يرى الكثير من المراقبين أن الحرب التي تشنها الولاياتالمتحدةالأمريكية وحلفاؤها على ما تسميه الإرهاب لم تحقق أهدافها على الرغم من مرور اكثر من ثمان سنوات عليها إذ أن الإدارة الأمريكية لم تنجح في القبض على ابن لادن أو أيمن الظواهري رغم الحرب الشاملة التي تديرها في أفغانستانوباكستان وتحركات أجهزة مخابراتها والإغراءات التي تقدمها لزعماء القبائل والدعم الذي تقدمه للحكومة الأفغانية والحكومات الباكستانية. كما أن العمليات العسكرية التي تقوم بها خلايا القاعدة لم تتوقف بل تزداد يوماً بعد يوم وتصبح كل منطقة يدخل فيها الجنود الأمريكيون مرتعاً خصباً لنشاطات القاعدة حيث تتوافر المواجهة المباشرة كما يقول زعماء القاعدة، ويذهب البعض الى أبعد من ذلك حيث يزعم أن الولاياتالمتحدةالأمريكية لا تريد لهذه الحرب أن تنتهي ولا لهذا العدو أن يوقف عدوانه حتى تبرر تحركاتها في العالم كله وإجراءاتها العسكرية والأمنية والسياسية لمراقبة حركة الأفراد والأموال وغيرها في العالم الاسلامي وتضمن التمويل المستمر لهذه العمليات من الكونغرس والحلفاء العرب، ويذهب البعض الآخر الى الزعم أن هذه الحرب تصنعها الولاياتالمتحدةالأمريكية وأجهزة استخباراتها وتنظيم القاعدة ليس تنظيماً مترابطاً يتمتع بهذه الشبكات العالمية التي يديرها ابن لادن من كهف في جبال أفغانستان أو باكستان ولكنها مجموعة من الشباب الذين امتلأت جوانحهم بالكراهية للولايات المتحدةالأمريكية وسياساتها وتعبأت بروح الجهاد ضدها ولا تربط بينها روابط تنظيمية تعبر الحدود غير تلك الروابط التي تدعيها المخابرات الأمريكية. تثار شكوك واسعة حول العمليات التي تنسبها المخابرات الأمريكية الى القاعدة التي تمتد من تفجير الملهى الليلي بأندونيسيا على تفجيرات مدريد ومترو الأنفاق في لندن لأن أي من هذه الإتهامات لم تصل الى المحاكم بل ان تفجيرات مدريد ادعت فيها قوات الأمن الأسبانية أن المتهمين قد قتلوا في مبنىً يعتصمون فيه أثناء محاولة اعتقالهم ليحفظ ملف القضية بل أن مخابرات الولاياتالمتحدة لم تستطع ان توجه الاتهام لعدد من المعتقلين في غوانتنامو وقاعدة باجرام وابوغريب وغيرها من السجون السرية لمعتقلين زادت مدة اعتقال بعضهم عن الخمس سنوات. ورغم احتلال العراق لم تستطع الولاياتالمتحدةالأمريكية ان تثبت وجود أسلحة دمار شامل ولو عن طريق «الفبركة» ويثار غبار كثيف من الشكوك حول محاولة تفجير الطائرة الأمريكية المتجهة من امستردام التي اتخذت مبرراً للتدخل الأمريكي البريطاني في الشأن اليمني بصورة مباشرة ومعلنة ودعم الحكومة اليمنية في حربها ضد الارهاب، وتقول التقارير ان الشاب النيجيري عمر الفاروق عبدالمطلب قد انتقل من اليمن التي درس فيها اللغة العربية وعمره ثمانية عشر عاماً في العام 2005م وظل منذ ذلك التاريخ يدرس في إحدى الجامعات البريطانية وقد عاد الى اليمن في رحلته الأخيرة العام 2009م ليقضي فيها ستة أسابيع، ويقول المراقبون ان تجنيده في القاعدة -إن صح- اقرب لأن يكون قد تم في بريطانيا ويتساءل البعض عن كيف استطاع عمر ان يخترق كل الحواجز الأمنية من بريطانيا الى اليمن والى هولندا دون ان تعترضه أجهزة الاستخبارات التي أقامت نظماً للرقابة في المطارات والموانيء في العالم كله تدار من واشنطن تتعدى على كل الخصوصيات وتجرد الأشخاص من ملابسهم. إنتقال الحرب على الارهاب الى الجمهورية اليمنية يعتبر انتقالاً نوعياً فقد دلت التحقيقات الأمريكية على أن معظم خاطفي الطائرات في أحداث الحادي عشر من سبتمبر من المملكة العربية السعودية وأن معظم المعتقلين في غوانتنامو والسجون الأمريكية الاخرى مواطنين من المملكة العربية السعودية واليمن والمغرب والإمارات المتحدة، ومن الواضح ان الارهاب الذي تحاربه الولاياتالمتحدةالأمريكية قوامه من العرب المسلمين السنة، إذ ان التنسيق الأمريكي مع المسلمين الشيعة واضحاً رغم الغُبار الذي يُثار حول ملف إيران النووي في هذه الحرب. ونسبة لإرتباط الإدارة الأمريكية بمصالح حيوية واقتصادية وسياسية وعسكرية مع معظم الدول العربية التي خرجت منها عناصر الارهاب فقد كانت تدار في اليمن والسعودية والمغرب والأردن بالوكالة. يستثنى من ذلك الحرب على العراق التي تتداخل فيها المصالح الأمريكية والأوروبية والإسرائىلية ولكن الإتفاق الأمريكي البريطاني الأخير لتدريب قوات أمن خاصة للحرب على الإرهاب والدعم المالي للحكومة اليمنية الذي تجاوز المائة وخمسين مليون دولار في السنة والإتهام الموجه الى الطيران الأمريكي بالتدخل المباشر في الحرب بنقل الحرب في المنطقة العربية الى مرحلة جديدة. حيث تتم المواجهة في العالم العربي وفي الحدود الجنوبية للمملكة العربية السعودية التي ربما تنتقل اليها الحرب أو لغيرها من الدول العربية المجاورة كما انتقلت من أفغانستان الى باكستان.