بعد الاستقالة التي تقدم بها المدرب محمد عبدالله مازدا المدير الفني لمنتخبنا الوطني لم يعد هناك خيار امام اتحاد الكرة غير الاستعانة بالخبرة الاجنبية التي تتطلب كما قلت في هذه المساحة امس توفير المال اللازم لمقابلة راتب المدرب ومستلزماته من سكن مؤثث وسيارة وجوال ونثريات وحوافز وتذ0اكر سفر وهي ليست مسؤولية اتحاد الكرة ولكنها مسؤولية الدولة وكل افراد الشعب السوداني. وحسنا فعل اتحاد الكرة وهو يدعو مجلسه لاجتماع طارئ يخصص لمناقشة امر التدريب خاصة وان الوقت يمر وبداية التصفيات الافريقية المؤهلة الى نهائيات امم افريقيا 2010م وكأس العالم من نفس العام اصبحت على الابواب ويفصلنا عنها شهر وقليل من الايام والمدرب الجديد يحتاج الى وقت لمتابعة الدوري حتى يتمكن من اختيار اللاعبين فقد يكون له رأي في القائمة الحالية وذلك من حقه. وقد طالعنا امس خبراً في الصحف على لسان الاستاذ مجدي شمس الدين المحامي سكرتير الاتحاد والناطق الرسمي يفيد بمفاوضات مع المدرب الفرنسي باتريك المدير الفني لفريق أسيك ساحل العاج الذي زار بلادنا العام الماضي مرتين مع فريقه، الاولى كانت مباراة ودية امام المريخ على شرف العيد الذهبي للاتحاد الافريقي والثانية كانت مباراة اسيك امام الهلال في ربع نهائي دوري ابطال افريقيا وكان مرشحاً لتدريب المريخ وبالتالي فهو يعرف بلادنا وربما اغلب اللاعبين. ولكن رغم ذلك نقول لابد من التريث واختيار مدرب له تجربة مع المنتخبات وان يكون من الذين عملوا في افريقيا وعرفوا اسرارها وطبيعة اللاعب الافريقي والمشجع الافريقي وتعّود على العيش في افريقيا وان يكون المدرب الجديد بدرجة خبير يشرف على كل المنتخبات الوطنية بكافة مراحلها السنية حتى تكون هناك استمرارية وقاعدة ثابتة للمنتخب ويقوم بوضع تنظيم علمي لمنافساتنا كما حدث في مصر من خلال تجربة الخبير المجري هيدوكوتي الذي اعاد تنظيم الكرة المصرية واعادها الى منصات التتويج. ولا شك ان مدرباً بهذه المواصفات يحتاج الى دعم كبير واذا التزمت الدولة بكل مخصصاته وهو امر نشك في أن يتحقق فان الواجب على رجال الاعمال والشركات المساهمة في مال التدريب وننتظر دور المغتربين في المهجر خاصة دول الخليج حتى لاتكون (فلاحتهم) فقط في النقد ومهاجمة الاجهزة الفنية والاتحاد رغم الروابط الكثيرة المنتشرة للرياضيين ولكن حصيلتها في دعم الرياضة السودانية صفر ورغم ان تجربة لجنة الدعم الاخيرة تجعلنا لا نتفاءل بعد ان بخل كل الشعب في المساهمة حتى عبر الرسائل القصيرة التي حددتها اللجنة. دولار واحد من كل مغترب يكفي لحل المشكلة او فرض دولار واحد على كل معاملة في السفارة يمكن ان توفر كل المطلوب، ويبقى فقط من يقود المبادرة بروح الوطن ومازلنا نأمل في ان يتغير مفهوم الاعلام الرياضي ليتعامل مع المنتخب بأنه منتخب السودان وليس منتخب شداد. تحية لأمن الملاعب فات علينا ان نشيد بالدور العظيم الذي لعبته شرطة امن الملاعب بمختلف تخصصاتها في السيطرة وفي ثوان على احداث مباراة المريخ والموردة التي اقيمت باستاد المريخ يوم السبت الماضي واعادت الهدوء للملعب لتكتمل المباراة ويخرج اللاعبون والجمهور بسلام لتؤكد ان ارواح رواد المباريات في امان بجهد هؤلاء الجنود المجهولين بعد الله وانهم يؤدون دورهم كاملاً وانهم يدخلون الملعب لاداء مهمتهم الوطنية وليس من اجل الفرجة على المباراة. التحية لامن الملاعب وشكراً لهم باسم كل الرياضيين.