عقب النجاح الكبير الذي ظل يحققه النجم السوري جمال سليمان، وتحديداً عقب فراغه من اكمال مسلسله في رمضان الماضي (أفراح ابليس)، جاء نقيب الفنانين المصريين أشرف زكي ليصدر قراراً بمنع الفنانين العرب من المشاركة في أكثر من عمل واحد في مصر خلال العام، وشمل هذا القرار الممثلين الذين يشاركون في السينما المصرية.. وحينها وصف جمال سليمان بأنه (غبي.. ومحدود)، وأضاف: أنا شخصياً أعيش في بلدي، ولدي عمل كثير، لكن إذا أتيحت الفرصة الجيدة، أينما كانت فإني سأقدمها سواء في مصر أو في أي بلد آخر، وألمح خلال تصريحاته إلى أن على الجمهور أن يختار نجومه الذين يريدهم، وليس على النقابة فرض ذلك على الجمهور.. والآن مضى جمال في كلامه إلى آخر الشوط، واتجه قبل فترة إلى الجزائر ليقدم من هناك مسلسله الرمضاني (ذاكرة الجسد)، وهي رواية الكاتبة الجزائرية آحلام مستغانمي التي وافقت أخيراً على تحويلها إلى عمل درامي.. ويقوم جمال في المسلسل بدور خالد بن طوبال الرسام الذي فقد ذراعه في الجزائر، ومن ثم يلتقي بابنة أحد المناضلين الجزائريين (حياة)، ويبدأ معها قصة حب، لتستمر أحداث المسلسل بعد ذلك كما في الرواية.. ولم يكتف جمال بذلك، بل يقوم أيضاً ببطولة المسلسل المصري (قصة حب)، وهو الذي يقوم فيه بدور ناظر مدرسة يعاني من مشاكل تواجهه في تربية أشقائه الخمسة الأصغر منه، كذلك بعض المشكلات الاجتماعية التي يواجهها في المدرسة.. وجمال الذي أثبت كفاءة نادرة ومقدرة مهولة على التمثيل، كتبت عنه من قبل حول أنه يستطيع أن يقوم بالتمثيل بملامح وجهه فقط في كثير من المشاهد، وهي ملكة تمتع بها دون الكثير من الممثلين المعاصرين، وبالفعل كانت ملامحه تقول الكثير دون أن يكون مضطراً لقول كلمة واحدة، فعيناه وحاجباه وفمه تغنيه على أن ينبس ببنت شفة، وهذا ما يعرف عند أهل الدراما ب(لغة الجسد)، وان كان المصطلح يعني استخدام كافة أطراف الجسد في ايصال الحديث المراد قوله، أو المساعدة على ذلك، فإن جمال وبوجهه فقط استطاع أن يحشد كل التعابير الممكنة والمتاح التعبير عنها.. إذن الآن تحدى جمال النقابة، وأثبت للجميع، صدق مقولته أن على الجمهور أن يختار من يحبه، وجمال أحبه جمهور عريض من المحيط إلى الخليج، لذا جاء به مجدداً في رمضان لهذا العام، وعلى الرغم من أن تجربة قيامه بتقديم رواية (ذاكرة الجسد) قد تكون مخاطرة، ذلك لأن المسلسل سيقدم باللغة العربية الفصحى وسيحاول محاكاة الرواية في الكثير من عباراتها، لكن تبقى جمالية لغة أحلام التي استخدمتها في الرواية هي واحدة من المخاطرات التي تجعل العمل تتم مقارنته بالرواية، لكن كلنا ثقة في أن الجمهور سيتجاوز مرحلة الصدمة -كما قال جمال- ويقبل على مشاهدته.. وهذه ليست السابقة الأولى فحتى السينما العالمية حدث من قبل فيها مثل هذا التحدي مع روايتي (ذهب مع الريح)، و(الشيخ والبحر)، وروايات غابرييل غارسيا ماركيز، وفي السينما العربية كثيرة هي الأفلام التي أنجزت وتحولت على ضوئها روايات يوسف ادريس واحسان عبد القدوس ونجيب محفوظ إلى شخوص محددي الملامح.. الآن بدأ المسلسل، وتعالوا نتابع سوياً حلقاته ومن ثم سنأتي لنحكم عليه..