نَدرك تماماً حساسية المرحلة وما بها من تعقيداتٍ وما يكتنفها من غموضٍ، أحار المراقبين وأجهزة الإعلام التي أصبحت تنقل أخباراً سريعة التلف، فما يقال الآن من معلومات، تصبح بعد ساعاتٍ غير صَالحة للتداول، لأنّ ذات المصادر أو غيرها من ذات الحزب ترسل معلومات مناقضة لما قيل. حاول أحد الأسماء - غير المعروفة لأجهزة الإعلام - يقول إنه مدير مكتب سلفاكير بمكتب الحركة بالعمارات شارع «33» أن يسعى بين بعض الصحف لينفي خبر «الرأي العام» الذي نقلت فيه بصفحتها الأولى، المبررات التي صاغها رئيس حكومة الجنوب الفريق أول سلفاكير ميارديت أثناء مخاطبات جماهيرية له بالبحيرات، وإعلانه سحب ترشح ياسر عرمان من السباق الرئاسي لمصلحة المرشح عمر البشير حفاظاً على السلام ولتهيئة الأجواء لإقامة الاستفتاء في ظروفٍ مُواتيةٍ. والرجل الذي زار مقر الصحيفة بالأمس، بعد أن قام بنفي الخبر في صحف أخرى، أطلق من التهديدات والإساءات ما لا يتناسب وحركة سياسية تؤكد التزامها بالديمقراطية والقانون، ورفض أن يقدم نفياً مكتوباً معنوناً من مكتب رئيس الحركة وكأنه يريد أن ينفي الخبر لمصلحة مجموعة داخل الحركة ترى في موقف سلفا الذي أعْلنه بالبحيرات مضراً بمصالحها وتحالفاتها في الشمال. وما لا يدركه الرجل أنّ «الرأي العام» لا تُفرِّط في مصداقيتها تحت أي ضغط أو إغراء.. وأنها حينما نشرت الخبر كانت واثقة تمام الثقة في صحته، والأهم من ذلك كله أنها تملك ما تستطيع أن تقطع به ألسنة المشككين..! و«الرأي العام» تحترم السيد سلفاكير ميارديت نائب رئيس الجمهورية، رئيس حكومة الجنوب ولا يمكن أن تنسب إليه ما لم يقله، كما أنّها تدرك شجاعة الرجل الذي لم يسبق أن تنكر لحديث قاله في المقابلات الصحفية، دعك من اللقاءات الجماهيرية. ولقد سَبَقَ أن نشرت «الرأي العام» في سبق صحفي تناقلته وكالات الأنباء العالمية، قبل أكثر من عامٍ على فتح باب الترشح، أن سلفاكير لن يترشح لرئاسة الجمهورية وسيترشح لرئاسة حكومة الجنوب، وسارعت ذات الصحف - العرجاء - حينها لنفي الخبر. وعُقد مؤتمر صحفي بشارع «33» لذات الغرض. ولم تمضِ أشهر فتأكد للجميع أن «الرأي العام» لا تعرف التبضع في أسواق الأخبار الكاذبة. وعلى الحركة الشعبية أن تدير معاركها الداخلية ونيرانها المتبادلة بعيداً عن مصداقية «الرأي العام».