فجأة، ومن حيث لا يتوقع وجد العامل «عبد الله محمد عبد الله سودري» - سائق كارو - نفسه داخل دوامة محنة كبيرة، فقد قدرته على العمل، فاصبحت بناته الخمس بلا عائل.. تعرض لحادث قبل أكثر من شهر، بينما كان ينقل «10» أكياس أسمنت بالكارو من أحد متاجر مواد البناء.. ففي منطقة «الأمير الشطبي»، إنفصلت الكارو عن الحمار فسقطت ومعها حمولة الأسمنت على رجله اليمنى فأصيب بجروح بالغة، وتم نقله لمستشفى امدرمان التعليمي وأظهرت صورة الأشعة اصابته بكسر مركب أسفل الساق اليمنى التي وضعت في الجبص، على ان تجرى له عملية تركيب مسطرة بعد «15» يوماً.. وببساطته قرر التوجه الى بصيرة لتعجيل الشفاء، فقامت البصيرة بفك الجبص، وإستبداله ب «جبيرة».. إلا أن رجله تورمت، وإلتهبت الجروح ، فتوجه الى مستشفى آسيا بامدرمان، وبعد عمل صورة أشعه اتضح ان الكسر في حاله وطلبوا منه العودة إلى مستشفى امدرمان التي تولت علاجه في باديء الأمر إلا أن مستشفى امدرمان رفضت علاجه، رغم انه جرحه كان وقتها ينزف، بحجة أنهم لم يتحملوا المسئولية بعد إقدامه على فك الجبص - وإستبداله بجبيرة البصيرة.. بعدها توجه لمستشفى النو بامدرمان، فقاموا مشكورين بنظافة وتطهير الجرح فقط، على ان يعاود مستشفى امدرمان بحكم انها المستشفى التي استقبلت حالته.. وعندما يأس من معالجة مستشفى امدرمان للكسر، توجه الى بصير بمنطقة «النوفلاب»، فعمل له جبيرة، ونصحه بعدم التحرك لمدة اسبوعين. زرته بمنزله بحي الشاطيء صباح الجمعة، فلاحظت ان رجله متورمة ولونها أسود بدرجة مخيفة.. شهر كامل والعامل (سودري) لا يجد من يعالجه من كسره، وهو يخشى ان يفقدها بالبتر لو لم يتم علاجه. عبد الله سودري عامل بسيط لا حول له ولا قوة يكافح ويشقى منذ الصباح ا لباكر وحتى المغيب لتوفير لقمة العيش لبناته الخمس، والآن أصبح عاجزاً عن اطعام بناته، بجانب والدته، وشقيقه الكفيف واطفاله الثلاثة، قال لي عند زيارتي له بحي الشاطيء أمدرمان حيث يقيم بقطعة ارض فضاء داخل راكوبة من الجوالات (لا أطلب شيئاً سوى علاج رجلي المكسورة قبل أن أفقدها، وأصبح عاجزا عن إعالة بناتي).. (حضرة المسئول) تناشد أطباء العظام النظر بعين الرأفة لهذا العامل البسيط، وإنقاذ رجله قبل فوات الأوان، حتى يعود لعمله والإنفاق على بناته الخمس.