تتسارع الخطى لزيادة الانتاجية في القطاع الزراعي من خلال تطوير آليات الانتاج عبر منح الفرص للجهات كافة خاصة بعد ان انتبهت الدولة أخيرا ان المخرج الاول والاخير للبلاد هو الاهتمام بالقطاع الزراعي ونظام الزراعة بدون حرث والذي بدأت الهيئة العربية للاستثمار والانماء الزراعي تطبيقه منذ مطلع الالفية الثالثة انطلاقاً من إدراكها أن هناك تحدياً يواجه مستقبل الزراعة في الدول العربية في ظل التطورات والمستجدات الاقتصادية والتقنية والبيئية، وأن تضييق حجم الفجوة الغذائية يتطلب تضافر جهود كافة الأطراف المهتمة بالاستثمار الزراعي والأمن الغذائي والتنمية المستدامة ويعد النظام برنامجاً لتطوير الزراعة المطرية في السودان وتحديثها باستخدام نظام الزراعة بدون حرث والمطبق حالياً في دول العالم المتقدمة والذي يستند إلى تطبيق حزم متكاملة من العمليات الزراعية الحديثة والمكننة. ووصف المزارعون واتحاد المزارعين التجربة بأنها اثبتت نجاحاً كبيراً خلال الفترة الاخيرة وقال غريق كمبال نائب رئيس اتحاد المزارعين السوداني ان تجربة الزراعة بدون حرث اثبتت نتائج طيبة خلال الفترة الماضية مطالبا في تصريح صحفي بضرورة تعميم وتطبيق التجربة في عدد من الولايات خاصة بعد الانتاجية العالية في اقدي بولاية النيل الازرق. وبعد ان بدأ التطبيق في مشروع أقدي التابع للشركة العربية السودانية للزراعة بالنيل الأزرق (إحدى شركات الهيئة العربية) وقد كللت المزرعة الرائدة بنجاح مثمر منذ العام 1002م تعكف الجهات ذات الصلة لتعميم التجربة بعد أن أثبتت نجاحها وتم نقلها الى ولايات القضارف والنيل الأبيض وجنوب كردفان ومن ثم الى بقية الدول العربية. ووقفت الهيئة مع ولاة الولايات المعنية على تجربة زراعة القطن بمشروع اقدي بولاية النيل الازرق لرفع إنتاجيته وإدخال تجربة فول الصويا ونقل التجربة لصغار المزارعين بإعطاء الامتياز لعدد «38» مزارعاً منها «7» مزارعين في مساحة «10» آلاف فدان. وأكد دكتور عبد الحليم المتعافي وزير الزراعة والغابات أن تجربة الزراعة بدون حرث تعد من أفضل التجارب الزراعية المطرية والناجحة بالسودان. واكد اهتمام وزارته بدعم صغار المزارعين بالنيل الازرق داعيا باستقطاع ثلث مساحاتهم الزراعية الموسم القادم لتستزرع عبر الشركة العربية على أن يعود صافي الأرباح للمزارعين وطالب بإنشاء اتحاد أصدقاء الشركة العربية موكدا دعم وزارته للاتحاد. وطالب الشركة العربية باستزراع بقية المساحات المصدقة للشركة و لم تستغلها في الزراعة والمقدرة بمائة ألف فدان خلال العامين القادمين منوها الى أن وزارته على استعداد للاستفادة منها إذا لم تتمكن الشركة من زراعتها. واكدت الهيئة اهتمامها بتطوير نظام الزراعة بدون حرث الذي يعول عليه لاحداث نقلة نوعية في الزراعة العربية. من خلال تطبيق برنامج نقل التقنية الى صغار المزارعين في مواقع بولايتي النيل الأزرق والقضارف اضافة الى شركة الرواد للزراعة بدون حرث. بعد ان بلغت الانتاجية اضعافاً في ظل النظم التقليدية انتاجية المحاصيل. وأكد علي بن سعيد الشرهان رئيس مجلس الإدارة أنهم مولوا الشركة العربية السودانية بأقدي بمبلغ «12» مليون دولار لزراعة «60» ألف فدان. وأضاف أن الهدف من هذه التجربة هو تحقيق الأمن الزراعي للسودان والوطن العربي مبينا أن القائمين على أمر النهضة الزراعية اقتنعوا بالتجربة واتخذوها أساسا وادخلوها كنظام حديث فى برنامجهم. وأوضح ان العام 2001 شهد أول تجربة لإدخال وتوطين نظام الزراعة بدون حرث بالسودان في منطقة أقدي بكلفة «9» ملايين دولار.