في مدارس التعليم البريطانية فرع الكلاكلة اللفة كانت موسيقى «الكيتا» والزغاريد ونحر الذبائح تعلن عن انجاز وتفوق جديد.. وقد جلست ابنة المدرسة النابغة «ابتسام المبارك» ذات ال «14» ربيعاً ملكة على عرش نتيجة امتحان مرحلة الأساس بولاية الخرطوم مشتركة مع عدد من الطلاب بمدارس الولاية المختلفة باحرازها «278» درجة.. «ابتسام» من مواليد الكلاكلة القبة العام 1996 وهي آخر العنقود في أسرتها وقد توفى والدها في العام 2002م وهي ما زالت في السادسة من عمرها.. من فرط فرحتها تحدثت ابتسام ل «الرأي العام» بصعوبة وقالت: أولاً أهدى نجاحي الى أمي وأساتذتي وللمشير عمر حسن احمد البشير.. واضافت: رغم فرحتي إلا انها ممزوجة بكثير من الحزن لأنني افتقدت والدي في هذه المناسبة وكان دائماً يناديني ب «الدكتورة» وانا أسعى لدراسة الطب في أي تخصص.. أما نظام مذاكرتها قالت: كنت لا أرهق نفسي كثيراً وأراجع درس اليوم باليوم.. وأنام في العاشرة واستيقظ في الفجر لمراجعة مواد الحفظ.. وقالت: كنت متوقعة احراز هذه النسبة واكبر منها لانني بالفعل اجتهدت لاحقق النجاح وأهديه لروح والدي.. وعن نشاطها بعيداً عن «الاكاديميات» قالت: انها تكتب القصة وتنوى مواصلة مشروعها الأدبى مع دراستها في النهاية كله انجاز ولكنني لا اهمل الدراسة.. وقالت انها تتابع برامج الفضائيات وتختار المفيد منها.. وتشجع فريق الهلال.. والدة «ابتسام» بدرية الأمين ربة منزل ذكرت ان ابنتها منذ طفولتها متميزة ومتفردة في دراستها وقالت: انها هادئة لم أقم بنصحها يوماً فيما يتعلق بالدراسة وهي وحدها تنظم وقتها وتراجع دروسها وتساعدني في واجبات المنزل كما انها اجتماعية للحد البعيد تشارك الأهل والجيران كل مناسباتهم وأتمنى لها التوفيق في حياتها الدراسية.. وفي اركويت كانت احتفالات «مدارس القبس» رائعة بتفوق محمد النور محمد الذى احرز المرتبة الأولى مشترك ب «278» درجة.. والده النور اختصاصي الباطنية والروماتيزم قال: ان محمد «اكاديمي بحت» لا يميل الى «اللعب» منذ الصغر.. ولا يعرف عن كرة القدم شيئاً.. يشاهد التلفزيون من حين لآخر.. لا تجده إلا منكباً على كتبه لا يتحرك الا لأداء فريضة الصلاة.. يتحدث بهدوء غير معهود في «الأولاد» الذين في عمره.. وقال: لا اعرف ماذا يريد ان يدرس في الجامعة ولكنه يبدو لي انه يريد الابتعاد عن تخصصي.. أما «محمد» فقال: هذا الحديث سابق لأوانه ولم احدد بعد ماذا ادرس واهدى نجاحي «لوالدتي» التي كانت معي في كل لحظة تسهر معي وتشرف على مذاكرتي دون كلل وملل.. كما اهديه لأساتذتي بمدارس القبس وزملائى وأوصيهم بالاجتهاد والمواظبة على الصلاة ومراجعة الدروس بتركيز..