وقعت وزارة المعادن مسودة مذكرة تفاهم حول تنظيم التعدين مع ولايتي نهر النيل والشمالية خلال اليومين الماضيين، حيث وقع عن وزارة المعادن مع ولاية نهر النيل الاستاذ كمال عبداللطيف وزير المعادن، بينما وقع الفريق الهادي عبدالله والي نهر النيل من طرف الولاية، ووقع م/ عمر محمد محمد نور نائب الوالي عن الولاية الشمالية مع م/ عبدالواحد يوسف ابراهيم وزير الدولة بالمعادن، بحضور عدد من الوزراء بالولايتين واركان حرب وزارة المعادن، وقد ابدت الولايتان بعض الملاحظات على المذكرة قبل التوقيع، ووجدت قبولا من جانب وزير المعادن ووزير الدولة حفاظا على تنمية الثروات المعدنية، وسعيا لتشجيع الاستثمار فيها، وترشيدا لاستغلالها بما يعمل على زيادة الدخل القومي ويسهم فى توفير موارد اضافية لتقوية الاقتصاد السوداني ، حتى يعود الخير والنفع على المواطنين مع العمل على تنمية البيئة المحيطة بمناطق التعدين. وفى ذات السياق قال كمال عبداللطيف وزير المعادن ان الزيارة تأتي للوقوف على مناطق التعدين بشقيه الأهلي والنظامي بولاية نهر النيل، والاطمئنان على سيرالعمل فيه وفق الخطة الموضوعة، واضاف: جئنا بآمال وطموحات كبيرة نسعى خلالها وبتنسيق الجهود بين الوزارة والولاية لتحقيق الاهداف المرجوة فى ظل التحديات الكبيرة التي تواجه البلاد، واشار الى تكوين مجلس من الوزراء المختصين بعملية التعدين بالولايات بجانب وزارة المعادن للتنسيق بكل ما يتعلق بهذا القطاع الذي وصفه بالمهم جدا، واوضح ان الشركاء فيه كثر، وان الهدف قائم على التنسيق ، وطمأن الوزير المعدنين، واكد لهم استمرار التعدين التقليدي ، واعتبر ما يقومون به عملا وطنيا ومشروعا، وسيجد السند من الحكومتين الاتحادية والولائية، واوضح ان زيارته لمواقع التعدين التقليدي بالعبيدية جاءت بهدف حلحلة كل المشاكل وإزالة العقبات التي تعترض عملهم، ووعد بتوفير الخدمات العامة و الصحية منها ومراكز العلاج بالتعاون مع الولاية، وطالب المعدنين ببيع ما ينتجونه من ذهب لبنك السودان المركزي،عبر منافذ سيتم فتحها فى القريب العاجل، وقال مخاطبا جموع المواطنين بالعبيدية : لا نريد أن تخرج ذرة من الذهب عبر القنوات غير الرسمية ، نسبة لحاجة البلاد واولوياتها فى ذلك، ووعد شراء الذهب بسعر دبي اليومي ، وقال : (إذا زدناكم عليه لا نكون خاسرين، لان زيتنا فى بيتنا)، واشار الى ترتيب وتنظيم عمليات التعدين الأهلي والشركات الموقعة مع وزارة المعادن حتى لا يحدث تضارب بين الجانبين، واكد سعى الوزارة لوجود بدائل لاستخلاص الذهب نسبة للأضرار الجسيمة التي يسببها الزئبق،من اجل سلامة الانسان الذي وصفه باهم حلقات التنمية والاستقرار، ووعد بالجلوس مع شركة رضا للتعدين باعتبارها شركة دخلت مراحل الانتاج من اجل العمل على مساعدة المعدنين وتنمية المناطق المجاورة من باب المسؤولية الاجتماعية للشركات بجانب النظر والاهتمام بكل القضايا التي ذكرها ممثل المنطقة عمر الشيخ سلمان بمساعدة الولاية والتنسيق معها. من جهته رحب والي نهر النيل بالمذكرة وما تحتويه، وابدى بعض الملاحظات على ما جاء عن التعدين الأهلي بالمذكرة، واكد جاهزية ولايته للتعامل بأية رؤية فى هذا الشأن بما يحكمه القانون والدستور الحالي بالبلاد، واكد التزامه بمخرجات المذكرة، وقال عقب التوقيع بمكتبه بولاية نهر النيل : ( ليس لنا حرج فى التعاون والتنسيق مع المركز من اجل رفاهية هذا الشعب)، واضاف: نحن ننشد مصلحة المواطن، ونؤمن على برنامج الدولة ، ولكننا نبدي بعض الملاحظات بما فيه الفائدة لهذه البلاد. من جانب آخر أكد عبد الواحد يوسف إبراهيم وزير الدولة بالمعادن بموقع التعدين الأهلي بمنطقة دلقو المحس بالولاية الشمالية استمرار التعدين الأهلي ، وذلك بتنظيمه بالتنسيق مع الولاية ، وطالبهم بالالتزام بالضوابط التي على رأسها الصحة العامة وصحة البيئة، والانصياع لاوامر الولاية والمحلية، وطالب المحلية بتجهيز عربات نظافة وتوفير البيئة الملائمة لهؤلاء المعدنين باعتبارهم الثروة الحقيقية، وقال : على الرغم من انها اعباء إضافية على المحلية لكن نرجو توفير ذلك، وحذر من استخدامات الزئبق والتعرض له، ووعد بالعمل على ايجاد بدائل أكثر حفاظا على صحة الإنسان والبيئة معا، ولتضاعف العائد عبر عمليات استخلاص اكثر جدوى، كما حذر من الحفر العشوائي والتعرض للمخاطر، وقال: رزقكم يأتيكم بنفسه لذلك لا ترموا بأنفسكم إلى التهلكة، وطالبهم بعدم التعرض لمواقع الشركات، وقال: ما دون ذلك فلكم ان تسرحوا كما تشاءون، ووعد بمد مواقع التعدين الأهلي بعيادات متحركة مزودة بكل المطلوبات فى القريب العاجل، واشاد بالعمل والجهد الذي قامت به الولاية فى تنظيم الموقع، وتقدير العلاقة بين المعدنين والحكومة المحلية ، واعتبرها رائدة فى هذا المجال ، وطالب بقية الولايات ان تحذو حذوها، وعقب توقيعه للاتفاقية مع والولاية الشمالية ، اوضح ان الغرض من المذكرة تحديد اوجه التعاون بين الوزارة والولاية، واكد ان طبيعة المذكرة التشاور والتنسيق، وتابع: لا نهدف إلى التمسك بالقوانين الجافة ، ولكن نريد ان نقدم خدمة لاهلنا، في قطاع رائد يسهم في الدخل القومي ،وأوضح أن تنظيمه يعد تنظيما لمورد مهم. من جهة ثانية أكد عمر محمد محمد نور نائب والي الشمالية ان الزيارة تعطي دفعة قوية، وذات اهمية للولاية وللمعدنين ، وأوضح ان الملاحظات التي أبداها المعدنون تكون خطوة للمستقبل ولضمان الاستمرار مع العمل على التطوير يوما بعد يوم حتى تصبح البيئة صحية، وعقب التوقيع على المذكرة امن نائب الوالي على ما جاء فيها بعد التعديل الذي طرأ على بعض البنود فى المذكرة، واكد ان بنودها سترى النور فى غضون الايام القادمة، ووعد بحل كل المشاكل التي اشار اليها المعدنون فى اللقاء المفتوح بالمعسكر الذي شمل أكثر من (5) آلاف شخص من ومختلف بقاع السودان، يعملون فى (23) مهنة مختلفة فى خلال عشرة ايام ، واعلن عن منع تشغيل الاطفال تحت سن (20) عاما بالقانون واللوائح ، ونادى بالحفاظ على البيئة وحذر من التعرض لمواقع الشركات وخاصة شركة (تالي) التركية القريبة من مواقع التعدين الأهلي بمنطقة ابوصارا، والتي قام الوفد بزيارتها والوقوف على عمليات الاستكشاف التي ضربت فيها الشركة الرقم القياسي حسب إفادات د. يوسف الماني مدير الأبحاث الجيولوجية اثناء الزيارة .