... (الشغالة) أو (الدادة) كما يطلق عليها الأشقاء في شمال الوادي أصبحت من أهم العناصر في «البيوت السودانية» وصارت في الأعوام القليلة الماضية نوعاً من «الوجاهات الإجتماعية» تتباهى بها النساء في المناسبات وبعضهن يصطحبن الخادمة معهن في كل مشاويرهن على طريقة « شوفو خادمتي» بغض النظر عن السلبيات التي تترتب عليها «تشغيل الخادمة» خاصة إذا كانت أجنبية، ونجد أن أغلب الأسر السودانية «خادمتها أجنبية» ويترك لها كل شيء في المنزل حتى تربية الاطفال.. وفي هذا الموضوع إستطلعنا عدداً من المواطنين لمعرفة آرائهم.. تقول الحاجة عائشة إن ظروف العمل تجبر الأسر على تشغيل الخادمة ولكن من السلبيات أن معظم الاطفال يتعلقون بالخادمة أكثر من أمهم خاصة إذا كانت « أجنبية» فهذه يكون تعاملها جميلاً ومحبباً للطفل لذلك يجب المراقبة حتى لا ينشأ الأبناء على طباعها التي دائماً تكون مختلفة عن طبائعنا.. ويقول أحمد علي موظف: إن هذه الظاهرة ليست وجاهة ولكن « الخادمة الأجنبية تتميز بالأمانة والالتزام لذلك تحبذها معظم الأسر السودانية فهي تسكن معك داخل المنزل ولا تخرج إلاَّ إلى بلدها ولكن المحلية تحركاتها كثيرة حتى أثناء العمل وعشوائية في كل شيء...وتضيف توسل ابراهيم ربة منزل: أنا شخصياً عندي «خادمة» أجنبية وجنسيتها «حبشية» عملت معي منذ 1002م وهي انسانة مخلصة في عملها تهتم حتى بأبنائي فالظاهرة ليست « وجاهة» كما يعتقد البعض ولا «بوبار» ولكننا نضمن الأجنبية أكثر من المحلية وأنا شخصيا ًعشت تجربة الخادمة المحلية وندمت عليها جداً وبالرغم من مرتبها « الكبير» إلاّ أنها الافضل ... وخالفتها الاستاذة نور محمد معلمة بقولها أنا أرى أن « الشغالة » المحلية هي المضمونة فالأجنبية تأتي بعادات وتقاليد جديدة علينا يتعلمها الأبناء بالإضافة الى إنها تجهل الكثير عن البيوت السودانية، ولكنني أعيب على المحلية انها في الغالب غير نظيفة وغير مخلصة في عملها وتكثر من الخروج في ساعات العمل فهي عكس الأجنبية تماماً ... وغير ذلك أنا أفضل المتعلمة ودائماً أطلب من التي تحضر الىّ للعمل شهادتها ان لم يكن عندها اعتذر لها. ... هدى محمد فضل اختصاصي نفسي قالت: أفضل للأسر السودانية ان ترعى الأمهات البيوت فإذا كان هناك سبب فالبديل الحبوبة او الخالة بالرغم من أن الأسر الممتدة عندنا أصبحت غير موجودة كما في السابق. ولكن إذا كان لا بد من «شغالة» أو مربية يجب توافر الشروط الآتية: أن تكون مسلمة، كبيرة السن بمعنى ان لا تكون مراهقة أو طفلة، وأن تكون متزنة حتى لا تعكس مشاكلها الخاصة على الاطفال في المنزل فالدراسات أوضحت ان السنوات الأولى لدى الطفل لها دور فعال سلباً او ايجاباً على الصحة النفسية وعلى تكوين الشخصية.. أما بالنسبة لرأيي في الأجنبية فهي كما عهدناها ملتزمة بعملها عكس السودانية التي تجهل بشكل او آخر القيام بعملها. ... وهناك شروط وضعت للأجنبية من ضمنها الإقامة والكشف عن الايدز وأن تكون متعلمة وموجودة بصفة رسمية بالسودان ولا ترجع بلدها إلاّ في الإجازات.. كما إنهن يتم تسجيلهن في مكتب العمل قسم الأجانب.