اصبحت من الأمور التي لا يطالها شك، مقولة الدكتور الترابي للرئيس البشير وهما يضعان اللمسات الاخيرة لانقلاب 30 يونيو «اذهب الى القصر رئيساً وسوف اذهب الى السجن حبيساً»، وهذا ما قد حدث ليس هذا فحسب، بل داخل السجن افتعل الدكتور الترابي مع ضابط السجن مشكلة اذ رفض الوقوف عندما دخل عليه الضابط ويبدو ان وقوف السجين للضابط من لوائح السجن، فأخذ الترابي الى زنزانة في سجن انفرادي وتصدر الخبر صحف تلك الايام ويبدو ان ذات الواقعة كانت مدبرة فهي تعني المزيد من التمويه وفي نفس الوقت ربما كانت بداية لتشغيل «الكبانية». ومن اخبار تلك الايام ان الاستاذ محمد ابراهيم نقد كان من اقل السجناء السياسيين المدركين لطبيعة الانقلاب. فيقال انه قال للترابي «يا حسن امرق على ناسك الحاكمين ديل» حسن مجردة هنا لأن «الاولاد» دفعة «ودافننو سوا». هذه الرمية مناسبتها ان أحد التجار والرمز له بحرف «ح» وتحت تحت يقال له «التخة» بضم التاء دخل السوق بقاعدة «اتدين واتبين» فوصلت ديونه المليار ودخل السجن وبعد عدة شهور قام والده التاجر الكبير بالدخول في مفاوضات مع الدائنين وتم الاتفاق على ان يقبل هؤلاء الدائنون نصف المبلغ اي «500» ألف جنيه بالقديم طبعاً، وهذا بالنسبة لهم احسن حالاً من «المال تلتو ولا كتلتو» فاستمرأ «ح» اللعبة وبعد عام من ذلك التاريخ عاد«ح» الى تلك اللعبة مرة ثانية وهذه المرة وصلت ديونه (4) مليارات «بنات حفرة» وبعد عدة عمليات اخطبوطية جمع مبلغ مليارين - أي نصف المبلغ - وحزم حقيبته واعطى المبلغ لوالده وقال له : انا ذاهب الى السجن حبيساً «ودي اتنين مليار» وبعد ان يأتي اليك اولاد .. فاوضهم عليها والى ان يتم الاتفاق معهم عليكم« بالأعمدة المدنكلة» وبالفعل ذهب «ح» الى سجن الشيكات حيث الخدمات الفندقية القادمة من البيت حتى الشيشة كانت موجودة، ويقال ان هناك «خفسات» ليلية يمكن ان تحدث بالتحايل على لوائح السجن وبالفعل بعد قرابة العام جاء اولاد.. «أي الدائنين صاغرين وقبلوا الخمسين في المئة من المبلغ» وانتقل «ح» من المعتقل الى البيت، كلمة انتقل هنا مقصودة وربما يفكر الآن في عملية بالمليار الجديد. الشاهد في قصة شيخ حسن والتاجر «ح» ان السجن هنا استخدم استخداماً جديداً لاكمال صفقات سياسية واقتصادية ضخمة. فالعمليتان السياسية والاقتصادية كانت العلاقة فيهما بين السجن وخارجه علاقة «ديالكتيكية» اي متداخلة وما كان يمكن للنصف الطليق ان ينجز الصفقة لولا النصف الحبيس كما ان النصف الحبيس كان يقوم بدور داعم وقوي للجزء الطليق، وبعد انفاذ العملية يلتئم الشمل وتمضي الأمور رغم ان كل شيء اصبح معلوماً، فالذي ذهب الى السجن لإكمال الصفقة يعود ويواصل نشاطه كأن شيئاً لم يكن . السياسي يمارس دوره السياسي «يقع ويقوم» حتى مع الذين كان يتم «استكراتهم» ولعل في هذا تسليم بأن السياسة كلعبة تحتمل مثل هذا الألاعيب، وكذلك في الاقتصاد فالتاجر «ح»« يقع ويقوم» في السوق ومبسوط ويتكلم بالموبايل وفمه مليء بما لذّ وطاب ويدخل في صفقات جديدة فمن أين أتى هؤلاء الذين يتنازلون بما يصل ال (50%) بهذه الاموال السائبة ؟؟؟ ويا حليل السجن الذي غنى له عبدالرحمن عبد الله من كلمات محمد حامد آدم «حلمك لحظة واحدة يا ضابط السجن اتزود بنظرة وارجع انسجن ولا الطبع غالب والحرمان علن».