تصريحات الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى فى العاصمة البريطانية لندن ان "دارفور ليست حالة ميؤوساً منها، وانها حالة تستدعي التعاون، قد لا تكون جديدة فى مضمونها، ولكنها تكتسب أهميتها من المكان الذى قيلت فيه ، فلندن تنشط هذه الايام فى موضوع دارفور بشكل لافت، فرسمياً اعلنت الحكومة البريطانية نيتها استضافة مفاوضات للسلام بين الحكومة السودانية وحركات دارفور غير الموقعة على اتفاق ابوجا ، وبالتزامن شهدت العاصمة البريطانية شعبياً تظاهر نحو ثلاثة آلاف شخص الاحد الماضى امام مقر السفارة السودانية بمناسبة يوم دارفور العالمي ومرور خمس سنوات. ودعت منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش وتحالف انقاذ دارفور، الى التعبئة في (30) بلداً في تلك الذكرى. ودعا نيك كليغ زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي البريطاني، الحكومة البريطانية الى التحرك. وقال ان رئيس الوزراء "امتنع منذ وقت طويل عن قول اي شيء للصينيين لكن الحكومة الصينية باستضافتها دورة الالعاب الاولمبية تتحمل مسؤولية جديدة في مجال حقوق الانسان". وكان ناطق باسم رئاسة الحكومة البريطانية أعلن ان "بريطانيا مستعدة لدعوة جميع الاطراف الى لندن لمحادثات تبحث في وسيلة لتحقيق تقدم".واضاف أن العرض البريطاني يهدف إلى المساعدة في وضع نهاية سريعة للأزمة. واوضح براون في بيانه "اشعر بالاستياء الكبير من الوضع الرهيب والبطء في تحقيق تقدم لكنني عازم على ألا نفشل". ووعد بإثارة مسألة نشر القوات الدولية في دارفور خلال لقائه الرئيس الاميركي جورج بوش والامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاسبوع المقبل في الولاياتالمتحدة.وقالت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) "إن مسؤولين بريطانيين يجرون اتصالات مع الحكومة السودانية والجماعات المتمردة في دارفور لعرض إمكانية عقد قمة في لندن في أقرب وقت ممكن"، واشارت «بي بي سي» إلى أن رئيس الوزراء البريطاني دعا إلى استئناف مفاوضات السلام وإبرام اتفاق هدنة لوقف أعمال العنف من قبل جميع الأطراف المعنية والسعي الى تحقيق مصالحة وطنية تقود إلى تسوية سياسية. الاقتراح البريطانى اشار الى نقطة مهمة يبدو انها كانت السبب فى ترحيب الحكومة السودانية من حيث المبدأ بالاقتراح دون التحمس، والنقطة هى التأكيد على لسان المتحدث باسم الحكومة البريطانية أن استضافة لندن لأي مؤتمر بين أطراف النزاع في دارفور لا يعني تولي لندن الدور الذي تقوم به الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي، وكان السودان قد رفض مبادرات عديدة للسلام فى دارفور مستنداً إلى ان الملف بيد المنظمتين وأنه لا معنى لتوسيع المبادرات وتشتيت الجهود (ومن يريد المساهمة فى حل الازمة عليه دعم جهود مبعوثي الاممالمتحدة والاتحاد الافريقى يان اليسون وسالم احمد سالم). عمرو موسى في خطابه امام معهد "شاتام هاوس" للفكر الاستراتيجي في لندن، اشار كذلك الى الجهود الاقليمية والدولية لحل الازمة عندما قال ان "الجامعة العربية والاتحاد الافريقي والاممالمتحدة تنسق في ما بينها للمساعدة في معالجة المشكلة"وتسعى لندن التى استضافت المبعوث الصينى الخاص لدارفور فى فبراير الماضى الى تنسيق جهودها مع الصين من اجل حل ازمة دارفور رغم التحفظات الدولية على الدور الصينى فى دارفور، ودخول لندن المتأخر جداً على خط البحث عن سلام دارفور يطرح اسئلة من قبيل مدى جدية بريطانيا فى تحقيق سلام فى دارفور ام ان التحرك الاخير بدوافع تتعلق بخشية لندن فقدان نفوذها فى السودان وهى المستعمر السابق بينما ظل ملف دارفور يتنقل بين العواصم الاقليمية بحثا عن حل مفاتيحه فى واشنطون وباريس وحتى فى بكين البعيدة بينما تأخرت لندن كثيراً وأن تأتى أخيراً خير من أن لا تأتى. وفي السياق لاحظ المراقبون أن حركات دارفور المسلحة صمتت تماماً ولم تبد ما يشير الى رفضها أو قبولها أو حتى تحفظها على المقترح البريطاني.. وقال هؤلاء المراقبون إن لندن منذ فترة طويلة خاصة في عهد رئيس الوزراء البريطاني السابق فضلت دور التابع، واعتبرت ما تقوم به واشنطون من تحركات دبلوماسية في أية قضية كافياً ويسقط عنها التكليف. أما في عهد رئيس الوزراء الحالي فإنها تسعى في خجل الى العودة الى المسرح الدولي بشخصية مستقلة.