أَكّدَ الرئيس عمر البشير، رفض طلب الحركة الشعبية بالجنسية المزدوجة، لأن أهل الجنوب اختاروا قيام دولتهم الخاصة، وقال إن إقامة الجنوبيين ستكون محددة أسوةً بالأجانب، لكن الدولة ستحسن معاملتهم ولن تصادر ممتلكاتهم. واتهم البشير الذي بدأ أمس أنشطة زيارته إلى جمهورية الصين التي تختتم غداً، بعض قيادات الحركة بتنفيذ أجندة ليست لها علاقة بمصلحة السودان وجنوبه. وقال في لقاء جمعه بالجالية السودانية في بكين أمس، إن المرحلة المقبلة ستحتاج لجهد إضافي لتعويض أثر فقدان بترول الجنوب، وقال إن الحكومة وضعت برنامجاً ثلاثياً لذلك، يعتمد على خفض الإنفاق الحكومي وزيادة الإيرادات الحكومية، بجانب خفض الواردات وزيادة الصادرات، وأوضح ان الحكومة عملت من أجل الوحدة وقامت بإنشاء مشاريع تنموية وخدمية بجنوب السودان من أجلها والتزمت بإتفاقية السلام الشامل ونَفّذت كل بنودها، لكن الجانب الآخر لم يف بإلتزاماته، وأشار إلى أن المرحلة المقبلة تحتاج لترتيبات داخلية جديدة، وقَال: سننظر في هياكل الحكم لأننا سنعمل دستوراً جديداً والآن نحن في تشاور مع القوى السياسية وسنتفق على إنشاء لجنة مُوسّعة تشارك فيها كل الأطياف السياسية والإجتماعية في السودان للتوافق على دستور جديد، وأكد أن مستقبل السودان سيكون بخير. وامتدح البشير، علاقة السودان بالصين، ووصفها بالاستراتيجية وتقوم على العلاقة الطبيعية الخالية من الأجندة الخفية وعلى التعاون والإحترام المتبادل، وقال إنها أكدت جدوى التعاون بين الجنوب والجنوب والسياسة التي انتهجها السودان بالتوجه شرقاً في الإستثمارات. وقال البشير: ليس لنا مستقبل في علاقات مفيدة مع الغرب، لأنّ محرك هذه العلاقات هو اللوبي الإسرائيلي، وكان أن اتجهنا شرقاً وأعطينا إمتياز إخراج النفط للصين بدلاً عن الشركات الأمريكية، وأضاف أن الشراكات الإقتصادية مع الصين تعتمد على القسمة العادلة وقلة التكلفة والجودة العالية في المشروعات التنموية خَاصةً البترول. وقال البشير، إن توقيت الزيارة مهم جداً قبل أقل من شهر لإنفصال الجنوب، والتأكيد على أن هذا الإنفصال لن يؤثر على الشراكة. وأضاف: الحقول المكتشفة في شمال السودان كبيرة وتحتاج إلى بعض المعالجات لتدخل دائرة الإنتاج، وشدد على أن الحكومة حَريصة على حقها من عمليات تجميع بترول الجنوب والأنبوب الناقل للنفط. وقال البشير إن الحكومة ستراجع مع الصين القروض وإعادة جدولتها، وأوضح أن الحكومة الصينية متفهمة للمرحلة التي يمر بها السودان ومُستعدة للتعاون معه.وكان البشير رحّب أثناء مخاطبته اللقاء المشترك برجال الأعمال السودانيين والصينيين ببكين أمس، بالإستثمارات والشركات الصينية ورجال الأعمال الصينيين في السودان، وأكد أن ما تحَقّقَ من التعاون المثمر شَجّع لإعطاء الإستثمارات الصينية الأسبقية، وطمأن المستثمرين الصينيين بتذليل المشاكل والمعوقات كافة. وشهد البشير خلال زيارته والوفد المرافق له إلى مقر الشركة الصينية الوطنية للبترول (سي. أن. بي. سي)، مراسم توقيع مذكرة تفاهم بين حكومة السودان ممثلة في وزارة الطاقة، والشركة الصينية حول تعزيز التعاون النفطي بينهما. وأكد البشير، أن السودان رَاضٍ تماماً عن أداء الشركة التي تعمل بتعاون مفيد وليست لها أية أجندات سياسية. وأوضح أنها حققت نسبة نجاح كبير، وأن السودان يرحب بتوسيع التعاون معها، وأبان أنه وَجّه المسؤولين بإعطاء الشركة أولوية فيما يختص بأيِّ مربعات أو حقول جديدة في مجال النفط، بجانب تذليل كل العقبات وتأمين الممتلكات والمنشآت. وأكّد البشير، أنّ الحكومة ظلت ملتزمة بالاتفاقيات السابقة من جهة تسديد التزاماتها تجاه الشركة، وعبّر عن أمله أن تراعي الشركة ظروف السودان بعد التاسع من يوليو وخروج بترول الجنوب، وأضاف: أنا واثق أننا سنصل لاتفاق يراعي ظروف السودان - في إشارة إلى المفاوضات مع جنوب السودان حول مسألة النفط -. ومن جانبه، أكد جيانغ جي مين رئيس الشركة الوطنية الصينية للبترول، التزام الشركة بتعزيز الإستثمارات النفطية في السودان خلال المرحلة المقبلة، وقال: إننا مستعدون للتعاون مع السودان لعبور المرحلة الإستثنائية التي سيمر بها عقب إنفصال الجنوب. وكشف عن التوصل لاتفاق مع وزيري المالية والدولة للنفط لضمان إستمرار ومصداقية العقود المبرمة. وقال إن السودان قادر على زيادة إنتاج النفط، وكشف عن وفد يأتي إلى السودان في يوليو المقبل ليتباحث مع الحكومة حول ترتيبات المرحلة المقبلة. وإقترح جيانغ تجميع إدارة كل الحقول النفطية بالشمال والجنوب في إدارة واحدة، وتعهد باستمرار دعم الشركة وتوفيرها لفرص العمل والمشروعات الإجتماعية لتحقيق التنمية الإقتصادية والإجتماعية المنشودة في المجتمعات. وكانت بكين، دافعت عن إستقبالها الرئيس البشير، وأعربت عن تحفظها بشأن أمر الإعتقال الصادر بحقه عن المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي. وأكد هونج لي المتحدث باسم الخارجية الصينية في مؤتمر صحفي أمس، أن الرئيس عمر البشير أستقبل جيداً في دول كثيرة خلال السنوات الأخيرة، والصين ترحب بزيارة الرئيس البشير الذي سيعمل على تطوير صداقتنا التقليدية. وأضاف هونج: فيما يتعلق بأمر الإعتقال الصادر عن المحكمة الجنائية الدولية، فالصين ليست عضواً بهذه الهيئة، ولهذا نتحفّظ على رأينا بشأن القضية المرفوعة على البشير. وتابع بأن تأخر زيارة البشير الذي كان متوقعاً وصوله الاثنين، يُعزى إلى مشكلات تكنولوجية لن تؤثر على أجندة الرئيس الأفريقي في بكين. ومن المقرر أن يجتمع البشير صباح اليوم الأربعاء مع الرئيس الصيني هو جنتاو، وسيعقد أيضاً لقاءات مع وو بانجوو رئيس الجمعية الوطنية الصينية (البرلمان)، ولي كيكيانج نائب رئيس الوزراء.