كنت نائماً مستلقياً على سريرى فجأة وقفت كوتر جيتار قديم لم تداعب أوتاره أنامل منذ سنين، كأنما هجره صاحبه ولم يستطع أحد أن يعزف عليه ؛ إذا أنا وتر قديم ، من عصب الحياة الحزينة ؛ ولكن من شدنى؟ وماذا يريد أن يعزف بأوتار جيتار قلب حزين؟، ماذا يريد هذا الكائن منى وأنا وتر دسوا فيه صمت أغنيات الوطن والحبيبة. وقفت في سواد الغرفة أبحث واختبر نفسي ، شعرت بالحاجة الى أن أغني ، لا إنها حاجتى للكتابة لا ، بل إنها حاجتى للرسم لا... لا أعرف ؛ وأعرف إنها هى دوزنة إوتار جيتار القلب واندست بين ضلوع إوتاري، فإختبرت وترين في الروح لى، أعزف شيئاً غيرها، فغنت النفس بصوتها ، حاولت ان أرسم كونا جميلاً فرسمت وجهها ؛ فهربت أكتب عن قصص الأطفال فرأيتها طفلة بين أطفال دمي تقسم الحلوى عليهم وتمد لي خبزاً مصنوعاً من قناديل العاشقين. وقفت في الغرفة المظلمة، وقفت هي كالضوء فسقطت ملامح البحث عن وجهي، وبقى وجه ربي الذي يحبها ، مدت صوتها كغيمة محملة بالحنين وقالت لى : - إحترس من رهامى ورذاذي ستبتل وتوحل . وقلت لها : - إحترسى عندما أصبح طيناً فقط ان تشكلينى كما تريدين واحتفظي بي . أومأت لي ثم لبست طرحة ضوئها، وخرجت تاركة معي شقيقين، احدهما سميته ظلاماً، وآخر سميته ضوءاً، وكلاهما ينامان معى في سريرى . زهير عبد الكريم