ارفعوا الستار ... أصعد الآن بثقة على خشبة المسرح لأمثّل دورى فى المسرحية ... فعلى الرغم من أنّ الحياة كلها مسرح و الناس فيها هم الممثلون الا أنّ الفكر الانسانى أقام فى بعض أركان الأرض مسارح حتى لا يكون كل خلق الله ممثلين ... ليكون بعضهم فقط متفرّجين ! المسرح اختراع غربى ... فحينما كان الاغريق و الرومان يقولون ما يريدون على خشبة المسرح كان العرب يتبارزون فى سوق عكاظ بالسيف و الشعر ... و لذلك فالمسرح أداة غربية من حق أهل الشرق استخدامها ... فمثلما أعطيناهم حسب شهادة التاريخ المكتوب صابونة الحمّام فمن حقنا أن نأخذ منهم صابونة الفن و الأدب : المسرح ! ارتبط المسرح بالصفوة و أشباه الصفوة ... و لذلك قام بتأثيره على الشرائح الصفوية و لم يؤثّر على بقيّة الشرائح بذات القدر ... و عليه فاننا نقدّم فى يوم المسرح العالمى تذكرة دخول مفتوحة و عامة ليكون المسرح من أدوات التغيير الاجتماعى و التغيير السياسى بوصوله للصفوة و غير الصفوة و ذلك باسقاط الحائط الرابع (الكواليس) و لينزل من الخشبة ليلتقى بالجمهور لقاءا حرّا مباشرا ... و هى فرصة فى السودان ليظهر تيّار مسرح تجريبى : مسرح المقهى الذى تكون ثمن تذكرته ثمن كوب شاى و مسرح الشارع الذى يلتقى بالناس فى الشارع (بعيدا عن عسكرى المرور) ... فيكون المقهى و الشارع هما خشبة المسرح ! السينما حين حبست داخل دور العرض ابتكرت السينما المتجوّلة التى تذهب الى القواعد الشعبية فتجلس معهم على حشائش الأرض لتثير فيهم الخيال السينمائى ... خرجت السينما من دورها و ذهبت الى الناس ... ثبت الناس و تحرّكت شاشة السينما و ماكينتها ! و تأسيسا على ذلك فانّ المسرح الذى يذهب الى الناس هو من معاول التغيير و هو المعوّل عليه و ليس المسرح الذى يذهب اليه الناس ... المسرح من أجل الحياة هو مسرح تسقط فيه الكواليس فيتصل بالجمهور اتصالا حرّا مباشرا لا (تمثيلا) نسبيا ! ندعو لمسرح من أجل الحياة لتحسين نوعية مسرح الحياة ... المسرح من أجل الحياة يجب اعتماده نائبا فى البرلمان ليكون أهم المراقبين للمسرح السياسى ... اسدلوا الستار !!