لم أكن أتوقع ان قرار ترشيح في نفسي في الانتخابات المقبلة سيثير ردود فعل مزلزلة، فها هما الخصمان اللدودان حزب الأمة القومي والمؤتمر الوطني، يتبادلان الغزل تمهيدا للزواج السياسي المعتاد،.. كل هذا لن يجيب مريسة تامزينو (ما أفهمه من هذا المثل هو ان السيدة تامزينو إما كانت تكلفت الصنعة، أو أنها كانت نصيرة الفقراء من المرَّاسة وتبيع لهم بضاعتها بسعر التكلفة).. وكي لا نشك في ان التفاهم بين الحزبين هو مشروع تحالف او ائتلاف قال لنا السيد الصادق المهدي أن كل شيء رهن مؤتمر جامع يجلس فيه أهل السودان للتفاكر حول سبل المخارجة من أوضاعنا المأساوية.. كل هذا لن «يحِلَّكم».. أنا من أهل السودان وأعرف أنني لن أكون مدعوا لذلك المؤتمر.. وحتى لو تلقيت دعوة بالمشاركة فيه فسأفرضها.. لا شأن لي بمؤتمر جامع او مؤتمر «مسيد».. الى الميدان يا حميدان.. يعني سأخوض الانتخابات برلمانية كانت ام رئاسية لأن المخارج من ورطاتنا بالنسبة لي واضحة.. وكما قال شاعر مصر الأشهر أحمد فؤاد نجم: البلد مش عايزة قعدة/ وكلو منو كلمتين/ البلد عايزة المجاهدة باللسان وباليدين/ يحبسونا يضربونا كرباجين/ البلد سامعة وشاهدة/ وكل خُرم قصادُه عين. ما يملؤني ثقة بالفوز في الانتخابات، رسائل التأييد التي وصلتني.. طبعا هناك حاقدون ومرجفون وخونة من عملاء أمريكا وتشاد والصومال قالوا إنهم سيغادرون السودان نهائيا «إذا لا قدر الله فاز أبو الجعافر».. فيصل الكنزي من سلطنة عمان قال إنه يؤيد ترشيحي رغم أنه سيء الظن بكل من يحمل اسم «جعفر»، ولديه مطلب بسيط، يشاركه فيه عبد القاضي من قطر وهو تحويل جهاز المغتربين الى مقهى للمغتربين او دارا لإيواء العجزة من المغتربين، على أن يبقى جميع العاملين في الجهاز في وظائفهم بعد إعادة تدريبهم في مجال العناية بالعواجيز.. وإلى كل من عاتبوني لأن برنامجي الانتخابي لم يتضمن ذكر الجبايات التي يدفعها المغترب أذكرهم بأنني ما زلت رئيس حركة «حتم» وهي «حركة تحرير المغتربين».. في عهدي الميمون سيصبح جهاز المغتربين منطقة محررة بخدمات خمس نجوم، يربطها نفق بمطار الخرطوم الحالي وبعد افتتاح المطار الجديد سيصبح المطار القديم خاصا بالطائرات التي تقل المغتربين يطلعون وينزلون فيه بلا رسوم او جمارك او تأشيرات، ويمشون على سيور كهربائية في النفق حتى يصلوا الى مبنى جهاز المغتربين سابقا، ليفاجأوا بأنه تحول الى فندق فخم من حق كل مغترب ان يقيم فيه 24 ساعة بلا مقابل وما زاد على ذلك بأجرة رمزية لا تزيد على 10 دولارات في اليوم (لتمويل برنامجي الانتخابي التالي) وبعدها يستلم كل المبالغ التي دفعها للجهاز على مر السنين على أقساط (وهذه قسمة عادلة للثروة) ولكنني أرفض أن أكون مرشح المغتربين فقط، بل أخشى ان يتم حرمان المغتربين من حق التصويت ما لم يدفع الواحد منهم رسوم انتخابات قدرها 500 دولار (بينما في الداخل سيكسب آخرون ألوفات ليشاركوا في التصويت).. غايتي هي لخبطة الكيمان وطربقة الدنيا على رؤوس جماعة ساس يسوس الذين أصابوا بلادنا بالسوس.. ولهذا انا بحاجة الى أصوات من أيديهم في النار.. الصامدين مع الأمجاد والرقشات والبوش.. أريد أن أكون باراك أوباما السودان.. شخص أسود.. ليس ود عرب (نوبي).. نكرة.. ولكن يصيب الساسة المحترفين بالشلل الرعاش، ونواصل بعد الفاصل.