صارت مدينة جوبا حاضرة الاستواء مقبلا لطالبى الاستثمار عقب نيفاشا حين انبسط هدوؤها، فيد الاحباش الطاعمة اتجهت لتمد سبكتها الى موائد المدينة فى مطاعمها الفاخرة الملحقة بفنادق المدينة ..ونساء كمبلا بسطن يدهن على سوق الملابس ذات الطابع الافريقى وافترشن السوق يبعن خيرات وثمرات منتوج اشجار الاستواء. الزقنى وجبة الاحباش الرئيسة المقبولة فى كل بلد زاروه وعرضوه كتجارة انتشرت بصورة واسعة فى مطاعم جوبا بصنعة حبشية متقنة ووجد قبولا عريضا لدى الطالبين فصار زبائنه يقصدونه كلما ازف وقت وجبة.. (هانيا) الاديسية الحسناء بيدها تحمل قائمة اسعار مطعم (زهرة) بوسط المدينة وانها لزهرة وكذلك اديس ابابا لزهرة جميلة ..رغم غلاء اسعار طلب الزقنى بانواعه المتعددة اذ تصل الى مايفوق العشرين جنيها. لاعليك الا ان تشترى وهى تحضك بابتسامة نصف متر وزيادة.. الزقنى اعداده يتم فى مطبخ ملحق بالمحل ..يصنع من لحم يطبخ ببهارات كثيرة وشطة اكثر يسمونها (دليخ) وتعاس له كسرة بعينها مثقبة السطح سميكة نوعا ما يسمونها (انجييرا) اما الصاج فهو عند اهل اديس(متتاش) ،غير الزقنى تنتشر فى مطعم الاحباش كثيف الحركة والزبائن ككثافة الاحباش العاملين فى المدينة يصنعون الطعام والطرب والرقص الجماعى ..هناك اكلة اسمها الكتفو لاتقل لذة عن الزقنى تصنع من مكونات الزقنى لحم وبهار ولكن طبخها يتم باضافة اللبن الرائب (زبادى) يسمونه (ايب) والزقنى اصلا طعام قبيلة الامارا الاثيوبية والكتفو اشتهر ت به قبيلة اوراقى واصله من اقليم غرب اثيوبيا تحديدا منطقة وقنجا. امسيات جوبا تتغنى فيها الفرق الاثيوبية وتنتشر فيها دخاخين الزقنى وقهوة بنات اديس المعتقة، فالبن اصله اثيوبى اكتشف فى اقليم كافا ومنه جاءت تسميته ب(كافى) فمنهم اصله وفصله وحسن صنعته. تقول هانيا انها قدمت الى جوبا قبل خمسة اشهر هى وصويحباتها للعمل كنادلة فى مطاعم المدينة وتصف العمل بالجيد والدار للربح ويقمن بايجار سكن جماعى ..هانيا ذات الخمس والعشرين ربيعا لاتعرف العربية بل قليلا من الانجليزية وكثيرا من لغة اهل اديس ترى ان هذا لايشكل عائقا للتواصل مع الزبائن المنتشرين فى مطاعم المدينة الراقية المسيطر عليها الزقنى ومزاج الاحباش فالحديث فى جوبا طابعه الانجليزية غير العربية الا ضيوف يصلون من المدن الاخرى..ورغم رهق ساعات عملها التى تمتد الى آناء الليل الا ان جو المدينة الرطب وماتجنيه من اموال نظير عملها لايمنعها فى ان تصل ما ابتدأته من بيع زقنى.