زيارة الأستاذ علي عثمان محمد طه نائب رئيس الجمهورية للجنوب أخيراًِ واجتماعه برئيس حكومة الجنوب وقيادات الحركة.. وما حمله من حزمة حوافز تنموية ضخمة تنفذ في الجنوب من مشروعات تنمية ضخمة، من أجل خلق أرضية قوية لوحدة جاذبة بين الشمال والجنوب تفسد مخططات أعداء الوحدة والسودان في الداخل والخارج. وقد وجدت زيارة السيد النائب ترحيباً كبيراً لدى حكومة الجنوب وتجاوباً عظيماً لدى المؤمنين بوحدة السودان من أبناء الجنوب الشرفاء. وقد أعقبت خطوة السيد النائب الجريئة، والتي بلغت تكاليف المشروعات المزمع تنفيذها قبل موعد الإستفتاء مئات الملايين التي من شأنها أن تحل معظم مشاكل المواطن في الجنوب.. حيث شملت المشروعات التي تم التخطيط لها بعناية الإحتياجات كافة التي ينشدها المواطن الجنوبي في العلاج والتعليم والسكن والمشرب، وتلك المشروعات التي تستهدف تشغيل آلاف الجنوبيين العاطلين عن العمل.. ورصف الطرق كذلك. وقد أعقبت تلك الخطوات.. خطوات أخرى سارت في نفس الطريق.. إذ تكونت لجان مشتركة من أبناء الشمال والجنوب تدعو للوحدة. وتشرح مخاطر الإنفصال. وتؤكد رغبة أهل الشمال في العيش مع الأشقاء في الجنوب في وحدة تامة. لا فرق فيها بين شمالي وجنوبي. كما أعلن صندوق الإسكان عن إقامة وحدات سكنية تشمل عواصم الجنوب من أجل إسكان أبناء الجنوب الذين لم يعيشوا حياة مستقرة.. ولم ينعموا بثروات بلادهم منذ توقيع الإتفاقية رغم المليارات من الدولارات التي تسلمتها حكومة الجنوب. إن الفرصة ما زالت مواتية لإلحاق الهزيمة بدعاة الإنفصال.. المعادين للشمال ولعروبته والذين تربوا في كنف القوى الإستعمارية المعادية للسودان كله شماله وجنوبه وشرقه وغربه.. والطامعين في ثروات الجنوب. إن على القوى السياسية كافة.. وأقصد بها القوى السياسية المعارضة.. يجب أن لاتقف مكتوفة الأيدي تجاه وحدة البلاد وسلامة أراضيها وأن لاترمي اللوم على الحكومة كما تقول وتتهمها بالتفريط بوحدة السودان. فهي كذلك مسؤولة عن كل تقصير في هذا الاتجاه، فهي المتحالفة مع الحركة الشعبية طوال حكم الإنقاذ وإبان حكمها للسودان رغم قصر المدة.. كانت مسؤولة كذلك. إن القضية لا تهم الحكومة وحدها.. وإنما تهم كل أهل السودان. لذلك.. ينبغي على الأحزاب السياسية والقوى السياسية كافة التحرك بجدية لتكون إضافة فاعلة من أجل أن تكون الوحدة هي خيار أهل الجنوب، خاصة أن هذه القوى السياسية تملك من الوعي حول مخاطر الإنفصال ما لا تملكه قوى أخرى.. وهناك عبء كبير على منظمات المجتمع المدني التي تقف مع الحكومة والتي تقف ضدها، عليها القيام بالدور المطلوب منها في التوعية بمخاطر الإنفصال.. ومميزات الوحدة. إن الإنفصال إذا تم - لا قدر الله- لن يكون إنفصالاً سلسلاً.. ولن تعيش الدولة الجديدة معنا كدولة جارة ما دام تتحكم في قراراتها وسياساتها عناصر متشنجة وحاقدة على الشماليين وأهل السودان، وقد صرحوا تصريحات غير مسؤولة.. وهددوا بذبح أهل الشمال عندما يتم الإنفصال. وكنت أتمنى من الفريق سلفاكير أن يحقق فيما صرح به أحد قادة الحركة بأنهم سوف يذبحون أهل الشمال.. وهو يعتقد أن أهل الشمال خراف يسهل ذبحها. وعلى أهل الشمال عدم الإلتفات لمثل هذه الأحاديث غير المسؤولة.. بل أن يقفوا خلف الحملة التي يقودها النائب لتعمير الجنوب.. حتى يقتنع المواطن الجنوبي البسيط بأهمية الشمال له.. وبأهمية أن يكون الجنوب سنداً قوياً للسودان ، وأن لا يلتفتوا لدعاوى الإنفصاليين ويجب إلحاق الهزيمه بهم. نحن نحيي السيد النائب على هذه الفكرة القوية ونسأل الله أن تتكلل مساعيه من أجل الوحدة بالنجاح التام.. فهو الذي قدم لأهل الجنوب من خلال الاتفاقية السلام واقتسموا السلطة والثروة.. وأوقف الحرب في الجنوب. وبعد كل هذا ألا يستحق جهده الدعم والمساندة من أهل الجنوب أولاً؟ وليكن شعارنا إلحاق الهزيمة بدعاة الإنفصال. والله الموفق وهو المستعان،،