أكد الرئيس عمر البشير ونظيره اليمني علي عبد الله صالح، على أهمية خروج القمة العربية بنتائج مثمرة تخدم مسيرة التضامن والتكامل وتعزز العمل العربي المشترك، وبحث الزعيمان على هامش أعمال القمة العربية الثانية والعشرين المنعقدة في مدينة سرت الليبية أمس، العلاقات الأخوية ومجالات التعاون المشترك بين اليمن والسودان والسبل الكفيلة بتنميتها وتوسيعها في المجالات كافة، وبحثا الموضوعات التي ستناقشها القمة العربية في دورتها الحالية لتنسيق مواقف البلدين إزاءها. وكانت بدأت ظهر أمس، أعمال القمة العربية العادية في دورتها الثانية والعشرين بمشاركة (13) من القادة والزعماء العرب بينهم الرئيس عمر البشير، وسلم رئيس الدورة السابقة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الرئيس الليبي معمر القذافي رئاسة القمة الحالية. وطالب أمير قطر في كلمته الافتتاحية الدول العربية باتخاذ قرارات تتعدى حدود الإدانة والشجب فيما يخص الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين في القدس وقطاع غزة، واقترح إنشاء لجنة عليا للاتصال بين القادة العرب. وقال إن واجب الأمانة الى جانب حق الامة وكرامة الاخوة من ملوك ورؤساء وأمراء الدول العربية يفرض علي ان اقول من فوق هذا المنبر ان العمل العربي المشترك يواجه ازمة حقيقية. ومن جانبه قال الزعيم الليبي معمر القذافي في كلمته امام القمة، ان المواطن العربي ينتظر الأفعال والشارع العربي شبع من الكلام وسمع كلاماً كثيراً، وانا شخصياً تحدثت خلال اربعين عاماً في كل شيء، والمواطنون العرب ينتظرون منا نحن قادة العرب الافعال وليس الخطب. وأضاف ان القادة في وضع لا يحسدون عليه لأنهم يواجهون تحديات غير مسبوقة. ودعا القذافي الى عدم الالتزام بقاعدة الإجماع في العمل العربي المشترك. وقال: لم نعد بعد الآن ملزمين بالاجماع واذا ما قررت اية مجموعة من الدول العربية شيئاً تستطيع أن تمضي به كي ترضي الجماهير، أما إذا أرادت مجموعة أخرى ان تراوح مكانها فتستطيع ان تراوح. وفي السياق طالب عمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية في كلمته، القادة العرب بدراسة الخيارات المتاحة اذا ما فشلت عملية السلام، ودعا القادة لمناقشة جميع الاحتمالات بما في ذلك فشل عملية السلام. ومن جهته طالب بان كي مون الأمين العام للامم المتحدة في كلمته امام القمة العربية، القادة العرب بأن يساندوا الجهود لبدء محادثات غير مباشرة ومفاوضات مباشرة بين الفلسطينيين واسرائيل. وعبر عن أسفه لما حدث في خان يونس أمس الأول، ودعا الى ضبط النفس، وأشار الى ان الهدف المشترك أن تكون تسوية كل القضايا النهائية في غضون (24) شهراً. وشارك بالحضور رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ورئيس الوزراء الأيطالي سلفيو برلسكوني وأمين عام الأممالمتحدة وأمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي ومبعوث للرئيس الروسي، فيما يغيب عن القمة ثمانية قادة هم: الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز الذي كلف وزير خارجيته سعود الفيصل بتمثيله في القمة والرئيس المصري محمد حسني مبارك ورئيس دولة الإمارات العربية الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، وسلطان عمان قابوس بن سعيد وملك المغرب محمد السادس رئيس لجنة القدس، إضافةً إلى الرئيس العراقي جلال الطالباني ورئيس جيبوتي والرئيس اللبناني ميشال سليمان.ومن المتوقع أن يتضمن إعلان «سرت» الذي سيصدره القادة العرب في ختام قمتهم إدانة للانتهاكات الخطيرة التي تمارسها إسرائيل واعتداءاتها المستمرة على الدول العربية، ويشمل جدول الأعمال مشروع قرار حول إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية، وصياغة موقف عربي موحد لاتخاذ خطوات عملية تجاه تحقيق هذا الهدف، ويدعو إلى إخضاع المنشآت النووية والبرامج النووية في الشرق الأوسط كافة للضمانات الشاملة للوكالة الدولية للطاقة الذرية.