بدأت الساحة السودانية تشهد حراكاً ملحوظاً فى كافة المجالات حيث يستمد هذا الحراك مرجعيته وفاعليته من الصخب والضجة التى أفرزتها الانتخابات الرئاسية والتشريعية وولاة الولايات بتدشين الحملات الانتخابية على كافة هذه المستويات بدءاً بنواب البرلمان ومروراً بولاة الولايات وانتهاءً برئاسة الجمهورية لينعكس هذا الزخم على الحياة العامة ويتفاءل المواطن بتغيرات جديدة فى عهد الديمقراطية المرتقبة بتحسين معاشه ورفع العبء عنه فى تحمل الصرف على الخدمات الاساسية، ومعالجة قضايا الفقر والنزوح وتحقيق التنمية المتوازنة والاستقرار الاجتماعى والاقتصادى والسياسي والامنى وتحقيق الوحدة بين الشمال والجنوب والامن فى ربوع دارفور، والتمتع بنعم الله فى ظاهرالارض وباطنها وغيرها من الامانى، كما تتفاءل القوى السياسية بكافة مكوناتها فى ان تكون قائدة لهذا التغيير والتحول الديمقراطى، وكل حزب سياسي يسعى لكسب (ود المواطنين) ومدخله فى ذلك توفير الخدمات وتخفيف اعباء المعيشة وتحسين فرص كسب العيش. ومن هنا انطلقت الحملات الانتخابية للاحزاب السياسية والمرشحين الذين يمثلونها والحملات الانتخابية للمرشحين المستقلين، ولعل اول من استفاد من هذه الحملات الانتخابية من القطاعات الانتاجية هم القطاع الخاص بمختلف تخصصاته وتوجهاته فهنالك رجال اعمال وراء احزاب معينة لدعمها فى حملتها الانتخابية وهنالك رجال اعمال استفادوا من الحراك الذى افرزته الانتخابات فى انعاش تجارتهم خاصة قطاع الطباعة، وفى هذا السياق انتعش سوق مكاتب الخدمات الاعلامية التى اشرفت على تصميم الحملات الانتخابية لبعض المرشحين،وانتعش سوق المطبوعات خاصة الملصقات والاعلام ومعامل التصوير والتحميض وقطاع النقل، كما انسحب هذا الحراك على الاسواق بزيادة الانفاق العام للشراء والصرف على تنظيم الندوات والمؤتمرات والضيافة المترتبة على ذلك وقطاع الفنادق، كما انتعش ايضا سوق الصحافة السودانية والاجهزة الاعلامية الاخرى التى يلجأ اليها المرشحون لطرح برامجهم الانتخابية كما يتوقع ان ينتعش سوق الاعلان والدعاية وغيرها من القطاعات. إذاً الحراك الانتخابي طال كل القطاعات ولم تعد هنالك لغة تعلوفوق لغة الانتخابات والتى يتجدد أمل الجميع فيها بخلق غدٍ مشرق وسودان موحد يسع الجميع وتتحقق فيه امانى الجميع وينعم فيه الجميع بالامن والامان والاستقرار والرفاهية وليس ذلك على الله بعزيز.