الاستاذ عوض الكريم العراقي مدير دار توزيع «الرأي العام» له جهود ومشاريع مدروسة تقوم على تحديث وسائل توزيع الصحيفة والكتاب عن طريق البرامج والمشاريع العلمية التي تهدف لخدمة القارئ في السعي نحو التنمية الاجتماعية. التقت به «كتابات» في هذه المقابلة السريعة «المحرر» ---------------------------------------------------------------------------------------------- ? ما هو الأطار العام لأسس توزيع المطبوعات «صحف وكتب»؟.. أعني الهدف من هذه الخدمة الثقافية؟ - ما يعنينا هو تفعيل الجهد الثقافي والارتقاء بحس القارئ على تداول المطبوعة سواء أكانت صحيفة أو كتاباً. وهنا نجد ان الهم واحد، تختلف الوسائل للتعامل مع كل مطبوعة. فنجد الاطار العام هو التمدد في مساحات الوعي والمعرفة والوصول في كل هذه المساحات في كافة ربوع السودان، ونحن نحمل مشاعل النور من خلال القيم الفكرية والجمالية التي تحملها مضامين المطبوعات. وهذا ما يقودنا لخلق قدرات المواطن وارتفاع معدلات الانتاج الاقتصادي والاجتماعي التنموي. ? كيف بدأ هذا المشروع؟ - قام هذا المشروع منذ سنوات على أساس من دراسات موضوعية وعلمية تراعى احتياجات أهل السودان، لفتح قنوات ونشر خطوط لتوصيل الرسالة الثقافية والعلمية إلى المواطن ليستخدمها في حياته العلمية واليومية ومن ثم تنتقل من مستوى التجريد إلى مستوى التجسيد الحضاري العملي. وقد جاءت هذه الأفكار بعد ان لحظنا ان هناك قصوراً جاء في وصول الصحيفة والكتاب إلى مدن السودان في الهوامش والريف وحتى بعض المدن الكبرى ولهذا جاء هذا الاهتمام وتعاظم فقامت الخطط كما ذكرت وتخطينا هذه المراحل الأولية ودخلنا في مرحلة التنفيذ بالنسبة للكاتب، أما بالنسبة للصحف فالشبكة التي نعمل عليها اتسعت بقدر يسمح لتوصيل الصحافة السودانية إلى أكثر من «58%» من مدن السودان المهمة. ويجئ دور الكتاب ليستفيد من هذا التمدد والتوسع. ? الأسباب التي تعوق صناعة الكتاب السوداني؟ وصعوبات صناعة الصحف؟ - ما يتعلق بالمطبوعة هو ان هناك سبباً أساسياً وهو ارتفاع تكلفة مدخلات الطباعة بجانب فقدان التجويد الطباعي وهناك هم آخر هو عامل التسويق حيث لا تجد المطبوعة اسواقاً مفتوحة كما تجدها المطبوعة العربية المستوردة، إلى جانب الضرائب الجمركية هناك مسألة شهرة الكاتب وهي عامل توزيع الشئ الذي ينقص المطبوعة السودانية. ? الآن انتم تقيمون معارض للكتاب.. ماذا عنها؟ - لكل ما ذكرنا آنفاً كانت تقودنا حاجة القراء وتدفعنا لتقديم عمل متكامل في هذا الاطار وبادراكنا لهذا الجفاف قامت خطتنا على أقامة هذه المعارض. ? هل هذه الخطط تهتم بذائقة القارئ فقط، أم تتعداها لتثقيفه؟ - راعينا قبل استيراد هذا الحشد الكبير من الكتاب.. عنصر التنوع، فهنالك عدة مستويات لمختلف القطاعات، فكل يجد حاجته بين أرفف المعارض ومن ضمن أهتماماتنا ان تحدث أضافة في الخدمة الثقافية التي نقدمها للمتلقي. ? هل هناك نشاطات مصاحبة لهذه العروض؟ - هناك نشاطات ثقافية مصاحبة للمعارض من ندوات ومنتديات مختلفة الموضوعات والاهتمامات وهي عبارة عن عروض مسرحية وغنائية وموسيقية وعروض تشكيلية. وهناك معرض للزهور يقام في إحدى مدن السودان. ? هل تتوقع ان يؤدي هذا النشاط إلى رواج ثقافي؟ وكيف يكون؟ - هذا النشاط في حد ذاته يعتبر رواجاً ثقافياً ينشط خلايا العمل الثقافي العام ويخلق مناخاً ابداعياً صحواً. ? هذه أول مرة تقوم فيها شركة توزيع سودانية بمثل هذ الخطوة. - ان شركات التوزيع تعني في الأساس بالتوزيع للمادة الثقافية والصحفية وتعمل في شبكة لا تحترم غير المطبوعة الصحفية فقط «الصحيفة والمجلة» ولا يوجد هناك موقع في هذه الشبكة للكتاب، مما جعل الكتاب ينزوي ويتضاءل في الظل أمام الصحيفة اليومية. ولكن هذه الخطة تعيد الكتاب للضوء وتجعله محط أهتمام القارئ فيستعيد مكانته وبريقه. ونحن الشركة الوحيدة في مجال التوزيع أستطعنا ربط الحلقات الثقافية حينما وضعنا الكتاب إلى جانب الصحيفة كخدمة ثقافية نقوم بتقديمها للقارئ السوداني وللمرة الأولى حيثما كان واينما كان. بعد ان أعددنا العدة والعتاد هذا العمل الضخم الذي سنستمر فيه أضافة وتطويراً وتجويداً لأداء شركة توزيع «الرأي العام».