منذ انقطاع موارد النفط من الشمال تحاول الحكومة الخروج من المأزق الاقتصادي وخاصة مشكلة الغلاء الفاحش وبالأخص أسعار السلع الغذائية الأساسية وذلك في ظل الشح الذي يعاني منه البنك المركزي من العملات الصعبة. وبين الخيارات القليلة جداً المتاحة للحكومة استقطاب المزيد من تحويلات المغتربين الذي أعترف بعضهم ان غالبيتهم يحولون النقود إلى ذويهم في السودان بسعر السوق الموازي »الأسود« الذي يفوق السعر الرسمي بمعدل لا يمكن للمغتربين مقاومته. ولكن معظم المغتربين يعتقدون لكي تتمكن الحكومة من جذب تحويلاتهم- فإن عليها أولاً إجراء اصلاحات جادة وفي مقدمتها حل هذا الكيان الذي يطلق عليه ابناؤنا وأخواننا المغتربون »جهاز جباية الرسوم والضرائب«. الغالبية العظمى من المغتربين الذين كتبوا تعليقات على الحلقات الأربع الماضية من »المفارقات« أجمعوا ان لا بد من حل هذا الجهاز. ويقول عبد الله الفكي »قطر« تأكيداً لهذا المطلب »نأمل من الاقتصاديين والأعلاميين دعم فكرة جديدة لجذب مليارات الدولارات.. ويدعو عبد الله رئيس الجمهورية بحل جهاز المغتربين الحالي وهذا إجراء كفيل بإعادة ثقة المغتربين«. عوض »الأمارات« هو الآخر يدعو لحل هذا الجهاز الحكومي »جهاز المغتربين هو جهاز فارغ بكل ما تحمله الكلمة.. لا أمل ولا حس فيه ولا روح.. إنه استهلاك شئون المغتربين وليس لحل مشاكلهم .. وعلى العاملين في الجهاز »التفضل بالخروج من غير مطرودين فلا أحد من المغتربين يرى فيكم رجاء«. üجلال من السعودية يؤيد حل الجهاز »لأنه مافيه جدوى أو نفع للمغتربين بل تعطيل »للإجراءات« وممكن نأخذ تأشيرة من الجوازات لزومة شنو الموظفين والصرف.. وياريت مبنى الجهاز يحول لمستشفي أو يباع ويعالج به مرضى الكلى والسرطان«. عبد الله »قطر« يرى في تعامل جهاز المغتربين السودانيين بالتحيز لرصفائهم في بريطانيا وامريكا الذين لديهم شركات وملايين الدولارات.. عوض »قطر« يدعو لإنشاء هيئة للمغتربين والخريجين بديلاً عن الجهاز.. ويحث بتكليف الصندوق القومي للاسكان ليتولى أمر اسكان المغتربين وعلى السفارات والقنصليات والملحقيات الاقتصادية والاعلامية تولي القيام بواجبها.. على إدارة الجوازات والجنسية والهجرة ان تخصص مكاتب لتأشيرات عوض يقترح بيع ا لعقار ا لذي يستضيف جهاز المغتربين حالياً وتقام عليه مشاريع مثل المدينة الطبية مساهمة من كافة المغتربين. بعد تطبيق لكل المطالب »تاني محتاجين لجهاز المغتربين في شئون؟«. نور الدائم علي حسن »السعودية« الواضح ان البلد يعاني من شح احتياطيها من العملات الصعبة ولكن على الحكومة ان تقيم شراكة مع المغتربين لتوفير هذه العملات الصعبة.. مثلاً وحتى التمويل الالزامى متفق عليه. استثناء المغترب بإدخال ،، معفية من الجمارك مرة واحد على ان تكون الرسوم الأخرى بالعملة الصعبة وحوافز أخرى من جانب الدولة. ويحكي عبد الفتاح نوري من السعودية قصته في هذا مفادها انه قابل أحد ا لاخوة المغتربين في السعودية وهم يهم بشحن أدوات كهربائية منزلية من ثلاجة وغسالة ومكيف فريون واعتقدت انه سيدفع مبالغ طائلة للجمارك كما نفعل نحن السودانيون ولكنه ذكر انهم معفون من الرسوم الجمركية فقط من أجل تحويلاتهم ومدخراتهم عبر الطرق الرسمية والمشروعة.