحتدم ثمّ حدث تعارف بين الحاضرين فذكر أحدهم أنّه يعمل فى جهاز الأمن يتحوّل الحديث بعدها مباشرة الى تذبذب درجات الحرارة و تميّز ابقار الفريزيان عن الأنواع الأخرى و الأخطاء المطبعية فى كتاب (مسكننا) المقرر على تلاميذ الرابعة فى مدارس الأساس ! بدأ التطبيع الخفيف مع كلمة الأمن حين صار جهاز الأمن الوطنى يتحيّن الفرص لدعوة الفئات الاجتماعية و السياسية السودانية الى دعوات مفتوحة يتخللها النقاش الصريح و المفتوح و الكرم الأمنى المزوّد بفاخر الطعام حتى كاد البعض على الظن بأنّ هذا هو تعريف الأمن الغذائى ! ثمّ تسامع الناس حينا بعد حين أنّ جهاز الامن يتلقّى الشكاوى فى قسم العلاقات العامة من الجمهور ... الشكاوى منه و ليست اليه ... أن يشتكى المواطن معاملة فرد أو أفراد من الجهاز له أو لقريبه حينما نزل ضيفا (عزيزا) على الجهاز ! و قبل عامين قرأ الناس اعلانا بالبنط العريض عن دعوة للتقدّم لامتحان فى القدرات للراغبين فى الانضمام لجهاز الأمن ... امتحان فى اللغات و الكمبيوتر و تحليل نظم المعلومات و الجغرافيا السياسية و التاريخ و الذكاء ... فتقدّم للامتحان حوالى ثمانية آلاف من الطلاب الذين يبحثون عن فرص الكسب الحلال و العمل المرتبط بالمستقبل الذى يحمل ألف وعد و وعد ! و بعد انجاز نيفاشا سمع الناس عن حفل صاخب لوفدى التفاوض متخم بالضحكات و المجاملات اللطيفة و العلاقات العامة و الفرح و الورود و الغناء الطروب ... و أنّ كل ذلك كان بمبانى جهاز الأمن العام ! و بعد زمن صار الناس يقيمون حفلات زواجهم فى النادى الوطنى ... و اذا مرضوا يبحثون عن العلاج فى مستشفى الأمل الوطنى ... و هم فى انتظار أن يقام مطعم بنجومه الخمسة : مطعم البروتين الوطنى ... و ربما ينتظر العرسان قضاء شهر العسل فى بيوت الأشباح ! قبل أيام ظهر خبر فى بعض الوسائط الاعلامية و الاعلانية عن استعدادات تجرى بجهاز الأمن لتكريم مبدعين و شعراء و روائيين و تشكيليين و موسيقيين ... أرجو أن نراجع حينها تعريف الأمن الثقافى !! أفراح آل أحمد الحسن وآل صالح الطاهر أسرة «الرأي العام» تهنيء مقدماً آل احمد حسن محمد وآل صالح الطاهر ادريس بمناسبة عقد قران كريمتهم د. سارة الزبير احمد الحسن على ابنه د. زكريا صالح الطاهر وذلك في الخامسة من مساء الجمعة المقبل بمسجد الشهيد بالمقرن.. بارك الله لهما وعليهما وجمعهما بالخير..