يُصنف حاتم السر الناطق الرسمي باسم الحزب الاتحادي على انه من أقرب المقربين للسيد محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب، وينظر كثيرون داخل الاتحادي الى (ملازمة) السر لمولانا في كل مواقفه باعتبارها البوابة التي مر بها حاتم وتقدم صفوف كبار الاتحاديين، وجلس بالقرب من حيث يجلس السيد محمد عثمان الميرغني. اخفاق حاتم السر في انتخابات رئاسة الجمهورية الاخيرة وبفارق كبير أمر لم يعهده الاتحاديون في قياداتهم، فعلى مر الانتخابات العديدة التي اجريت في السودان لم تخسر قيادات الحزب الاتحادي معاركها الانتخابية بفارق مهول من الأصوات مع منافسيهم كما حدث لحاتم السر، هذا اذا خسروا المنافسة اصلا. لكن رغم ما حدث في الانتخابات الا ان مجرد الدفع به كمرشح للرئاسة كان دليلا اضافيا على ان حاتم هو من اقرب الاقربين لدى الميرغني ومن افضل الكوادر الاتحادية، وربما لا ينظر السر الى خسارته في الانتخابات على انها معيار لمقارنته بكبار الاتحاديين امثال الازهري والشريف الهندي وغيرهما من الزعامات ذات الثقل الجماهيري، فهو يرى ان حظه في الانتخابات لم يكن بأسوأ من حظ الحزب الاتحادي نفسه الذي احرز نتيجة هزيلة رمى فيها الحزب باللائمة على المؤتمر الوطني وعلق خسارته على مشجب التزوير. ما فاته في الانتخابات حاول الاتحادي تداركه عبر المشاركة في الحكومة القومية، ولكن بعد فوات الأوان كما في شرح المؤتمر الوطني على حاشية الوثيقة التي دفع بها الى وسائل الاعلام. الوثيقة التي استخدمها الوطني كدليل على طلب الاتحادي المشاركة في الحكومة، استغلها حاتم كمنصة اطلق منها عبارات قاسية ضد المؤتمر الوطني ثم تجاوزت الوطني الى شخص القيادي فيه د.كمال عبيد عندما اتهمه السر بأنه يمارس التضليل الاعلامي. حاتم قال في بيانه عقب نشر الوثيقة(كان الحزب الاتحادى يتمنى أن تبدأ الحكومة الجديدة عهدها بالإلتفات الى هموم المواطنين بدلاً من تبديل الحقائق، ويستغرب أن يبدأ وزراء الحكومة الجديدة عهدهم ببذر الفتن، فوزير الخارجية يشنها حرباً على الشقيقة مصر، و وزير الإعلام يريدها فتنة في الإتحادي، و لا عزاء للمضربين والجائعين والمعتقلين و المشردين في الوطن! ولا قيمة لتحديات المرحلة، فالوطني لايزال مصراً على سياسة الإستفزاز في هذه المرحلة الخطيرة التى تمر بها البلاد). ما اثارته الوثيقة لم يقتصر على علاقة الاتحادي والوطني، ولكنها اخضعت مواقف حاتم السر ضمن دائرة التساؤل حول ما اذا كان هو الصقر الوحيد داخل أسراب الحمائم كما هو حال قيادات الحزب الاتحادي الحالية التي تتبنى معظمها- باستثناء علي محمود حسنين- مواقف مهادنة وملاطفة للمؤتمر الوطني!!، ام ان حاتم وجد نفسه مضطرا لاتخاذ موقف حاد ضد الوطني لتصوره بأن الاخير حاول ان يورط الاتحادي في ازمة ثقة مع جماهيره ومع الشارع العام، ويبقى السؤال الأكثر حضورا هو: هل نظر مولانا الميرغني بكل امارات الرضا الى تصريحات السر الملتهبة؟ ام ان مولانا ستغضبه هذه التصريحات، وربما قطعت حبل وده الموصول مع الوطني؟.ٍ