ارتفعت بعض الأصوات أثناء مناقشة تقريرأداء مسيرة البرنامج التنفيذى للنهضة الزراعية خلال سنواته الثلاث الماضية ،وعبرت تلك الاصوات عن عدم رضائها عن واقع تنفيذ برنامج النهضة الزراعية فى الجلسة التى كان يديرها الاستاذ علي عثمان طه نائب رئيس الجمهورية الاسبوع الماضى بالامانة العامة لمجلس الوزراء فى اشارة الى ان البرنامج لم يلامس هموم الزراعة والمزارع الاساسية بل خطط داخل دواوين ومكاتب هى أبعد من الواقع المعيش فى الحقول . لم تكن تلك الاشارة هى الوحيدة الى انه لاتزال هنالك فجوة بين برنامج النهضة الزراعية وبين الواقع خاصة فى الولايات، فالبرغم من ان النهضة تضع ما نفذته من برامج لحصاد المياه على قائمة انجازاتها إلا ان صوتاً آخر علا من مدينة سنار يشير الى ان الولاية حجب اسمها تماماً من مشاريع حصاد المياه وعاتب ممثل اتحاد الرعاة تكثيف برنامج النهضة الزراعية على الشق النباتى دون الشق الحيوانى الذى لم يجد الاهتمام الكافى. وحول واقع تنفيذ برنامج النهضة الزراعية في الولايات يؤكد زائد عيسى زائد وزير الزراعة بولاية النيل الازرق هو نقص آليات المتابعة وضعف علاقة المركز بتلك الولايات حيث لم يتم تنفيذ نصف المتوقع بالنسبة لإقامة السدود والحفائر بالولاية، وقال الوزير ل( الرأي العام): الطرق الزراعية أحد جوانب الضعف فى البرنامج التنفيذى للنهضة بالولاية فمعظم الطرق التى أقيمت غيرمكتملة التشييد أوتقام بدون كبارى ومزلقانات مما يجعلها تواجه اشكالات كبيرة وتنقطع تماماً فى موسم الخريف وضعف آلية المتابعة يفتح الباب امام المقاولين فى التلاعب وعدم الالتزام بمواصفات العمل المحددة . وأشار الوزير الى ضعف التنسيق بين اللجنة العليا للنهضة الزراعية والولايات بصفة عامة، لكنه عاد واقترح آلية تعمل على تفويض بعض اللجان من المركزالى الولايات لتراقب وتقيم الاداء والعقبات الى تواجهه بصورة دورية وتقدم تقارير للأمانة العليا للنهضة الزراعية . وفى ذات السياق أكد د.رضوان محمد أحمد وزير الزراعة بولاية سنار ان الحكم على البرنامج بالضعف أو غيره فى هذا التوقيت غيرصحيح ،مبيناً انه دائما يكون هنالك رفع سقف الطموحات فيما يقدم له من خدمات . وأشارالى ان هناك بعض الحفائراقيمت بالولاية والتى تعمل بأنماط زراعية مختلفة المطرية والمروية لذلك لم تتأثر في انتاجها لمحاصيل مثل الذرة والسمسم والدخن وحتى فى جانب الثروة الحيوانية . ودعا الى زيادة الاهتمام من قبل الدولة بتحقيق سقف الطموح المطلوب خاصة ان الولاية تتمتع بمساحات كبيرة لم يتم استغلالها بالكامل . وتفيد متابعات (الرأي العام) بأن النهضة الزراعية تواصل فى تأهيل عدد من الترع الرئيسية بالمشاريع الولائيه حيث تم تركيب طلمبات جديدة ب (79) وحدة بالنيلين الأزرق والأبيض والنيل الرئيسى وتأهيل البعض الآخر. وتشير التقارير الى ان نسبة الطرق الزراعية التي نفذت مشروع طريق كوستي الروات بولاية النيل الأبيض اكتمل التنفيذ بنسبة (10%) ومشروع طريق الفاو القرية (3 ) بولاية القضارف اكتمل التنفيذ بنسبة (40%) بينما يجرى العمل بمشروع تأهيل دلتا القاش وتجميع طلمبات النيل الازرق وعدد من المشروعات بجنوب وشمال دارفور. ووصف الخبير الاقتصادى د. محمد الجاك أداء النهضة بالمتفاوت خاصة فى الولايات التى لاتزال تعانى من ضعف مردود القطاع الزراعى فى السنوات الاخيرة نسبة لضعف التنسيق بين المركزوالولايات مما يعيق العمل . وأكد د. الجاك ل (الرأي العام) بأن هنالك ضعفاً فى التنسيق يظهرفى تأخر وصول التقاوى ومدخلات الانتاج للولايات وضعف التنفيذ فى جانب البنيات الأساسية التى تعتم عليها الزراعة بشكل كبيرمثل المخازن والبذور المحسنة والطرق . ودعا د.الجاك إلى ضرورة ان يتسق الجهد والميزانية التى تعمل بها النهضة مع النتائج الحالية على ارض الواقع حتى ينعكس ذلك على أداء القطاع الزراعى بشكل عام من خلال منتجات تستطيع المنافسة فى الأسواق العالمية . وفى ذات السياق رصدت أمانة النهضة معوقات العمل التى تواجهها فى الولايات بالنسبة للمشاريع المروية فى الادارة والتمويل والتركيبة المحصولية وذلك بالرغم من التمويل الذى حصلت علية مشاريع حصاد المياه والطرق الزراعية وانشاء مراكز، حيث بلغت قيمة مشروعات النهضة الممولة عبرصندوق الاستثمار الحكومى للعام الجارى (50) مليارجنيه لولاية جنوب كردفان و(18) مليارجنيه لولاية القضارف اضافة الى ولايات البحر الأحمر وشمال دارفور وكسلا .