وسط تصاعد المطالبات بمد عملية الاقتراع ليوم واحد تعويضاً لليوم الاول الذي شهد بعض التعثر ذهبت الحركة الشعبية بعيداً وطالبت بأكثر من يوم واصفة العملية الانتخابية بأنها معقدة بل أنها استصعبت بعض القيادات الحكومية أنفسهم -على حسب الحركة- ناهيك عن الناخب البسيط. وللوقوف على المعالجات التي ابتدرتها المفوضية لتصويب الاخطاء الفنية التي صاحبت اليوم الاول طافت (الرأي العام) على عدد من مراكز التصويت بمنطقة الكلاكلات. ففي الدائرة (30) كان الاقبال فيها يقل نوعاً ما عما كان عليه في اليوم الاول، وعزا عدد من الناخبين الذين تحدثوا ل «الرأي العام» ضعف الاقبال لإخفاقات اليوم الاول، وقال ناصر بابكر انه حضر يوم امس ولم يتمكن من التصويت بسبب انتهاء بطاقات الاقتراع لكنه اصر اليوم على الإدلاء بصوته، واكد ناصر ان اليوم يختلف تماما، فالمفوضية اجرت تعديلات كثيرة لأن البطاقات اصبحت متوافرة، وهناك مراقبون يعملون على مد الناخبين بمعلومات عن التصويت قبل دخول الكابينة المخصصة لعملية التصويت، وناشد ناصر المفوضية بالإسراع لمخاطبة المواطنين عبر وسائل الاتصال الجماهيرية بالعودة لمراكز التصويت خاصة الذين عادوا أمس لمنازلهم غاضبين. ولاحظت «الرأي العام» في جولتها ليوم أمس معالجة العديد من الاخطاء الفنية التي صاحبت اليوم الاول. ويقول احمد الصادق مراقب لحزب الامة بمنطقة (اللاماب) لم نتلق أية شكاوى من المواطنين اليوم، وقال إن المركز لا يعاني من أي مشاكل لأن المفوضية عملت على معالجة أخطاء نقص البطاقات ولكن الاقبال لم يكن كيوم امس. وطالب عدد من المراقبين للعملية الانتخابية بتمديد فترة التصويت لأيام أخرى، وينصح عدد منهم المفوضية بتكثيف الحملات الاعلامية وتعويض المواطنين مدة زمنية عوضاً عن المدة المفقودة في اليوم الاول. ولاتزال الاصوات المعارضة تطالب بإلغاء العملية الانتخابية برمتها وتأجيلها لوقت آخر بينما يطالب البعض بتمديد فترة التصويت لأكثر من يوم، وقبل ذلك معالجة الاخطاء الفنية المذكورة سابقاً الى جانب إعطاء مجلس الوزراء للعاملين بالدولة إجازة يومين لتعويض اليوم الاول. ولكن المفوضية وبعض المراقبين قطعوا الطريق على الاصوات التي تطالب بالإلغاء، وقال السيناتور زياد سبسبي مسؤول بعثة جمهورية روسيا المراقبة للانتخابات ان العملية الانتخابية صاحبتها أخطاء بسيطة يمكن معاجلتها بتمديد فترة الاقتراع ولكن لا ارى ان هناك ما يدعو لإلغاء العملية برمتها. زياد قال إن العالم كان يتوقع ان ينهار الامن في السودان مع اول يوم للاقتراع ولكن الهدوء الذي صاحب العملية حتى الآن يمثل نجاحاً كبيراً لإرادة الشعب السوداني ونصح زياد الجميع بالعمل على إنجاح الإنتخابات لأن نجاحها يقي السودان كيد المجتمع الدولي في حالة فشلها. وحول الاجراءات الجديدة التي قامت بها المفوضية القومية للانتخابات لتعادل خسارتها في اليوم الاول دخلت المفوضية امس في اجتماع مطول بحثت فيه امكانية إحداث معالجات للمشاكل الفنية التي صاحبت رموز المرشحين وسقوط بعض الاسماء والنقص الذي صاحب بطاقات التصويت، وقال مسؤول الاعلام بالمفوضية أبوبكر وزيري ان المفوضية تعمل ليل نهار لتدارك اي اخطاء قد تنجم اثناء العملية الانتخابية. وقال ل «الرأي العام» قمنا عصر امس بجولة تفقدية لعدد كبير من المراكز، وتأكد لنا ان العملية تسير بصورة طبيعية سوى قليل من المراكز يجري العمل في معالجتها. وفي السياق انقسم المراقبون في ما ستفرزه العملية الانتخابية التي انتظمت البلاد. فمنهم من يرى ان الانتخابات ستنجب حكومة جديدة لن تكون كسابقتها وستشكل مرحلة جديدة في بناء الدولة السودانية، بينما ينظر اليها البعض الآخر بنظرة سلبية باعتبارها جاءت لتكرس حكم الانقاذ وتضفي عليه شرعية جديدة، ومهما يكن من أمر فإن الشعب ينتظر الفائز في الانتخابات ليس ليحتفل معه فقط، وانما أملاً في الايفاء له بقليل مما وعد به خلال الحملة الانتخابية.. اخيرا فان تمديد فترة الاقتراع ليومين تعتبر تعادلاً احرزته المفوضية.