? هذا المثل ينطبق علينا بجدارة، فمع ان السودان واحد من أفقر دول العالم، إلا أن عدد السيارات في بلادنا يفوق نسبياً عددها في كثير من البلدان الغنية. وهذا المعدل الهائل من المركبات لا يدل على أننا (ناس على قدر حالنا). ? ولكن حسب تعبير صديق «كل واحد فينا عايز يركب عربية خاصة.. وكثير منهم على سبيل «البوبار» .. رغم ان المواصلات العامة تعمل في جميع خطوط الولاية منذ الصباح الباكر والى ما بعد منتصف الليل خاصة والطرق الاسفلتية في السنوات الاخيرة غطت كل أحياء الولاية تقريباً. ? هل أصبحنا دولة نفطية غنية او واحدة من الثمانية الكبار؟ حتى في تلك الدول الغنية فإن المواصلات العامة هي الوسيلة الرئيسية للتنقل - وحتى بالنسبة للقادرين على تملك سيارة خاصة. وأذكر في هذا السياق زيارة عمل بدعوة من شركة (نسيان) في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي - انتدبتني صحيفة «الاتحاد» الظبيانية لجولة في احد مصانع الشركة العملاقة على بعد نحو (150) كيلو متراً من طوكيو. ? ونحن في طريقنا بالقطار من العاصمة اليابانية الى مدينة «نيسان» استغربت من وجود اعداد كبيرة من الدراجات على رصيف كل محطة مررنا بها. فقالت لي مندوبة الشركة التي كانت ترافقني إن اليابانيين عموماً يفضلون المواصلات العامة لانها مريحة، حيث ان القيادة بين المدن وداخلها مرهقة.. ولكن كذلك لسبب رئيسي آخر هو عدم الجدوى الاقتصادية لامتلاك سيارة خاصة. ? فتلك الدراجات المصفوفة في المحطات تؤول الى سكان القرى الواقعة على سفوح التلال والجبال - وكثير منهم أثرياء يفضلون السكن في المناطق الريفية لهوائها العليل النقي.. وفي الصباح يتجهون الى محطة القطار بالدراجات حيث يتركونها في المحطة وينطلقون مستقلين القطار الى أماكن عملهم، وفي نهاية اليوم تكون رحلة العودة.. بالقطار .. والدراجات. ? عندما ترجلنا من القطار كان في استقبالي ورفيقتي مندوب آخر من الشركة يقود سيارة «نيسان طبعاً».. وكنت اتخيل ان كلاً من يعمل في شركة السيارات العملاقة لا بد ان يمتلك سيارة خاصة . ولكن المرافقة أكدت لي ان عدداً قليلاً جداً من العاملين في نسيان يمتلكون سيارات خاصة اذا اقتضت ضرورة العمل ذلك..