أحرص على متابعة عرض «أحداث اليوم» الإخباري كلما سنحت الفرصة، إذا تجاوزنا بعض السلبيات كإطالة الأخبار المراسيمية فإن العرض جيد لا بأس به. اللافت أخيراً في أخبار الفضائية السودانية الدفع بوجوه جديدة لدسك الأخبار مع الاحتفاظ ببعض المخضرمين كالأستاذ عمر الجزلي وفي هذه المسألة تجسير للهوة بين الأجيال كما أن خبرات نوعية كعمر الجزلي تعطي النشرة طابع الرصانة والجزالة المطلوب. من الوجوه اللافتة الاستاذة هيام الطاهر وفي تقديري إنها متمكنة من اللغة العربية ولا تلحن إطلاقاً كما يتسم صوتها بالقوة في النبر وإعراب نهايات الجمل إعراباً قاطعاً بعكس أماني عبدالرحمن السيد التي تميل الى التسكين وسرعة الأداء التي لا تناسب إيقاع الأخبار كما لم ألحظ أي تطور على أداء أماني عبدالرحمن السيد رغم وجودها الثابت في دسك الأخبار. هنادي سليمان تبشر بمستقبل واعد في عالم الأخبار فهي تتمتع بثبات أمام الكاميرا أولاً ثم السلاسة في مقروئية الخبر وحيوية الإيقاع، هناك فرق بين السرعة والحيوية - هنادي سليمان صوت قوي عليها فقط ان تتخلص من نبر مذيعة الجزيرة خديجة بنت قنة، وفي تقديري أن صوت خديجة نفسه به عيوب نجحت بذكائها ان تحول هذا العيب الى عنصر جذب عبر التكنيك، هنادي تمتاز أيضاً بحسن المظهر واختيار أزياء مختلفة وجاذبة غير تقليدية. مسألة اخرى هي ان الثوب الذي ترتديه بعض مذيعات الأخبار به من الزخارف والألوان ما يجعله يدخل بامتياز باب المنوعات والسهرة بدلاً عن دسك الأخبار الذي يفترض ان تتوافر فيه أعلى مستويات الأناقة أولاً ثم الألوان الهادئة الكلاسيكية حتى لا تشتت انتباه المتلقي، ثم ان الثوب السوداني ليس زياً مقرراً على المذيعات لأن الثوب نفسه ثقافة وهوية، فإن لم يكن يرتبط نفسياً بشخصية المذيعة أو المرأة عموماً تكون المرأة أشبه بالموديل البارد الذي تعلق عليه الثياب. تعليق أخير على النشرة الاقتصادية، وهي نشرة تكرر بعض الضيوف والدوائر الاقتصادية حتى وإن لم يكن لها نشاط ملموس، الأمر الذي يجعلها بعيدة عن مخاطبة حاجات المواطن الأساسية في مطعمه ومشربه ومسكنه وسبل كسب عيشه. أما النشرة الجوية فمن الواضح انها أصبحت عملاً روتينياً مكملاً للنشرة ولا أتصور أن إدارة الأخبار توليها العناية اللازمة بينما تمثل النشرة الجوية في الدول المتقدمة أهم خدمة إخبارية يحرص المتلقي على تلقيها.