اقترحت الشركة الصينية الوطنية للبترول «سي أن بي سي»، على الرئيس عمر البشير ونافذي حكومته المرافقين له الى الصين، تجميع الحقول النفطية في الشمال والجنوب تحت ادارة واحدة، واكدت امكانية زيادة انتاج البلاد النفطي عبر مربعي 2 و4 في هجليج وبليلة بجنوب كردفان، وتلقت الشركة التي تعد اكبر مستثمر في النفط السوداني تطمينات من الحكومة باستمرار العقود المبرمة وتأمين عامليها وانشطتها، بينما طلب البشير من الشركة مراعاة ظروف السودان بعد خروج بترول الجنوب في 9 يوليو، قبل ان يمنح عشرات الشركات الصينية «التزاما شخصيا» بتذليل معوقاتها للاستثمار في السودان. وشهد الرئيس البشير، صباح امس مراسم توقيع اتفاقات وبروتوكولات ومذكرات تفاهم بين الجانب السوداني وشركات صينية، وقال البشير ان شمال السودان غني بالموارد وكشف انه يوم الخميس الذي يصادف 30 يونيو سيشهد احتفالا في مربع 17 بحقل ابوجابرة بتدشين بئر جديدة بجانب حقول اخرى فى هجليج والراوات وغيرها من الموارد الاخرى مثل الذهب. وشملت الاتفاقات عقداً بين وزارة الزراعة وشركة كوالام الصينية لحفر 1000 بئر وجهاز محوري فى المشاريع الزراعية. كما وقع العضو المنتدب لشركة كنانة، محمد المرضي التجاني على ثلاث مذكرات تفاهم مع رئيس مجلس كمبولانت الصينية لانتاج 500 ألف طن سكر في مشروع سكر الدويش بولاية النيل الأبيض، وتنفيذ مصفاة للسكر بولاية البحر الأحمر لانتاج 500 ألف طن سكر نقي بغرض التصدير بكلفة 128 مليون دولار، بجانب مذكرة أخرى مع شركة تومسون الصينية لانتاج الفول السوداني بغرض التصدير في مساحة ابتدائية تبلغ 20 الف فدان. وطمأن البشير، ممثلي أكثر من 200 رجل أعمال يمثلون أكثر من 80 من كبريات الشركات الصينية، أنه سيتم تذليل أي مشكلات أو معوقات قد تواجههم كالتزام شخصي منه. وقدم لرجال الأعمال الصينيين تلخيصاً لحزم الإجراءات التي اتخذتها الدولة لتشجيع وتبسيط إجراءات الاستثمار في كل المجالات، بجانب إنشاء مجلس أعلى للاستثمار برئاسته يضم في عضويته كل الوزراء المختصين وولاة الولايات. وكشف عن إعداد دراسات لعدد من المشاريع لتقديمها للشركات الصينية لاختيار ما تراه مناسباً لتشرع فوراً في الاستثمار بالسودان، كما شهد البشير مراسم توقيع مذكرة تفاهم بين حكومة السودان ممثلة في وزارة الطاقة والشركة الصينية الوطنية للبترول «سي أن بي سي»، تتعلق بتعزيز التعاون النفطي. وأكد البشير لدى مخاطبته مراسم التوقيع، أن السودان راض تماماً عن أداء الشركة الصينية للبترول «التي تعمل بتعاون مفيد وليس لها أجندات سياسية»، وأبان أنه وجه المسؤولين بإعطاء الشركة أولوية فيما يختص بأي مربعات أو حقول نفط جديدة وتذليل كل العقبات وتأمين الممتلكات والمنشآت. وأكد الرئيس أن الحكومة ظلت ملتزمة بالاتفاقيات السابقة من جهة تسديد التزاماتها تجاه الشركة الصينية، معبراً عن أمله في أن تراعي الشركة ظروف السودان بعد التاسع من يوليو وخروج بترول الجنوب. وزاد: «أنا واثق أننا سنصل لاتفاق يراعي ظروف البلاد». وأكد أن السودان سيبذل كل جهده لحفظ الأمن على الحدود وتأمين عمال وممتلكات شركات البترول، مبشراً بدخول اكتشافات نفطية جديدة. وتشمل الاتفاقات تطوير حقول الانتاج الحالية بشمال السودان في مربعي 2 و4 في هجليج وبليلة بجنوب كردفان، بجانب شركات صينية ستدخل شريكاً لتطوير الانتاج بتكنولوجيا حديثة في مربع 14 بمنطقة عوينات على الحدود مع ليبيا ومربع 9 بالجزيرة ومربع 13 بالنيل الأبيض. من جهته، أكد رئيس الشركة الوطنية الصينية للبترول «سي أن بي سي»، جيانغ جي مين، التزام الشركة بتعزيز الاستثمارات النفطية في السودان خلال المرحلة المقبلة. واقترح تجميع إدارة كل الحقول النفطية في الشمال والجنوب في إدارة واحدة وتعهد باستمرار دعم الشركة وتوفيرها لفرص العمل وكذلك المشاريع الاجتماعية لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المنشودة في المجتمعات. كما كشف رئيس الشركة الصينية للبترول عن التوصل لاتفاق مع وزير المالية ووزير الدولة للنفط لضمان استمرار العقود المبرمة، وكشف أن الشركة ستبعث مسؤولاً منها إلى السودان لبحث القضايا ذات الاهتمام المشترك. وقال: «نحن نرى أن السودان قادر على زيادة انتاجه النفطي عبر مربعي 2 و4 ونأمل في الحصول على الحقول المؤهلة للانتاج». وأضاف أن شركتهم مستعدة لتقديم كل الدعم للسودان لتجاوز المرحلة القادمة وعبر عن ثقته في أن السودان سيحقق انتقالاً سلساً للانفصال. وتطرق كبار المسؤولين الصينيين الى انفصال جنوب السودان خلال محادثاتهم مع الرئيس البشير وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية هونغ لي في تصريح صحفي «ستساعد هذه الزيارة على دفع علاقات الصداقة الصينية السودانية التقليدية قدما وأيضا القضايا التي تواجه شمال السودان وجنوب السودان وحل مشكلات منطقة دارفور».واكد وزير الزراعة عبد الحليم المتعافي أن زيارة البشير للصين تعتبر تاريخية، حيث إن السودان سينقسم إلى دولتين والزيارة من شأنها التأكيد على عمق العلاقات وأهميتها في المرحلة القادمة، موضحاً أن السودان سيظل إحدى الدول المهمة والجاذبة للاستثمارات في الشرق الأوسط وأفريقيا نسبة لموارده الهائلة. وكان ممثل شركة شاندون الصينية ديان جين قد طالب بإزالة التعقيدات التي تواجههم في ما يختص بملكية الأراضي الزراعية في ولايات السودان. وتظهر احصاءات هيئة الجمارك الصينية أن حجم التجارة بين الصين والسودان زاد الى 8.6 مليار دولار عام 2010 وهي زيادة تمثل 35.1% مقارنة بعام 2009 بفضل ارتفاع قيمة الواردات الصينية من النفط.واحتل السودان سادس اكبر مصدر للنفط الخام بالنسبة للصين في العام الماضي حيث صدر اليها 12.6 مليون طن مقارنة بالسعودية أكبر مصدر للنفط والتي قدمت للصين 44.6 مليون طن.