السعادة.. الكل يطمح للوصول الى تلك الأحراف السبعة ليتذوق طعمها في حياته، ويختلف كل شخص عن الآخر في رؤيته للسعادة - أي أنها نسبية - فالبعض يرى انها في المال وآخرون يرونها في انجاب الاطفال والبعض يجسدها في الصحة، فكل واحد يفقد شيئاً يرى ان السعادة تكمن فيه فيبحث عنها. «محمد علي» رجل في الاربعين من عمره لديه من الثروات والمال ما يجعله ملكاً في عصره إلاّ انه حكى قصته وقال: إن المال «ما كل شئ» في الدنيا فأنا رغم اموالي لم احس بطعم السعادة يوماً ولن يستطيع «مالي» ان يجعلني سعيداً، فأنا عقيم قالها وسالت الدموع من عينيه دون ان يشعر بذلك، وواصل حديثه «طفت» كل بقاع العالم بحثاً عن علاج ينتشلني من هذا الحال الذي اعيشه دون جدوى من ذلك فكل اطباء العالم اكدوا عقمي التام وعدم قدرتي على انجاب الاطفال.. سعادتي في مجئ طفل وليس في المال الذي امتلكه فأنا على استعداد للتنازل عن كل اموالي وشركاتي مقابل سماع كلمة واحدة فقط.. وهي «بابا». والكثيرون يقولون ان السعادة تتركز في جمع الاموال الطائلة وصرفها على اشياء قد لا تكون مفيدة، ولكنني دائماً أقول لهم إن السعادة هي رؤية طفلك يكبر كل يوم أمامك وسماع احلى كلمة في الدنيا «بابا»، فهم الذين يعينونك في المستقبل. أما «أماني احمد» فترى ان السعادة هي الصحة والمال مضيفة ان امتلاك المال يعني امتلاك السعادة والصحة، معللة بذلك ان ابنتها البالغة من العمر ثلاث سنوات لديها ثقب في القلب وتحتاج الى مبلغ كبير لتلقي العلاج بالخارج فلو كان معي المال لانقذت ابنتي من الموت الذي يهددها.. أسهر كل ليلة أراقب ابنتي واجلس انظر اليها بالساعات خشية ان تموت في اية لحظة، لذلك لا يغمض لي جفن خيفة ان أصحو واجدها «ميتة» فامتلاك المال هو الطريق الى السعادة الكاملة في الحياة. اما «تهاني علي» طالبة بجامعة السودان فهي ترى ان السعادة هي التجوال والترحال إلى كل دول العالم وشراء الملابس والمجوهرات وحياة الترف والبذخ. «آلاء عيسى» ترى السعادة تتمثل في حب الاسرة وتفاهمها مع بعضها البعض وفهم الأم لبناتها والأب لأولاده، وان يكون كل شخص في الاسرة حياته عبارة عن كتاب مفتوح للآخر وبهذا تتكون الثقة والصراحة التي تؤدي الى الحياة السعيدة، وكذلك تعامل أفراد الاسرة مع بعضهم ومساعدة كل واحد لاخيه وحل مشاكله ومناقشتها معه للتوصل الى الحلول، لكن أسرتي «مفككة» اجتماعياً رغم اننا نملك المال وحياتنا عبارة عن «غرباء داخل منزل واحد» وكأن اي واحد لا يعرف الآخر فالكل منعزل في غرفته ولديه حياته واشياؤه الخاصة به، بل نحن نادراً ما نجتمع مع بعضنا ولا ارى أبي او اخي إلاّ صباح الجمعة فقط لكثرة انشغالهم لذلك اعيش حياة تعيسة واتمنى الموت على حياة كهذه خالية من حنان الاهل. الباحثة الاجتماعية «أماني عبد الرحمن» قالت: الكثير من الاشخاص يكونون تعساء لأن هناك شيئاً ينقصهم رغم وجود المال الذي يعتقد البعض انه سبب للسعادة ولكن لابد للشخص ان يكون قوي الايمان ومؤمناً بارادة الله فسعادة الدنيا مهما كانت فهي زائلة فمثلاً هناك امرأة من اغنياء العالم انتحرت لأنها لم تجد السعادة ويتضح ان السعادة ليست في المال وحده ويمكن ان يكون الشخص فقيراً ولكنه اسعد انسان وذلك لقناعته بما يملك، فلابد للانسان ان يصبر ويحمد الله على كل شئ.. صحيح ان السعادة شئ مهم في الدنيا والكل يبحث عنها ولكن لابد من التأني في البحث وعدم الاستعجال لأن كل شئ مكتوب عند الله ومقدر.