لاحاجة لى بالتذكير بالشراكة الاقتصادية والتجارية بين السودان والصين فقد اصبح يعرفها حتى المواطن العادى والسودان من حيث حجم الشراكة مع الصين اصبح الثالث فى افريقيا بعد جنوب افريقيا، وانجولا ،وبلغت استثمارات الصين فيه( 17) مليار دولار منها (10) مليارات دولار فى مجال النفط و(4 ) مليارات دولار فى مجال التجارة والخدمات و(3 ) مليارات دولار فى مجال الطاقة والمياه والزراعة ولم تكتف الصين بذلك بل قدمت الدعم الى اقليم دارفور وساهمت فى اعادة توطين اللاجئين. هذا الدعم السخى كان محل تقدير واعزاز من الشعب السودانى وحكومته لكن الاعداء من الغرب حسدونا على ذلك ،وليس السبب هو حكومة الخرطوم الاسلامية التى تتهم بمساعدة الارهاب ،بل السبب اقتصادى بحت هو الطمع فى ثروات السودان ،وعيونهم ترى وآذانهم تسمع ان الصين استأثرت بها بعد خروج شركة شيفرون، وان الصين انطلقت من السودان الى داخل افريقيا والسبب هو حكومة الخرطوم لذلك لابد من وضع العراقيل كلما كانت هنالك سانحة. الامر الذى لايريد ان يعترف به الغرب وهو ان الصين دولة ذكية استغلت انشغال الغرب وخاصة الولاياتالمتحدة وبريطانيا بمحاربة الارهاب وغزو افغانستان والعراق فدخلت بثقلها الى العالم النامى والعالم الفقير فى افريقيا واسيا وامريكا الجنوبية والاسلوب الذى انتهجته بهر العالم ،وهو عدم المساومة بالدعم المادى والاستثمارى مقابل اجندة اخرى ،وعدم التدخل فى شؤون البلدان التى تدعمها ،وهذا الاسلوب جعل مجلس الامن فى الاونة الاخيرة يدعوالدول كافة لاتباع اسلوب الصين للتعامل مع الدول الفقيرة هذا بالطبع لم يرض الغرب واستمر فى وضع العراقيل الى يومنا هذا حيث ظهر التهديد بأفشال فعاليات الدورة الاولمبية التى سوف تقام فى بكين فى اغسطس القادم، وكانت الولاياتالمتحدة وبريطانيا اشد الضاغطين على الصين حينما زارها بوش العام الماضى وزارها غوردون براون وسلطوا عليها منظمات حقوق الانسان واخر الضغوط هو اعتذار المخرج الامريكى (سبيلبيرغ) عن القيام بالاخراج الفنى لدورة الالعاب الاولمبية فى بكين. كل هذه الضغوط لم تحرك شعرة فى الصين لانهم يعلمون ان السبب ليس هو مشكلة دارفور فحسب بل هو المصالح الصينية فى السودان بل فى افريقيا. المبعوث الصينى فى الخرطوم الان والسبب المعلن لحضوره هو التنسيق مع الحكومة والاتحاد الافريقي والاممم المتحدة فى مسألة الهجين والذى تشترك فيه بقوات هذا هو السبب الاساسى للحضور لكن دولة الصين ايضا تريد ان تقنع المجتمع الدولى انها تبذل مجهودا مع الاطراف المعنية فى دارفور لتحصل على اكبر مشاركة فى دورة الالعاب الاولمبية وتقطع لسان الذين يريدون افشالها ،ومن حق دولة الصين ان تخاف من فشل الاولمبياد نظراً لانها صرفت عليها المليارات، واستعدت اخر الاستعدادات . اذاً فان الصين تتعرض للضغوط وهى تأخذ ذلك مآخذ الجد فما هو دور الشريك السودان ؟ ..السودان تكريما وتقديرا للصين يجب ان لايتركها تواجه الضغوط لوحدها، ويجب ان يلبى كل ماتطلبه منه من تنازلات فى موضوع دارفور ،وان يساعدها فى لعب دوراكبر لحل مشكلة دارفور بتسهيله كل مهامها حتى تتمكن هى من مواجهة المجتمع الدولى بدور ملموس ونتائج محسوسة يسكت اعداءها ،واعداء السودان