أحسست بارتياح بالغ لدى استماعي لتقرير يفيد أن أهل بغداد فرحون لأن الخطوط الجوية العراقية استأنفت بعد عشرين سنة رحلاتها الجوية وخاصة إلى أوروبا وبوجه اخص بريطانيا، حيث كانت رحلاتها وسفرياتها يومياً لكل عواصم العالم، وقال التقرير ان الخطوط الجوية العراقية اشترت طائرات جديدة حديثة لاستئناف سفرياتها، وانها استبعدت استخدام الطائرات التي أودعت في عدة عواصم لدى وقوع حرب الخليج باعتبارها لم تعد صالحة بسبب الصدأ والتآكل وربما مشاكل أخرى تتعلق بدفعيات مالية كبيرة نظير الاحتفاظ بها في تلك المطارات. وتذكرت الخطوط الجوية السودانية التي غابت او انقطعت رحلاتها وسفرياتها إلى عواصم أوروبا، بعدما لحقها من هوان واهمال واغفال، منعها من دخول الاجواء الاوروبية او الهبوط في مطاراتها لافتقارها للسلامة على كافة الأوجه. لقد كانت الخطوط الجوية السودانية «سودانير» تمثل وجهاً جميلاً وسيرة حسنة لكل أهل السودان بفضل كفاءتها، ودرايتها وجودة خدماتها وانضباطها ونظامها ومظهر طاقمها، وكانت تمنح موقعاً متميزاً في المطارات العالمية خاصة مطار هيثرو في لندن، وكانت الأكثر سلامة وأماناً وتأميناً للمسافرين، وكان الأوروبيون يفضلونها على طائراتهم، لانها الأكثر كرماً ووفرة في تقديم الوجبات والهدايا في السفريات الطويلة، وكانت فوق ذلك سفارة جوية متقدمة تحمل علم واسم السودان، وكان رؤساء افريقيا، «اثيوبيا وغانا وغينيا وكينيا» يفضلون استخدامها في رحلاتهم الرسمية، إذ لم تكن لديهم آنذاك خطوط جوية تخص بلادهم.. لا اعرف لمن يوجه الحديث، او لأية جهة ولكن لا بد من وجود وعودة الخطوط الجوية السودانية إلى كافة عواصم الدنيا، وتستطيع الاستفادة من الخبرات الوفيرة ذات الخدمة الممتازة لوضع خطة متكاملة تحقق هذه العودة وبالمستوى المتقدم الذي عرفت به في حقبة الخمسينيات والستينيات والسبعينيات وحتى مطلع الثمانينيات، لقد كانت للخطوط الجوية السودانية سفريات جوية يومية لاوروبا، الآن مع الأسف الشديد لا بد من استخدام طائرات دول أخرى لتصل إلى عواصمها اولاً ثم إلى العاصمة المطلوبة. إذا كانت الخطوط الجوية العراقية قد عادت بعد عشرين سنة لسفرياتها لأوروبا والعراق في أسوأ اوضاعه الأمنية والسياسية، فهل يصعب على الجهات ذات الصلة بالنقل الجوي وبوجه خاص الدولة تحقيق المشروع الوطني، أي عودة «سودانير» ورحلاتها إلى كل عواصم الدنيا؟