هو واحد من الركائز الأساسية التي قام عليها الاتحاد العربي لكرة القدم حمل الرسالة النبيلة وفتح قلبه الكبير لكل أبناء الأمة العربية من المحيط الى الخليج فجمعهم على قلب رجل واحد وقلبه يسع كل العالم وازال كل الحدود وهو يتجول بين الدول العربية ليحقق العدالة في توزيع برامج الاتحاد مثله مثل رب اسرة يعدل في كل شئ بين ابنائه وزوجاته . حمل الامانة في تجرد ونكران للذات قدم شبابه وربيع عمره في مسيرة قاربت الاربعين عاماً دون ان يمنح نفسه لحظة لالتقاط انفاسه او يهتم بصحته او يجلس مع اسرته الصغيرة يخرج من اجتماع ليدخل الى اخر ينتهي من بطولة او نشاط ليستعد لاخر يذهب الى دولة ويطير منها الى اخرى لايستمتع بالبطولات او النشاط ولكنه يصنع المتعة للناس لا يكل ولا يمل ولا يشتكي لانه يرى راحته في ان تتحقق الاهداف التي من اجلها تأسس الاتحاد العربي ونشهدله انه نجح في ذلك بامتياز. عثمان السعد علم على رأسه نار قلب الاتحاد العربي النابض وعينيه واحد من الكفاءات الادارية النادرة التي قدمتها حواء السعودية الولود للأمة العربية وهو يتلقد منصب الامين العام للاتحاد العربي لكرة القدم منذ العام 1975 تمثل اعظم مراحل هذا الكيان العظيم بعد ان نال ثقة القيادة من الراحل المقيم فيصل بن فهد الذي خلفه الامير سلطان بن فهد وساعده الايمن الامير نواف بن فيصل وفوق ذلك ثقة الاتحادات الاعضاء. ساهم بفكره مع قيادة الاتحاد في مسيرة النجاح التي حققها اتحادنا العربي بنشاطه الكبير وحوافز بطولاته حتى اصبح يضاهي بل يتفوق على الاتحادات القارية واثبت مقولة الراحل المقيم الامير فيصل بن فهد ان الاتحاد العربي ولد ليبقى ويتطور وعثمان السعد واحد من صناع هذا التطور. عثمان السعد يمثل مدرسة تعلمنا منها الانضباط والحكمة والهدوء وحب العمل والاخلاص فيه من خلال مشاركتنا في نشاط الاتحاد واحترام الرأي الاخر والروح الرياضية دون ان تبطره الاشادة او يهزه النقد فكان يمثل بالفعل الاداري المثالي . عثمان السعد فارس عربي اصيل ترجل عن جواده وهو يقدم استقالته عن منصبه كامين عام للاتحاد العربي لكرة القدم ضارباً مثلاً حياً في التضحية من اجل التطوير بعد ان فرضت تعديلات النظام الاساسي للاتحاد والمطابقة لنظام الاتحاد الدولي ان يكون الامين العام موظفاً متفرغاً كما هو الحال في الاتحادات القارية والوطنية وهي نقطة تحول كبيرة للاتحاد العربي ولكن كان ثمنها غالياً ان يفقد الاتحاد واحد من اعظم قياداته . قرار صعب ليس لعثمان السعد ولكنه لكل الذين عرفوه كامين في عمله وامين في تعامله وامين على رسالته وكعقل مفكر وضع بصمة واضحة على العمل الاداري وخرج اجيالاً من الاداريين تحملوا المسئولية وان غادر الاتحاد بجسده فانه سيظل موجوداً بالارث الكبير الذي تركه في مسيرة العمل.وقد خرج وهو يحمل كتابه بيمينه وقلبي على الاستاذ الجمعان الذي سيتولى المنصب وهو ايضاً من الكوادر المؤهلة وصاحب تجربة في الاتحاد السعودي لان أمامه مهمة صعبة وهو يخلف رجل يمثل رمز أمة . العزاء ان الاستاذ عثمان سيظل في منصبه اميناً عاماً لاتحاد اللجان الاولمبية العربية (الاتحاد العربي للالعاب الرياضية سابقاً)والتي استفادت من فكره وله الكثير الذي سيقدمه من اجل خدمة الرياضة العربية وتأمين حاضر ومستقبل الشباب العربي.. لانملك الا ان نقول شكراً لك ابا وليد فقد اوفيت وكفيت وجزاك الله خيراً عن امة العرب بقدر ماقدمت اطال الله عمرك ومتعك بالصحة والعافية .واتمنى ان يجد السعد التكريم اللائق خلال الجمعية العمومية المرتقبة في ابريل القادم بمكة المكرمة.