«الحركة الشعبية موجودة في جميع ولايات السودان، وبالحساب فاننا نتوقع ان تحرز (80%) من الاصوات في الجنوب و( 53%) في دارفور و (25%) في الشمالية و (25%) في الشرق (50%) في القضارف (30%) في العاصمة و (15%) في النيل الابيض» قائل هذه الاحصائية هو السيد إدوارد لينو مسئول الاستخبارات في الحركة الشعبية سابقا ومسئولها الاول في ابيي الآن، والسيد لينو من نجوم السياسة هذه الايام بفضل التسخين الحادث لمسألة ابيي. ولاشك أن ما أورده من توقعات للانتخابات القادمة أمر مشروع فمن حق اي حزب أن يحلم كما يشاء، ومن المؤكد ان لبقية الاحزاب قراءات مختلفة والاكثر تأكيداً أن المؤتمر الوطني لديه توقع مغاير لتوقعات شريكه اللدود في السلطة، ولكن تبقى المشكلة في أن السيد إدوارد لينو اضاف قائلاً واجابة عن سؤال لاحق قائلاً «أما اذا حاول المؤتمر الوطني ان يزوِّر فسوف يفشل وإذا تهوروا وحاولوا الاستيلاء على الحكم بالقوة العسكرية فلكل حادثة حديث «وفي الصفحة الاولى من جريدة الصحافة الغراء الصادرة بتاريخ 4 مارس 2008م والتي أجرت هذا اللقاء مع السيد لينو جاء النص الآتي «إذا حاول شريكنا الانقلاب على نتيجة الانتخابات حال فشله فسنحمي الديمقراطية وخيار الشعب بالقوة». إذاً يا جماعة الخير إن السيد لينو يتوقع ان يخسر الوطني الانتخابات ويلجأ بعد ذلك للانقلاب على النتيجة وساعتها، فالحركة جاهزة لحماية الديمقراطية بالقوة، اما إحتمال ان يفوز المؤتمر الوطني بالانتخابات فهذا أمر مستبعد ولن ينجح حتى في محاولة التزوير، ولعل هذا الذي صرح به السيد لينو يمكن اعتباره انذاراً مبكراً لاعادة سيناريو كينيا في السودان. فأي حزب الآن من الاحزاب الكبيرة يقول انه سوف يكتسح الانتخابات وبما أن هذا مستحيل، إذ لابد من أن تفوز احزاب وتخسر احزاب فان اي حزب سينهزم سيقول إن الانتخابات مزورة. لا بل تاريخ الانتخابات الليبرالية في السودان يعج بهذه التهمة فاول انتخابات 1953م والتي فاز فيها الوطني الاتحادي قال حزب الامة إنها الاموال المصرية هي التي فوزت الازهري وجماعته اي ان الانتخابات غير نزيهة عليه فاننا لابد من ان نسأل جماعة نيفاشا ماهي الحكمة في وضع الانتخابات قبل تقرير المصير؟ الامر المؤكد وعلى حسب تصريحات لينو فان الوطني إذا فاز في الانتخابات القادمة فهذه النتيجة مرفوضة بالنسبة للحركة وسوف تعلن انفصالها ام التهديد بحماية الانتخابات بالقوة والزحف عسكرياً لتغيير النظام الحاكم فلا محل له من الاعراب اللهم إلا إذا اسمت الحركة نفسها بحركة تصحيح نتيجة الانتخابات. في ذات المقابلة يقول السيد لينو انه وحدوي كامل الدسم ويطالب كل من ينشد الوحدة ان يصوت للحركة الشعبية وعندما سئل عن مصير الشماليين المنضمين للحركة إذا اختارت الحركة الانفصال قال «نخشى على الشماليين في الحركة أن ينكل بهم إذا وقع الانفصال» واعترف سيادته بأنهم يمرون بمراحل صعبة ولكنهم في المستقبل «سيكونون رصيدنا لتحسين العلاقات بين الدولتين» ليسمح السيد لينو أن نحوقل قائلين لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم بعد كل هذا النضال المشترك وحمل السلاح ثم التصويت في الانتخابات ليتحول هذا النفر إلى رصيد لتحسين العلاقات بين الدولتين الجارتين الشقيقتين؟؟؟ لماذا لا تتقدمون لحمايتهم مثل حمايتك لنتيجة الانتخابات. سئل الراحل جون قرنق ذات مرة عن عدوى الانفصال التي بدأت تتنامى في الشمال فقال إذا أراد الشماليون الانفصال فليحملوا السلاح كما حملناه نحن. نحن هنا لا نطالب السيد لينو بان تستعمل الحركة السلاح لحماية الوحدة ولا للدفاع عن الشماليين بعد الانفصال، فقط نطالبها بأن تعلن وحدويتها وتصوت للوحدة اذا كانت هي وحدودية بحق !!!