يمثل قطاع الصناعات الغذائية (70%) من جملة عدد الأنشطة الصناعية بالسودان و(50%) من العمالة الصناعية تتركز في هذا القطاع، حيث يسهم بنسبة (55%) في الناتج المحلي الاجمالي مقارنة بالقطاعات الصناعية الأخرى، حيث يسهم القطاع في رفع القيمة الغذائية والاقتصادية للمنتجات الغذائية مما يجعلها أكثر قبولاً وتفضيلاً لدى المستهلك خاصة في ايجاد الفرص الاستثمارية الجديدة. وتواجه الصناعة المحلية منافسة حقيقية من السلع والمنتجات المستوردة، ويقول أبو عبد الله البخاري - رئيس غرفة الصناعات الغذائية بولاية الخرطوم - إن المنافسة في القطاعات الصناعية في القطاعات الصناعية تتمثل في تبني سياسة التركيز على الانتاج حسب الميزة النسبية كل ولاية ووحداتها الإدارية. واضاف في حديثه ل (الرأي العام) أن القطاع يواجه كثيراً من المعوقات خاصة عدم توافر البنيات الاساسية في المناطق الصناعية خاصة الطاقة الكهربائية والمياه والطرق والأمن والصرف الصحي مما يسهم في ارتفاع تكلفة الوحدات المنتجة وبالتالي اضعاف المقدرة التنافسية لها أمام المستورد. من جانبه قال د. الفاتح عباس عضو مجلس الإدارة باتحاد الغرف الصناعية أن الصناعات الغذائية تواجه كثيراً من المعوقات مشيراً الى سلعة السكر باعتبارها من أهم السلع التي تواجه نقصاً في عملية الانتاج. وذكر د. الفاتح في حديثه ل (الرأي العام) أن مواجهة المنافسة الخارجية لكافة السلع تتطلب حل المعوقات الاساسية مبيناً ان عدم توافر ووضع السياسات والاعتراف بالمشكلات لمختلف القطاعات التي تعتبر من اكبر العوائق في الوصول للمنافسة الخارجية داعياً لمراجعة القوانين والسياسات الاقتصادية. وأشار الى ان السلع الغذائية تعتبر محور اهتمام الصناعة التي تتطلب الاسراع بوضع الحلول لحل معوقاتها. إلى ذلك أكد د. مصطفى محمد محمد صالح - الخبير الصناعي - ان قطاع الصناعات الغذائية في السودان يمثل الزاوية الاساسية في الأمن الغذائي مشيراً الى انه يمتلك موارد ضخمة وتنوعاً في المناخ يساعد على تنوع الحاصلات الزراعية مما يحتم عليه وضع المنتجات في شكل اقتصادي وزيادة قيمتها الغذائية. وذكر في حديثه ل (الرأي العام) أن عدد المنشآت في القطاع بلغت (17) ألف منشأة صناعية صغيرة وكبيرة مشيراً الى انها تشكل نسبة (70%) من المنشآت للصناعات التحويلية العاملة بجانب (57%) من اجمالي القوة، ومبيناً ان القطاع يسهم بنسبة (46%) من الصادرات الصناعية. وأوضح صالح أن القطاع الصناعي من حيث المنافسة الخارجية يواجه كثيراً من المعوقات خاصة تدني نسبة استغلال الطاقة الانتاجية الفعلية مقارنة مع الطاقة التصميمية العاملة والمتاحة. وأضاف ان عدم وجود سياسات زراعية تربط بين الزراعة والصناعة اسهم في وجود عدم التوافق وقال إن ارتفاع تكلفة الأجور وارتفاع مدخلات الانتاج الزراعي بجانب الفائض في عمليات التصنيع وارتفاع سعر الكهرباء من أكثر العوامل المؤثرة في المنافسة الخارجية للمنتجات الصناعية.