في الانتخابات الأخيرة توجد أرقام كثيرة لكنها غير كافية وتحتاج لأرقام إضافية لتوضح اتجاهات التصويت. على سبيل المثال ما هو حجم تصويت المرأة واتجاهات تصويتها؟. بصفة عامة كان حجم تصويت النساء لافتاً حتى أن المراقبين (غير السودانيين) سجلوا ذلك في مضابط ملاحظاتهم. لكن إلى أين ذهبت تلك الأصوات؟ هذا هو السؤال. كذلك كيف توزعت الفئات العمرية من النساء بين الأحزاب؟. وكم حجم مشاركات الشباب، وأعني بالذات الذين يشاركون في التصويت لأول مرة. كم عددهم، وكم نسبتهم لمجمل حجم المقترعين؟. التقدير الرائج يقول إنهم حوالي (60%). من أين جاءت هذه النسبة، وهل هي تقدير عام أم يعتمد على إحصاء دقيق؟. هل في الأرقام ما يعكس نسبة تأثير العامل القبلي والجهوي على النتائج النهائية، ابتداء من الجنوب ودارفور والشمال والشرق والوسط. ما هو حجم تأثير دعوات مقاطعة الانتخابات من بعض أحزاب المعارضة ومن الجماعات المسلحة في دارفور، وما نسبة الاستجابة لذلك، وتبعاً لذلك هل إذا شاركت الأحزاب المقاطعة والجماعات المسلحة في الانتخابات .. هل سيحدث ذلك فروقا واضحة في أعداد المقترعين. مع الوضع في الاعتبار أن نسبة المقترعين الحالية كانت جيدة ولا تقدح في شرعية الانتخابات. حصل مرشح الحركة الشعبية لرئاسة حكومة الجنوب سلفا كير على (2.616.613) صوتاً، بينما حصل مرشح الحركة لرئاسة الجمهورية ياسر عرمان على (2.193.826) صوتاً، هل ترجع قلة أصوات عرمان مقارنة بالأصوات التي حصل عليها سلفا كير لسبب سحب عرمان من الانتخابات؟ أم لأنه غير جنوبي بينما معظم الناخبين من الجنوبيين؟. الأصوات التي حصل عليها سلفا كير أصوات جنوبية بحتة بحكم طبيعة المنصب المعروض للتصويت، لكن ما هي نسب الجنوبيين والشماليين الذين صوتوا لياسر عرمان؟. حصل عمر البشير على نسبة (24ر68%) من مجمل أصوات الناخبين في السودان كله بينما تقول التقديرات إنه حصل على أكثر من (95%) من أصوات الشماليين. هل يحمل حصول البشير على هذه النسبة وسلفا كير على نسبة أقل بقليل من أصوات الجنوبيين .. هل يحمل أي مؤشر على سيناريوهات الوحدة والانفصال في استفتاء العام 2011م؟، بمعنى هل يمكن أن نقرأ هاتين النسبتين على قوة وجود الرئيسين (البشير وسلفا) على رأس الدولتين المنفصلتين. وهل يمكن أن تعبر هاتان النسبتان على أن عملية الانفصال قد بدأت بالفعل؟. وبعد .. الأرقام الانتخابية المعروضة تحتاج لأرقام إضافية حتى تكمل صورة الانتخابات ومقارناتها، وتجاوب على تساؤلاتها. أتمنى أن نجد هذه الأرقام المفقودة.