على الرغم من أن تفاعل الصحافة الأمريكية مع حادثة هروب المدانين الأربعة في حادثة اغتيال جون غرانفيل الموظف الأمريكي بالوكالة الأمريكية الدولية للتنمية، أحد أذرع وكالة المخابرات الأمريكية، كان أقل من نظيرتها السودانية، إلاّ أنّ بعض الصحف الأمريكية ذهبت بعيداً في تحليلاتها لدرجة اتهام تنظيم القاعدة في تهريب المدانين الأربعة. صحيفة «سيتي آند ريغون»، أشارت إلى إمكانية أن تقوم وزارة العدل الأمريكية بفتح بلاغ ضد قَتَلَة غرانفيل في بلدة بافالو مسقط رأس الامريكي القتيل. ونقلت ذات الصحيفة عن وزير العدل الأمريكي قوله، ان وزارته لا تزال في حاجة للمزيد من التفاصيل سواء من الوكالات الامريكية الاخرى، أو من الحكومة السودانية، وأضاف الوزير الامريكي، أن الولاياتالمتحدةالامريكية ربما يكون لديها ولاية قضائية حول هذا الحادث الذي راح ضحيته دبلوماسي امريكي بالخارج. وجاءت تصريحات وزير العدل الامريكي، بعد بضعة أيام من حادثة فرار المدانين الأربعة من سجن كوبر شديد التحصين عبر مجاري الصرف الصحي. وقال وزير العدل الامريكي، إن الموظفين في مكتبه يعملون بشكل متواصل لفك طلاسم عملية الهروب. وكان جون غرانفيل (33) عاماً الموظف لدى الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، وسائقه عبد الرحمن عباس (40) عاماً قتلا في الأول من يناير 2008م، بإطلاق النار عليهما بينما كانا في سيارتهما أثناء عودتهما من حفل بمناسبة رأس السنة. وأدانت المحكمة في يونيو 2009م أربعة شبان هم محمد مكاوي وعبد الباسط حاج الحسن ومهند عثمان يوسف وعبد الرؤوف أبو زيد محمد حمزة بقتل الدبلوماسي الأمريكي وسائقه وحكمت عليهم بالإعدام شنقاً، ونقلت الصحيفة الامريكية عن سيف ياسين الناطق باسم السفارة السودانية في واشنطن قوله، إنّ الشرطة السودانية تفعل كل ما في وسعها من أجل القبض على الفارين. وقال ياسين: أريد من أسرة غرانفيل أن تعرف أن الحكومة السودانية تأسف لما حدث لغرانفيل، وأن من قاموا بهذا العمل يمثلون أنفسهم فقط ولا يمثلون الحكومة السودانية ولا الشعب السوداني. وأكد الناطق باسم السفارة السودانية في واشنطن أن الحكومة السودانية تبذل كل ما في وسعها لاعتقال المجرمين الفارين، ولابد أن نذكر أن السلطات السودانية قدمتهم للقضاء الذي حكم عليهم بالإعدام، وكان ينبغي أن تشكر الحكومة على ذلك لأنّ عملية الهروب تتم في أي سجن في العالم. وقال ياسين: الشرطة السودانية قدمت للشرطة الدولية «الانتربول» حول الفارين معلومات تم تعميمها على معظم دول العالم. وكانت الشرطة الدولية «الانتربول»، أعلنت الاثنين الماضي أن السودان طلب إطلاق إنذار دولي بعد فرار أربعة سجناء محكومين بالإعدام لقتلهم أمريكياً وسائقه. وقال «الانتربول» في البيان الذي صدر في مقره في مدينة ليون الفرنسية: إنّ ضابطاً في الشرطة السودانية قتل وجرح آخر في تبادل لإطلاق النار بينما كان الفارون يحاولون عبور حاجز جنوب غرب أم درمان بعيد فرارهم من سجن كوبر في الخرطوم الخميس قبل الماضي. وأكد «الانتربول»، خطورة الفارين الذين لم يترددوا في إطلاق النار على الشرطة وقتل ضابط وجرح آخر. وتطلق الشرطة انذاراً دولياً يسمى «البلاغ البرتقالي» إلى الشرطة في العالم لإبلاغ هذه الأجهزة والهيئات العامة والمنظمات الدولية الأخرى بالمسائل الخطيرة والأعمال الإجرامية أو الحوادث التي يمكن أن تشكل خطراً على الأمن العام. ورداً على سؤال حول إمكانية قيام الحكومة الأمريكية بتوجيه اتهامات ضد الرجال الأربعة ووضعها أمام محكمة أمريكية، قال ياسين إنه لا يرجح ذلك في هذه المرحلة، لعدم وجود معاهدة لتبادل المجرمين بين الحكومة السودانية والولاياتالمتحدة. وقالت الصحيفة الامريكية، إنّ حادثة الفرار أثارت قلق أفراد أسرة غرانفيل خاصة أمه وعمه، وقال دانييل غرانفيل، إنه صدم عندما سمع بالفرار، وأبدوا شكوكاً حول تلقي الفارين مساعدة من خارج السجن، وهذا ما نبهت إليه صحيفة «هيرالد تريبيون» التي اتهمت تنظيم القاعدة بتدبير عملية الهروب من سجن كوبر.