اكد الفنان الكبير عبد الكريم الكابلي مجددا بأنه فنان شديد الاعتناء بالتراث والثقافة وحريص على التواصل الثقافي مع جيران السودان وتخومه الثقافية من خلال سهرة عيد الفطر التى قدمتها قناة قوون الفضائية ونثر خلالها الكابلى دررا من روائعه العتيقة والمعتقة وشكل اداء كابلى مع الراقصات الاثيوبيات لوحة فنية بازخة الجمال وعميقة الدلالة من جهة وحدة الوجدان بين شعبى اثيوبيا والسودان . وكم كان كابلى كبيرا حينما رد الفضل فى مشروع التواصل الفنى مع الجارة اثيوبيا من خلال اعمال الكابلى التى رقصت على ايقاعها الراقصات الاثيوبيات بانسجام لا يعرف حواجز اللغة او المكان او الايقاع ليختصر الكابلى كلاما كثيرا وحبرا وفيرا اراقه ويريقه الباحثون عن المشتركات بين الثقافتين السودانية والاثيوبية. واراح كابلى بتلك اللوحة الفنية الساسة فى البلدين من تشجم عناء (التنظير) حول المصير والمصائر المشتركة بين الشعبين فيكفى اننا نرقص على ايقاع واحد ونشرب من نبع واحد فى الماء والفن ! تجربة الفنان الكابلى فتحت عيون المهمومين بنشر الثقافة والفن السودانى بان الغناء والموسيقى السودانية شقا طريقهما الى الآذن الافريقية منذ عقود ولديهما محبون ومستمعون وراقصون على ايقاعاتهما على النحو الرائع الذى شاهدناه مع الفنان الكبير الكابلى. واثيوبيا ليست من المناطق المغلقة امام الثقافة والموسيقى السودانية ولمطربنا الكبير محمد وردى فى اثيوبيا معجبون ربما فاقوا الذين فى السودان. وحفلات وردى فى اديس ابابا يحتشد لها الآلاف من المتابعين من جمهور وردى الذى خلعت عليه اديس ابابا لقب فنان افريقيا الاول ، ولكن كان تجاوب الاثيوبيين مع غناء الكابلى الموغل فى التراث السودانى امرا لافتا وجديرا بالتأمل ويفتح الباب كما اشرنا الى مبادرات اخرى من قبل مطربين سودانيين تجد اغانيهم رواجا كبيرا فى دول الجوار الافريقى وحتى فى اقصى الغرب والشرق الافريقى.