بعد صمت وتعتيم رافقا زيارة الوفد الحكومي للولايات المتحدةالأمريكية اعتبر وزير الخارجية دينق ألور زيارة الوفد (ناجحة بكل المقاييس). ودلل على نجاحها بقوله إن (مبعوث الرئيس الأمريكي بوش الخاص للسودان سيقوم بزيارة للخرطوم يوم 42 الجاري) أي بعد يومين.. ترك الاجتماع التحضيري لانعقاد المؤتمر الثاني للحركة الشعبية مكان وزمان المؤتمر معلقا ورهيناً بقرار يصدر من المجلس القومي للحركة ------------------------------------------------------------------------- وسيحمل المبعوث ردوداً تفصيلية على الإنشغالات السودانية المتعلقة بالعلاقات بين البلدين. وهذ إنشغالات يقول المراقبون لملف العلاقات، إنها تبدو ثابتة منذ أكثر من عقد. فمطالب الحكومة السودانية تتمحور حول رفع اسم البلاد عن قائمة الدول الراعية للإرهاب، وإلغاء العقوبات الاقتصادية المفروضة من أمريكا وتطبيع العلاقات وبدأ ألور في التصريحات الصحفية التي أدلى بها أمس متفائلاً تجاه الموقف الأمريكي من القضايا المطروحة (فطريقة النقاش مع المسؤولين كافة خلال الزيارة كانت جيدة وجادة). ولا يتوقع الخبراء والمراقبون أن تخرج الآراء التي سيحملها المبعوث الذي سيصل البلاد في أول زيارة له بعد تعيينه بعد استقالة ريتشارد وليم سون عن الخط الذي اعتمده الرئيس بوش خلال زيارته هذا الأسبوع لإفريقيا. فالرئيس الذي يقضي في البيت الأبيض شهوره الأخيرة، لم يتوقف خلال زيارته لأصدقائه في القارة من ترديد دعوته للمجتمع الدولي (لإتخاذ الإجراءات المناسبة لإيقاف العنف في إقليم دارفور بشكل جذري وفوري) وشبه الوضع في الإقليم خلال زيارته لرواندا يوم الأربعاء بما حدث في ذلك القطر العام 4991م. وقال (يتعين مواجهة الشر في دارفور). وأضاف أن رد فعل العالم تجاه أزمة دارفور تبدو لي بيروقراطية للغاية خصوصاً بالنسبة لأولئك الناس الذين يعانون. عبارة بوش الأخيرة تلميح الى تعثر نشر القوات الهجين كما كان متوقعاً نهاية العام الماضي وبداية هذا العام. ويتوقع المراقبون أن يستصحب المبعوث القادم بعد يومين هذه اللهجة التصعيدية التي ترافقت معها أيضاً شكوى الأمين العام للأمم المتحدة في تقريره لمجلس الأمن يوم الأربعاء «تدهور الوضع الأمني في غرب دارفور تدهوراً كبيراً خلال الشهرين الماضيين». وقال فيما يشبه اتهام الحكومة السودانية بعرقلة نشر القوات «تطلب الدول المساهمة بالقوات، تأكيداً عاجلاً من الحكومة السودانية بأن مساهمتها محل ترحيب». وأكد المراقبون ان المبعوث الأمريكي حينما يطرح موضوع دارفور مع المسؤولين الحكوميين سيكون أكثر تشدداً وقد يطالب الحكومة بعدم وضع فيتو على أية جنسية للقوات القادمة باعتبار أن الدول الافريقية التي تعول عليها الحكومة لم تتمكن من الإيفاء بالتزاماتها، وسيلح ويشترط لتقدم العلاقات خطوات ضرورة قبول قوات من جنسيات رفضتها من قبل مثل السويد والنرويج. ولا يعول المراقبون الذين تحدثوا ل «الرأي العام» كثيراً على الزيارة المقررة للمبعوث الخاص، لأن موقف الطرفين من القضايا التي تشغلهما ما زالت تراوح مكانها، فالمطلوب أمريكياً من الحكومة السودانية صعب تحقيقه على أرض الواقع، فدارفور ذات تقاطعات إقليمية ودولية، وأبيي التي قال ألور إن المسؤولين الأمريكيين طالبوا بتنفيذ بروتوكول أبيي تنذر بحرب جديدة. وقال الخبير في الشؤون الامريكية د. حسن مكي ل «الرأي العام» إن الزيارة لن تضيف جديداً، ودينق ألور كان يدرك ذلك ولكن زيارته جاءت كشهادة إبراء ذمة من ألور والحركة الشعبية للشعب السوداني والمؤتمر الوطني بأنهم «الحركة» يسعون لإصلاح العلاقات السودانية الأمريكية، ولكن الفرص لهذا الإصلاح تبدو ضعيفة، فالسياسة الأمريكية الخارجية لا تدار من البيت الأبيض فهي معقدة للغاية وتتداخل فيها عدة جهات أهمها اللوبيهات. وتوقع مكي ألا يحدث أي تغيير أساسي تجاه السودان نتيجة لهذه الزيارة.. وقد يتم رسم سياسة جديدة بعد الانتخابات، واعتبر السفير اللواء عثمان السيد الزيارة منشطاً للعلاقات العامة ومجرد زيارة وزارية.