ارتفعت أسعارالقمح إلى أعلى مستوى لها خلال خمسين عاماً وذلك نتيجة لموجة الجفاف ونقص الأمطارالتي اجتاحت روسيا. ولقد شوهد هشيم محصول القمح في مناطق زراعته التقليدية حول ضفاف نهرالفولجا وفقد نصف المحصول، تقريبا مما أشعل تنامي المخاوف من أن يؤدي ذلك إلى نقص حاد في المعروض العالمي من القمح,وتسبب تدني الإنتاج في أخصب سلال العالم للخبز في الدفع بالأسعار إلى ما يربو على ال(62%) منذ أوائل يونيو كما جاء في صحيفة (وول ستريت جورنال) الامريكية في 3 - أغسطس - 2010 واستطردت الصحيفة بالقول إن شهر يوليو 2010 قد شهد أكبر وأسرع تزايد في أسعارالقمح منذ العام 1959!! وشابه ارتفاع أسعاره ما حدث في العام 2008 حين أثارنقص الغذاء موجات العنف وأعمال الشغب في العديد من دول العالم! احتاطت مصرأكبرمستوردي القمح في العالم لنفسها وذلك باستيرادها ل( 18000) طن متري من القمح كدفعة ثانية لكمية استوردتها خلال أسبوعين فيما اعتبره المراقبون أكبربكثيرمما كان مخططاً له، في إستراتيجية وقائية ذكية تجنباً لموجات السخط الشعبي الذي حدث في العام 2008 إبان أزمة الخبز الشهيرة. وتمضي الصحيفة في القول إلى أن تزامن مشاكل إنتاج القمح في روسيا مع مشاكل أخرى واجهت معظم مصدري القمح في العالم قد فاقم من حجم المشكلة، ففي كندا كانت غزارة الأمطاروالفيضانات وفي استراليا تعرض القمح للجراد وتعرضت العديد من مناطق إنتاج القمح في دول الاتحاد الأوروبي للجفاف فكان من جراء هذه المشاكل خروج سوق القمح العالمي من السيطرة فقفزت الأسعار. تسهم روسيا وأوكرانيا ب(18%) من تجارة القمح في العالم، ولكن وكما تشير التوقعات لن تستطيع روسيا في ظل ظروف الإنتاج الحالية من تصديرالقمح في هذا العام مما سيزيد من الفجوة الغذائية. وفي الهند ورغم كبرالإنتاج في الموسم السابق وتخزين كميات كبيرة إلا أن سوء التخزين قد أتلف معظم المخزون لتعرضه للأمطار وتعفنه مما زاد في ارتفاع أسعاره بحدة!! وعلقت صحيفة (نيويورك تايمز) على الأزمة الحالية بأن أسعارالقمح ظلت منخفضة بعد عام 2008 ولكن ومنذ ابريل 2010 بدأت الأسعار في القفز تجاه السماء. وأشارت الصحيفة إلى موجة الجفاف التي ضربت السهول الروسية وقرار الكرملين بوقف تصديرالقمح سيكون لهما آثارهما السالبة على وفرة القمح في العالم ويمكن للمزارعين الأمريكيين والأوروبيين أن يسدوا الثغرة ولكن سيتحمل مصنعو الغذاء ارتفاع التكلفة التي سيتأثر بها المستهلك!! في السودان تخطط الدولة لزراعة مئات الآلاف من الأفدنة قمحاً في الموسم الزراعي الشتوي المقبل وتظل المخاوف من أن تحول قلة الامكانيات وقصر الموسم الشتوي في زيادة الإنتاج مما يحتم تكرارالنصائح بزراعة تعتمد على زيادة الإنتاج الرأسية وذلك بتحسين خدمة المحصول في تجويد مهده وتوقيت زراعته والعناية بريه وتسميده وهكذا.. بدلا عن التوسع الأفقي الذي يحتاج للمال والماء والوقت. والله ولى التوفيق