يشهد الرئيس عمر البشيرحفل توقيع إتفاقيات تنقيب عن الذهب والمعادن اليوم بقاعة الصداقة بحضور ولاة الولايات ووزير المعادن وعدد من الوزراء ورجال الاعمال والاقتصاد. وعلمت ( الرأى العام) أن نحو(39) شركة وطنية وأجنبية ستوقع على إتفاقيات مع وزارة المعادن للتنقيب عن الذهب فى (8) ولايات بينها ولايات ( القضارف والبحرالاحمروشمال كردفان والشمالية ونهر النيل وجنوب كردفان وجنوب دارفور)، ومن بين هذه الشركات (33) وطنية، و (6) اجنبية هى ( شركة اماراتية، واماراتية مغربية، واثنتان سعوديتان، واخرى سعودية سودانية، ثم استرالية سودانية). ورحبت الدوائرالاقتصادية باتجاه الحكومة الى تشجيع التنقيب المنظم عن الذهب عبرشركات وطنية واجنبية ووصفتها بالخطوة الايجابية والمدخل لتحقيق عائد سريع من النقد الاجنبى وبناء احتياطيات من الذهب يمكن استخدامها كضمانات للحصول على تمويلات اجنبية. ووصف هاشم هجو نائب رئيس اتحاد اصحاب العمل السودانى تشجيع الحكومة للتنقيب المنظم عن الذهب عبر شركات وطنية واجنبية بانه خطوة ايجابية لتحفيزه لقطاع واعد ،وستعزز الثقة فى مستقبل مشرق وزيادة معدل النمو. واضاف هاشم فى حديثه ل(الرأى العام) نحن شركة (الدالى والمزموم للحفريات) واحدة من الشركات الوطنية والاجنبية التى ستوقع اليوم على اتفاقيات التنقيب عن الذهب ب(8) ولايات، والذى يعتبر فتحا جديدا للاقتصاد السودانى . من جانبه أكد د.محمد سرالختم الخبير الاقتصادى المعروف ان تجربة التنقيب عن الذهب بواسطة الشركات اثبتت جدواها خاصة تجربة شركة ارياب الفرنسية التى تعمل منذ سنوات فى مجال التنقيب عن الذهب وفق علاقة محددة وتصدرالذهب بكميات محددة وطرق بيع معلومة وعائد واضح بجانب انها اسهمت فى دعم الاقتصاد بتوفير النقد الاجنبى من حصائل الصادر. ووصف د. سرالختم فى حديثه ل(الرأى العام) اتجاه الحكومة الى تشجيع التنقيب المنظم عن الذهب عبر شركات وطنية واجنبية بانها خطوة ايجابية ستسهم فى تجاوز الآثار السالبة للتنقيب العشوائي بالحد من تهريب الذهب وزيادة العائد عبرالتصديرالمنظم والمعروف الى جانب توفير موارد من النقد الاجنبى، فضلا عن انه سيسهل من مهمة مراقبة الشركات والحد من التهريب، وزيادة الانتاج وتوفير فرص العمل للعمالة السودانية ودعا د. سرالختم الى عدم تصديرالذهب والاكتفاء ببناء احتياطيات منه ليكون ضماناً للدولة فى الحصول على تمويلات خارجية وتنويع تركيبة الاحتياطيات لتفادى تقلبات اسعار صرف الدولار، وتابع : ( لذلك نحن من انصار ان تبنى بالذهب احتياطيات لتكون سندا وتعطى مساحة واسعة للتحرك). وحذر د.سرالختم من ان الاتجاه بقوة نحو الذهب سيؤثر سلباً على قطاعات اخرى كالزراعة التى تعانى الآن من هجران واضح خاصة بولايتى نهر النيل والشمالية اللتين تواجهان نقصاً فى العمالة، وبالتالى رغم الآثار الايجابية للذهب وعائده السريع إلا انه ينعكس سلباً على الزراعة التى تعتبر بترول السودان الحقيقي، واردف : ( مشكلتنا إننا فى حاجة الى ادارة سليمة للاقتصاد تشجع الاستثمار وتحفزعلى قيام شركات مساهمة عامة يشارك فيها المواطنون ويديرونها). من جانبه إعتبر د.عثمان البدرى الاستاذ بمركزالدراسات الانمائية بجامعة الخرطوم تشجيع الحكومة على التنقيب المنظم عن الذهب عبر شركات وطنية واجنبية بانه خطوة ايجابية ولكن د.البدرى دعا فى حديثه ل( الرأى العام) الى ضرورة الكشف عن طبيعة هذه الاتفاقيات ومعايير وانصبة قسمة العائد بين الحكومة وهذه الشركات المنقبة عن الذهب بتحديد هذه القسمة بوضوح، هل هى قسمة تناقصية يزيد فيها نصيب الحكومة ام قسمة ثابتة للانصبة ام الشركات تأخذ الذهب وتمنح الحكومة جزءا من العائد ام شراكة بين الحكومة وهذه الشركات، وكيف يتم تصديرالذهب وهل يتم بيعه لبنك السودان لبناء احتياطيات، الى جانب وضوح الرؤية بشأن تحمل مسؤولية الآثار البيئية للتنقيب عن الذهب. واكد د.البدرى ان عائد التنقيب عن الذهب بواسطة الشركات الكبيرة سريع ولكنه رهين بقسمة هذا العائد بين الحكومة والشركات المنقبة عن الذهب ، مبيناً فى هذا الصدد ان من فوائد التنقيب عن الذهب بواسطة الشركات ان يقوم على الحفرالعميق واستخدام التقانات الحديثة وضبط العائدات .