اتفق عدد من سائقى موقف جاكسون بالخرطوم وتحديداً الموقف الخاص بمنطقة البراري على ضعف مردود «الكمسنجية» وحالة الخمول التي ضربت شواطيء حناجرهم التي لا تنضب من عبارات استدعاء الركاب، وعزا اولئك السائقون ذلك للارتفاع الشديد الذي تسجله درجات الحرارة هذه الأىام، وتابعت «الرأي العام» منتصف نهار أمس حالة الخمول التي تجسدت على بعض كومسنجية الموقف وجعلت بعضهم يختار الجلوس بجوار أحد أكشاك بيع العصائر، ينادى على الركاب في شىء من الإعياء.. اولئك «الكومسنجية» كانوا جزءاً لا يتجزأ من كثيرين يجدون انفسهم يومياً في مواجهة أشعة الشمس الحارقة بسبب طبيعة عملهم.. وربما كان العاملون في مجال تحويل الرصيد في شوارع العاصمة اقل معاناة فكثير منهم لا تتطلب طبيعة عمله التعرض لاشعة الشمس مباشرة وانما «جزئياً» بعد لجوئهم للبيع من تحت ظل شجرة أو مظلة لمتجر قريب.. أما اكثر الفئات التي تتعرض لأشعة الشمس بصورة شبه دائمة فهم الباعة المتجولون في الأسواق، يقول «النور عمر» بائع الملابس نيابة عنهم «نحنا والشمس بقينا اصحاب» ولعل حديث النور كان انعكاساً طبيعياً لحالة المعاناة التي يجدها الباعة الجائلين في سبيل لقمة العيش، ويروى «الطاهر بابكر» بائع مواد غذائية ان صعوبة المهنة تكمن في فصل الصيف وتتركز في متاعب «الجو» ونهاية بفساد بعض السلع بسبب ارتفاع درجات الحرارة.. أما «كمال» العامل في مجال البناء أو «الطلبة» كما يطلق عليهم فقال ان ارتفاع درجات الحرارة أسهم في اصابته بنوع من الخمول والكسل، وضعف شديد في النشاط.. واضاف «كمال» ان فصل الشتاء يعتبر «رحمة» وأفضل المواسم لعملهم.. رجال المرور كذلك يعتبرونه من الأكثر التصاقاً بالعمل في ظروف الطقس المتقلبة، خاصة في فصل الصيف، معتبرين ذلك ضريبة لابد من ان يقوموا بدفعها لهذا الوطن.. الخرطوم منتصف النهار اتفق الكثيرون على اختلافها عن كل الأوقات الأخرى خلال اليوم سواء كان جانب النشاط او الحراك او حتى المزاج الذي يتقلب ايضاً على حسب الجو الذى يصبح في بعض الاحيان غير محفز لاقامة اي نوع من الصداقات والنشاطات خصوصاً تلك الصداقة مع الشمس..!