طلاب الجامعات هم عنوان كل امة وهم صورة تحضرها ورئتها التى تنبض بثقافتها وسياستها وقبل ذلك علمها . ومن الطبيعى ان نقول اذا صح طلاب الجامعة فى اى بلد صحت الامة بأجمعها ، وخطورة طلاب الجامعة تأتى من تأثيرهم على المستقبل باعتبارهم الطاقة التى تحرك عصب الحاضر . ------------- ان الكثيرين ممن هم فى السلطة (وسط هموم البلد السياسية والقضايا الكبيرة التى تهدد البلاد) يجهلون الهم الطلابى ويغضون الطرف عنه, ويتعاملون مع الجامعات بمنظور (الكم لا الكيف)، فى الوقت الذى يذهب فيه عدد كبيرمن الطلاب نحو (الكيف) بمفهوم المخدر. سرقات وسط الطلاب على المسؤولين ان لا يغفلوا مؤشرأً خطيراً ، سوف يجدونه ان راجعوا محاضر الشرطة والنيابة وهو ارتفاع نسبة السرقات بين الطلاب فى الجامعات والداخليات ، وقد يكون هذا امر لا بد منه وسط الضغوط الاقتصادية والتكلفة العالية للرسوم الدراسية وللتعليم بصورة عامة ، لكن مع ذلك علينا ان لا نجهل اسبابا اخرى قد تكون وراء هذه السرقات ، لانه متى ما وجدت سرقات فى اوساط متعلمة كانت المؤشر يمضي الى ماهو اخطر من ذلك ، اذ تتخفى (المخدرات) وسط السرقات ، لان الدافع للسرقة غالبا ما يكون غاية سيئة أيضاً. الجامعات الخاصة مالها يغري الى الممنوع هنالك سموم فى بعض الجامعات الخاصة ولا نملك الآن ان نكشف عن اسماء تلك الجامعات ، لان اثبات هذا الشئ امر منوط بالشرطة ولا تملك الصحافة غير الاشارة إليه. نتمنى ان تعطي الشرطة هذا الخطر القادم من الجامعات اهتماما مقدرا وهى قادرة بامكانياتها وقدرات تحريها ان تصل الى هذه الجامعات التى راح طلابها ضحية لهذه السموم. لا تفسير لانتشارهذه الظاهرة وسط طلاب الجامعات الخاصة غير تيسر حالة طلاب تلك الجامعات مادياً ، مع حالة الفراغ والضياع التى تفصل بين الطالب واسرته . والأخطر من ذلك ان الطالبات اصبحن يقعن ايضاً ضحية للمخدرات التى تأخذ طريقها فى البدء بصورة عفوية ، عن طريق اصدقاء السوء ، حتى اذا اصبح الامر ادمانا كان الطلاب يشقون طريقهم وحدهم ويقعون فى المحظور. صاحب امجاد : وانا مالي سائق عربة امجاد يعمل فى ترحيل طلاب إحدى الجامعات الخاصة, من الجامعة إلى منازلهم وبالعكس ، حلف وقسم عندما كان يحادثنى عن الطلاب (من غير ان يعرف وجهتي) وقال إنه يشهد يومياً هذه الحالة لان الطلاب يتعاطونها فى عربته تلك ، حيث يشعلون السجائر المخدرة ويدخنون داخل العربة اثناء الترحيل ، وكان رد سائق الامجاد عند سؤاله: وماذا تفعل؟ قوله: (وانا مالى، دى حاجة هم احرار فيها ولا أملك ان أمنعهم او أبلغ عنهم ، طالما آخذ منهم فى النهاية اجرة الترحيل). علما بان الجامعة الخاصة التى ينقل منها هولاء الطلاب المحششون، توجدبها كثافة امنية كبيرة للحد من هذه الظاهرة التى اصبحت تشكل خطراً على سمعة الجامعة . البداية مجانيا الصورة التى تبدأ بها الظاهرة هو تداول المخدر بصورة عفوية فى الشاى او العصائر ، حتى الوصول لمرحلة الادمان ,ومن بعد يبقى ليس امام الشخص المدمن خط للتراجع . كذلك علينا ان نعرف ان هنالك ارتفاع فى نسبة البنات اللائي يدخن السجائر العادية فى المناطق العامة اضافة الى الشيشة ، ولا نريد ان نقول :من يتعاطى المكروه عمداً غير شك يتعاطى الحرام . الموضوع دا أول مرة نسمع بيه الكثير من الطلاب قالوا ان هذا الموضوع اول مرة نسمع بيه ، وليس هنالك ظاهرة الى هذا الحد الذى يمكن ان يشكل خطورة على الجامعات ومستقبل الطلاب ، غير انه مهم جداً ان نقول ان النار دائماً ما تكون من مستصغر الشرر ، وان هنالك انتشاراً رأسياً للمخدرات فى الجامعات ويمكن ان يكون التوسع القادم افقياً وعندها سوف تصعب السيطرة على الخطر الذى نراه الآن مجرد كلام . الاحتفالات تكشف الظاهرة هنالك سلوكيات غريبة تظهر بوضوح فى الاحتفالات الخاصة للطلاب ، ونجد الكثير من التصرفات الجنونية التى وضحت حتى فى حفلات المطربين العرب الذين احيوا بعض الحفلات فى الخرطوم ، حيث تشير بعض السلوكيات والمظاهر الى انفتاح الكثير من الطلاب الى المجتمع الخارجي بصورة تخبر عن اخطار قادمة ، نتيجة عن تأثيرات تسلب ارادة العقل . اصل الخطر فى النكران الباحثة الاجتماعية فاطمة عبدالرحمن المعنية بنشاط الطلاب عبر اهتماماتها الخاصة وخبراتها العملية قالت: إن هذه الظاهرة موجودة ومن الخطورة ان نتعامل معها بنكران ونغفلها من باب عدم الاعتراف بها وهذا امر يمكن نقول عنه اننا نرى تحت الرماد وميض نار ، ويجب الاستيقاظ من الآن قبل فوات الاوان .