كلما أغيب فترة عن قريب لى أو صديق أو حتى شخصية عامة إلا وأجده وقد سبق إسمه لقب (الدكتور) .. الله أيه ده؟ أمسك بأى صفحة من أى من الصحف (العشرومية) التى تصدر عندنا إلا وتجد (التهانى والتبريكات) تنهال على (الأستاذ فلان) أو (الأستاذة فلتكانه) من (أفراد الأسرة) و(الأصدقاء) و(زملاء العمل) بمناسبة نيل (الدكتوراة) فى (الشنو ما بعرف داك) ! إنتشر لقب (دكتور) بصورة تدعو للإنزعاج ، بالأمس كنت أشاهد برنامجاً تلفزيونىاً كان جميع ضيوفه من حملة الدكتوراة غير المذيع الذى هو الآخر (دكتور) وربما كان (المخرج) وبتاع (الإضاءة) والديكور يحملون اللقب .. أيه يعنى لما بتاع إضاءة يعمل دكتوراة فى (إدارة اللمبات داخل الإستديوهات) أو مخرج يعمل ليهو دكتوارة فى (كيفية التخلص من ذبابة الأستديو) أو أن تقوم مقدمة طبق اليوم بعمل دكتوراة فى (دق الكفته وحش البصل) !! وهى بلا شك بحوث علمية لها قيمتها فى المساهمة في تغيير المجتمع الي الافضل والنهوض به من حاله الذى لا يسر عدواً ولا حبيباً . والشئ الذى يصيب الإنسان بالحيرة هو تنامى أعداد (المسئولين السياسيين) فى كافة مواقع (المسئولية) الذين نالوا (هذا اللقب العلمى) وهم يتسنمون مواقعهم ويقومون بتصريف مهام اعبائهم وإذا علمنا ما يتطلبه البحث العلمى من جهد ومثابرة وتفرغ ووقت وإذا إستصحبنا معنا المثل القائل بان (صاحب بالين كضاب) فلا شك أن هنالك (شئ ما) يجعلنا نتساءل (دى بيعملوها كيف؟) مافى مشكلة أن يتم حصول كل أفراد (الشعب الفضل) على هذه الدرجه العلمية الرفيعة التى لا يصل اليها الا القلة من العاملين في الجامعات بعد ان يمروا بمراحل يعرفها العاملون في سلك التعليم الجامعي وأن تصبح (الدال) ملازمة لأسمائنا فى جوازات السفر كالعيون العسلية والخمسة أقدام وستة بوصات ولكن واقع الحال يقول أن (الشغلانه هاصت) ! انا شخصيا لن اندهش إذا سبق حرف الدال إسم صديقى (عبدو بنقز) لنيله الدكتوراة فى (مقارنة الإيقاع) من المعهد الاهلى للموسيقى بشارع الأربعين أو حصول (اللاعب الفذ) عوض كورنر على درجة الدكتوراة فى (تنفيذ الضربات الركنية) من كلية التربية الرياضية بامبدة الردمية أو حصول أخونا (بله) بتاع السمك على الدكتوراة على أطروحته فى (درجة ملوحة الفسيخ) فالشغلانه (ماشة فى الإتجاه ده) على الرغم من عدم توفير الدولة لاى من معينات البحث العلمى !! ولا يهم بعد ذلك إن قام التلفزيون بإستضافة (بله) وقام بتشنيف آذاننا برفع المنصوب وجر المرفوع وقام بفقع مرارتنا بكمية من الأخطاء التى لا يقع فيها طالب ثانوى (فالدكتوراة بتاعتو) فى (الفسيخ) وليس (النحو) ! الظاهر أننا صرنا مجانين بالالقاب حتى شملت (الجماد) فصارت أسماء البنوك والشركات والمؤسسات تسبقها (ألقاب) فهذا (سيد شباب الأيه ما عارف) وتلك (سيدة نساء الشنو ما بعرف) هذا عن الجماد أما (الأحياء) فحدث ولا حرج ففى الوقت الذى نجد فيه أن فنانين عالميين كفرانك سيناترا ودونا سمر وخوليو لم يقترن إسم أى منهم بلقب من شاكلة (الفنان الأسطورة) و(المطرب الفلته) و(أمير الما بعرفو شنو داك) وكذلك كتاب عالميين أمثال فيكتور هيجو وشكسبير وتشيكوف وتولستوى لا تسبق اسماءهم أى ألقاب وكذلك جميع مبدعيهم فى المجالات كافة من شعر وتشكيل كل أنواع الفنون نجد أننا نهيم بتوزيع الالقاب توزيعا حتى وإن كان (الشخص) فى بداية الطريق وقبل ان يخرج من (البيضة) ويكفى إستدلالا على ذلك اننا نقوم بتقديم الفنان (حسن كوارع) الذى يمارس مهنة الغناء منذ أن كانت (الإذاعه فى مبنى البوسته) على أنه (الفنان الواعد) !! كسرة : الجهات المسئولة عن منح (الدالات) دى حقو (تصحصح) شوية عشان ما تودى سمعتنا العلمية فى (داهية) !!