رسائل البريد الإلكترونى مملوكة على الشيوع... يرسلها أحد إلى أحد فيرسلها أحدهما إلى آخرين فتصبح الرسالة فى دقائق مِلْكاً حُراًً للعالم كله! أرسل لى الناشط الإلكترونى والأستاذ الجامعى عادل الطيب على طه المقيم فى كوستى رسالة منه إلى الكاتب المصرى علاء الأسوانى بالبريد الإلكترونى ورَدْ الأسوانى عليها! رسالة عادل كوستى تحمل تقديراً للأسوانى بوجهة نظر نقديّة لكتاباته المتحمّسة للديمقراطيّة والتى يراها هى الحل لمصر ومشكلات شعبها... بينما الكوستاوى يرى أنّ شعب مصر غير آبه بالديمقراطيّة لأنّه بنشأته شعب زراعى... والشعب الزراعى يحب الاستقرار وغير مستعد للتضحية بهذا الاستقرار من أجل مجهول ولو كان هذا المجهول هو الديمقراطيّة... أمّا الشعب السودانى فأصله رَعَوى يحب الإنتقال لذلك فهو لا يكف عن حبّه للفترات الإنتقاليّة! أتت رسالة الأسوانى تُبَادل الكوستاوى ذات التقدير لكنّها مخالفة لرأيه... فالأسوانى يرى شعب مصر مطالبا دائما بالديمقراطيّة منذ القِدَم... بينما هو لا يعتقد انّ الشعب السودانى متحمّس للديمقراطيّة بدليل تّحمّله لنظام البشير (العسكرى) عشرين عاما! وليسمح لى الأسوانى والكوستاوى بالتدخّل السريع بينهما للتعليق بأنّ مصر حُكِمت بالأجنبى أكثر من السودان... وأنّ الديمقراطيّة الحزبيّة قبل ثورة يوليو كانت محميّة بالإستعمار الانجليزى والأسرة المَالِكة التى لم تكن أسرة مصريّة... وحينما حكم المصريّون مصر حقّقوا لها الكثير لكنْ لم تكن الديمقراطيّة الصافية من بين ما حقّقوه... بدليل أنّ الصراع الاساسى فى الشارع السياسى الآن هو بين تيّار (التوريث) وتيّار (كفاية)... وأنّ مصر منذ ثمانية وعشرين عاما تعيش بلا نائب رئيس... فقد كان آخر نائب رئيس لها هو حسنى مبارك! أمّا السودان فنظام البشير يمكن أن يوصف بأوصاف عديدة ليس من بينها انّه نظام عسكرى... وأنّ البشير نفسه يقول ما قاله عادل الكوستاوى بأنّ الشعب السودانى ملول ويحب التغيير... ثمّ إنّ العالم يشهد بالصوت والصورة أنّ السودان مُقْبِل على إنتخابات يمكن أن تأتى بالبشير أو غيره... بينما تشير الإحتمالات أنّ حاكم مصر بعد عقدين هو حسنى مبارك أو جمال مبارك أو حسنى جمال مبارك!!