لعبة الأرقام في العد والتفاصيل.. ربما تضع في حسابات المنطق والدوائر مؤشرات للتنمية والتطور يلعب فيها الرقم دور المحرض للمسؤولين للإلتفات إليها ويعد ذلك أيضاً مصدر فخر لأهلها عدداً، والمثل الشائع يقول: «العز بالأهل».. ربما يتحول في هذا العصر الرقمي الى «العز بالرقم»! وأنت تتابع أسماء الفائزين بعدد الأصوات في الدائرة الفلانية تسمع أنه حصل على كذا من جملة الأصوات البالغة كذا.. هنالك «50» ألفاً.. ومن تجاوزت دائرته المائة أو الثلاثمائة ألف ويزيد.. وجملة الناخبين التي تجاوزت ال«16» مليون ناخب مسجل.. وعدد سكان السودان «45» مليوناً.. مفترضين أن هنالك ثلاثة ملايين لم يسجلوا أو أكثر بقليل.. وهو أمر يدعو للمباهاة أمام أوروبا التي تبكي أن من تجاوز فيها سن الشيخوخة اكبر نسبة من الشباب.. ونحن إن قلنا إن هنالك تقديرياً نحو «20» مليوناً لم يحق لهم التصويت فهذا يعني أنهم لم يبلغوا سن الثامنة عشرة وهم الأكثر ضماناً للمستقبل.. ففي دائرة واحدة بشرق النيل تجاوز عدد الناخبين جغرافياً «55» ألف ناخب.. يتحدث لسانهم عن حضور قادم يشمل الدائرة بالرعاية عمرانياً ونهضة حيث الأحلام الفتية والأرض الخصبة.. والسواعد المتأهبة للفوز بفرص عمل. وفي الشمال.. بنهر النيل والشمالية الولايتين أرقام كان هم أهلها الاختيار لمن هو أصلح، والشاهد أن كل الناخبين انحازوا للإنجاز الذي كان شاهداً على أرض الواقع.. غابت مصالح الفرد وانتصرت مصالح المنطقة والحال في الجنوب كل الأرقام كانت تجلس في صناديق الإقتراع مع السلام.. ها هي الإنتخابات وتقسيم الدوائر الجغرافية تمنح الأرقام التي تنتظر المنجز.. ولسان الحال بين الناخبين يقول: «من أعطيته صوتي حاسبته بما سيقدم لي من خدمات».