صياغة جديدة للسياسة الخارجية التركية مع محيطها العربي والإسلامي استكمال الجوانب الثقافية مع السياسية والاقتصادية لتحقيق شراكة إستراتيجية المطالبة بالحضور السوداني بفنونه وثقافته وفلكوره داخل العمق التركي تركيا مؤهلة اقتصادياً، سياسياً وإعلامياً للقيام بدور فاعل في دعم السودان الإعلام السوداني لا يرقى أداءه لمستوى التحديات التي تواجه البلاد د. محمد العادل: الوضع في دارفور عكس ما تصوره لنا وسائل الإعلام الغربية مؤتمر بالخرطوم يجمع منظمات العون الإنساني والمنظمات الحقوقية في البلدين كتاب تركي عن دارفور وبث فضائي مباشر من السودان للمجتمع التركي العلاقات بين البلدين دون الطموح رغم توفر الإرادة السياسية والإمكانات تسجيل الأحزاب السياسية إعلان للمصالحة الوطنية ويمثل رداً جماعياً ضد الهجمة الغربية أقسام للدراسات التركية بالجامعات السودانية وإثراء الترجمة من وإلى العربية خدمة smc تولت نخبة من الأكاديميين والإعلاميين والمثقفين الأتراك والعرب مبادرة تأسيس الجمعية التركية العربية للعلوم والثقافة والفنون لقناعتهم بأهمية الروابط التاريخية والحضارية التي تربط شعوب وبلدان العالمين التركي والعربي.. حيث يمتد نشاط الجمعية والتي تتخذ من أنقرة مقراً لها ليشمل الجمهوريات التركية في دول آسيا الوسطى (الناطقة بالتركية).. وكل دول العالم العربي المنضوية تحت الجامعة العربية لخلق جسر ثقافي بين شعوب المنطقتين. وجاء تأسيس الجمعية كنتيجة لتنامي علاقات التعاون بين العرب والأتراك خلال السنوات العشر الأخيرة، والتوجه التركي نحو محيطه العربي والإسلامي في مصالحة تاريخية حياله، بعد أن كان متجهاً اتجاهاً أحادياً نحو الغرب فقط. وشهدت الساحة التركية تحولات داخلية اجتماعية، ثقافية فكرية واقتصادية ارتبطت بعوامل خارجية تتعلق بعلاقاتها مع أوربا وأمريكا، بالإضافة إلى التحولات الكبيرة في المنطقة كاحتلال العراق وتهديد جارتها إيران، وغيرها من العوامل دفعت تركيا إلى مراجعة خياراتها والتركيز على صياغة جديدة لسياستها الخارجية وتحديداً مع محيطها العربي والإسلامي. المركز السوداني للخدمات الصحفية التقى على هامش ندوة السودان وتركيا نحو شراكة إستراتيجية والتي أقامها المركز العالمي للدراسات الإفريقية،التقى الدكتور محمد العادل رئيس الجمعية التركية العربية للعلوم والثقافة والفنون الذي تناول أهداف الجمعية وقال استشعاراً منا نحن مجموعة من الأكاديميين والإعلاميين والمثقفين بالمسئولية نحو شعوبنا العربية والتركية، قررنا تأسيس هذه الجمعية لكسر الحواجز النفسية المفتعلة وإزالة الجدران الوهمية بين الأتراك والعرب لبناء أرضية متينة تساعد على إقامة جسور جديدة للتواصل الحضاري والتعاون الإستراتيجي في مختلف المجالات، بعيداً عن أية قوالب أيدولوجية تُحجم العمل أو الرؤية مع التأكيد على احترام خصوصية الشعوب إنطلاقاً من أن التنوع الثقافي يُعد عاملاً من عوامل الإثراء والتميز في العالمين العربي والتركي. وأستبشرنا خيراً بالتوجه التركي نحو العالمين العربي والإسلامي وعملنا على تطوير العلاقة بين المنطقتين في كافة المحاور خاصة وأنها تقف فقط في خانة السياسة والاقتصاد، ولم تشهد تقدماً في مجالات العلوم والثقافة والفنون، رغم التاريخ والحضارة والجغرافية التي تجمع المنطقتين، حيث عاشت معظم الجغرافية العربية والإسلامية تحت الدولة العثمانية لفترة طويلة.. وبرز مشروع الجمعية التركية العربية كجسر ثقافي دون إهمال لما هو سياسي واقتصادي.. بل ليكون النشاط العلمي والثقافي والفني رافداً أساسياً لما هو سياسي واقتصادي خاصة وأن الشراكة ستكون عرجاء إذا بقيت في خانة السياسة والاقتصاد مما يحتم استكمالها بكل أنشطة المجتمع المدني. ويؤكد د. العادل مجدداً أن الشراكة الحقيقية تؤسسها العلوم والثقافة والفنون باعتبارها الأدوات الأكثر تأثيراً في التقارب بين الشعوب، أما الاقتصاد والسياسة وإن كانت تحقق جزءاً من هذا التقارب، فإن محركها الأساسي هو صاحب القرار السياسي الذي يستطيع أن يعرقل مسيرتها متى أراد... على عكس مسيرة العلوم والثقافة التي لا يستطيع أحد أن يوقفها لأنها بين الشعوب مباشرة ... لذا أردنا( والحديث لرئيس الجمعية) أن تكون مبادرتنا في الجمعية مبادرة مدنية لا علاقة لها بأي طرف سياسي أو بقرار سياسي ووجدنا تجاوباً وقبولاً من الجانبين العربي والتركي ... بل وحماساً لرؤيتنا مما منحنا الإحساس بأننا نسير في الاتجاه الصحيح لتحقيق الشراكة العربية التركية في أوجهها المختلفة. السودان وتركيا: السودان وتركيا ينظران إلى بعضهما البعض بأنهما شركاء إستراتيجيون طبيعيون، استناداً على الإرادة السياسية للبلدين، حيث يرى القرار السياسي بتركيا في السودان شريكاً إستراتيجياً مهماً في القارة لخصوصيته التي تتمثل في أنه مطل في عمق إفريقيا، وفي العمق العربي وفي العمق الإسلامي، بالإضافة إلى إمكاناته الهائلة في مجالات الزراعة، الطاقة، النفط وأهمها ثروة السودان البشرية حيث الخبرات السودانية المنتشرة في العالم والمشهود لها. ولم يأت توجه تركيا نحو السودان توجهاً عفوياً.. بل لأنها تدرك تماماً إمكانات السودان، إلا أن أرضية الشراكة الإستراتيجية بين البلدين غير مهيأة رغم توفر الإرادة السياسية .. وأكرر هنا أن الشراكة لا تتحقق فقط عبر مداخل الاقتصاد والسياسة بل أيضاً عبر الفنون بأن يكون السودان حاضراً بفنونه وبثقافته وفلكوره ومجتمعه المدني داخل العمق التركي، وكذلك بالنسبة للأتراك. الأتراك سواء كانوا أكاديميين، إعلاميين أو حتى ساسة لا يعرفون قضايا السودان المختلفة بدقة ... وقد لاحظت بألم خلال متابعتي ومشاركتي في العديد من المؤتمرات بتركيا غياب الأدب والأدباء والشعراء السودانيون، كما لم أجد كتباً كمراجع عن السودان في المكتبات والجامعات التركية ... ويؤخذ على البعض فهمهم القاصر لمسألة الشراكة الإسراتيجية بالاعتقاد أن هذه مهمة القرار السياسي في البلدين وهذا فهم خاطئ!... نحن كمواطنين أتراك وسودانيين يجب أن نعطي أنفسنا مهمة في هذا الجانب وكلى ثقة في أننا قادرون كل من موقعه أن يكون فاعلاً لتحقيق هذه الشراكة. ومن هنا أطالب بضرورة خلق تواصل إعلامي مباشر بين البلدين حيث أن معظم أخبار السودان تصل إلى تركيا عبر وسائل إعلام وسيطة .. حتى فيما يخص الجانب الاستثماري أذ تعمل حوالي 100 شركة تركية في السودان جاءت بمفردها دون أن يقوم السودان بتعريف نفسه وبإمكاناته الاقتصادية في تركيا ... وطلبت من الأخ وزير الاستثمار خلال لقائي به إقامة مكتب دائم للوزارة في أنقرة أو استانبول ليقوم بالتعريف بشكل مباشر بإمكانيات السودان ويتواصل مع المستثمرين في كل المجالات حتى لايكون هذا التعريف موسمياً فقط عبر أيام ثقافية أو منتديات اقتصادية أو معارض لأن ما نسعى إليه ليس مجرد تعاون إنما شراكة إستراتيجية. الموقف التركي من قرار الجنائية: هناك تعاطف تركي مع قضايا السودان سواء من أصحاب القرار السياسي، المجتمع المدني أو من قطاعات الشعب المختلفة .. وندرك أن السودان تحاك ضده المؤامرات لأنه أراد أن يمتلك قراره السياسي والاقتصادي. وكان الموقف التركي مسانداً لحق السودان، ويتأكد ذلك عند إصرارها دعوة الرئيس البشير رغم القرار في القمة التركية الإفريقية أغسطس الماضي، ونظمت له الحكومة مؤتمراً صحفياً في أكبر فندق باستنابول شهد حضوراً إعلامياً عالمياً عالياً... ويمثل هذا رسالة للعالم تؤكد رفض تركيا للمؤامرات التي تحاك ضد السودان. قضايا السودان تحتاج إلى مزيد من التوضيح ومزيد من الحملات الإعلامية وتحرك المجتمع المدني، ويجب أن لا تنتظر في المحطات ونتحرك كأجهزة حكومية ودبلوماسية شعبية والتي تمثلها منظمات المجتمع المدني والإعلام، إما بالتعاون مع الحكومة مباشرة أو بشكلٍ متواز لشرح قضايا السودان للخارج بصفة عامة، وللمجتمع التركي بصفة أخص. تركيا بحكم علاقتها مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، وعلاقاتها المتميزة مع العواصم الأوربية، وبحكم موقعها في العالم الإسلامي وهي تتزعم منظمة المؤتمر الإسلامي، وبحكم أنها عضو مراقب في كل من جامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي، وعضو غير دائم في مجلس الأمن الآن .. كل هذا يعطيها دوراً إقليمياً بل دولياً كبيراً يؤهلها للقيام بدور فاعل سواء في شرح قضايا السودان ودعمها أو في مجال تقديم العون الإنساني، إنطلاقاً من التجربة الكبيرة لمنظمات العون الإنساني التركية التي يمكن أن يستفيد منها السودان. رئيس الجمعية التركية العربية الدكتور محمد العادل لم تنقصه الصراحة والوضوح خلال حديثه ل(smc) في انتقاده للإعلام السوداني .. والذي أشار الى إنه لا يأتي من باب الانتقاد ولكن من باب لفت النظر والحرص على أمن وسلامة السودان وقال إن الإعلام السوداني في هذه المرحلة لا يرقى أداءه إلى مستوى التحديات التي تواجه البلاد، ولا إلى ضخامة هذه القضايا في كشف الحقائق حول قضية دارفور تحديداً، والتي يحاول الإعلام الغربي تشويشه بهدف تشويه صورة السودان خارجياً، خشية أن يتوجه هذا المارد الإفريقي العربي الإسلامي إلى تطوير نفسه، والالتفات إلى التنمية وشغله بقضايا جانبية حتى يظل دائماً في موقع الدفاع. وما يحتاجه السودان هو إعلام خارجي قوي يخاطب العالم بلغات مختلفة عبر فضائيات متعددة ومتخصصة موجهة للعالم باللغة الإنجليزية تعمل على مدار ال24 ساعة لقطع الطريق أمام وسائل الإعلام الوسيطة التي تبث الأكاذيب والأباطيل عن السودان.. ولأننا من المتابعين من الخارج... والحديث لدكتور محمد العادل ... نشعر ونتلمس أن الإعلام السوداني صوته غير مسموع خارج حدوده. وللسودان خبرات إعلامية يمكنها أن تدير مؤسسات من هذا النوع ولن يحتاج إلى الأجنبي في هذا المجال، ويكفي أن يستفيد من خبرات أبنائه من الإعلاميين العاملين في المؤسسات الإعلامية الضخمة بدول الخليج والدول الأروبية. التعاون بين البلدين في مجال العون الإنساني: تركيا مؤهلة سياسياً واقتصادياً وإعلامياً ويمكنها أن تقدم العون للسودان بشكل كامل، خاصة فيما يتعلق بالعون الإنساني بعد أن أصبح للمنظمات التركية قدرة كبيرة... وتجرى الاستعدادات والترتيبات لعقد مؤتمر بالخرطوم يجمع منظمات العون الإنساني في البلدين توجه فيه الدعوة للمنظمات التركية من كل الأطياف والتيارات وفتح المجال أمامها جميعها... وأجزم أن النتائج التي سيخرج بها المؤتمر ستكون كبيرة يفيد منها السودان ولن يحتاج إلى منظمات إنسانية مشبوهة تخدم أغراضاً غير إنسانية... ولن ينحصر دور منظمات العون الإنساني التركية في إيصال مساعدات عينية وغذاء وملابس وبشكل مباشر إلى المحتاجين.. بل واستناداً على تجربتها في المجال ستعمل على توطين الإنسان في موقعه من خلال إقامة بعض المشروعات التنموية مثل حفر الآبار، إنشاء المدارس وتأثيثها وإعدادها إعداداً كاملاً، وبناء المستشفيات والمستوصفات وتجهيزها بالمعدات الطبية، وتوفير الآليات الزراعية وتدريب المزارعين للاستفادة من التقنيات الحديثة في المجال الزراعي، وتدريب الشباب في مهن حرفية لتوطينهم في قراهم للمشاركة في دفع عجلة التنمية بها. هناك حقيقة دامغة وهي أن مناطق دارفور تحتاج إلى مساعدات إنسانية وإلى منظمات عربية وإسلامية بالدرجة الأولى لتقوم بهذا الدور والتجربة التركية في هذا المجال ثرة يمكن الاستفادة منها لمساعدة أخوننا في دارفور والقيام بدور فاعل في تنمية المنطقة. المؤتمر الذي يجري الإعداد له بالتنسيق مع المركز العالمي للدراسات الإفريقية، رأينا أن يضم بالإضافة إلى منظمات العون الإنساني، المنظمات الحقوقية في البلدين.. فمن الضروري الدفاع عن القضايا العادلة للسودان سواء المتعلق منها بمحكمة الجنائيات الدولية أو غيرها مما يروج له الإعلام الغربي... والسودان يحتاج إلى أن يصل صوته عبر منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان عموماً والتركية بشكل خاص إلى أوربا ومواقع مختلفة .. حيث أن للمنظمات الحقوقية التركية جميعها ارتباطات عضوية مع منظمات الاتحاد الأوربي الحقوقية ومع غيرها في مناطق العالم ويمكن أن تُمثل همزة وصل لتوصيل صوت السودان وقضاياه إلى محافل حقوقية دولية بالتنسيق مع منظمات حقوقية متخصصة في السودان. وتأتي ضرورة الجمع في المؤتمر الذي يجري الإعداد له بين منظمات العون الإنساني والأخرى الحقوقية في البلدين للترابط الموجود بين ماهو إنساني وماهو حقوقي ... المؤتمر يتوقف انعقاده على استكمال إجراءات تنظيمية وترتيبية لن تستغرق وقتاً ... والهدف والرؤية له متفق عليها بين المركز العالمي للدراسات الإفريقية والجمعية العربية التركية. كتاب تركي عن دارفور: أشاد د. العادل بالخطوة التي اتخذتها حكومة الوحدة الوطنية بتسجيل أكثر من (30) حزباً جديداً... وقال إن السودان في هذه المرحلة يحتاج إلى مصالحة وطنية شاملة، وتسجيل هذا العدد الهائل من الأحزاب هو بمثابة إعلان مصالحة وطنية حقيقية تمثل ردا جماعياً ضد الهجمة الغربية على السودان وتؤكد للغرب أن الشعب السوداني بكل ألوان طيفه السياسي مع السودان ويعمل من أجل السودان... والخطوة تعكس مدى مصداقية أن الجميع مفتوح أمامه الباب للمشاركة في السلطة عبر صناديق الانتخابات دون إقصاء أو إبعاد لأحد .. أما فيما يتعلق بالكتاب التركي عن السودان فإن الإعلام الغربي يصور لنا دارفور على أنها منطقة حرب واقتتال وأنها غير آمنة .. وهذا ما يجعلني أركز على الدور الذي يجب أن يلعبه الإعلام السوداني حيث الواقع المختلف تماماً عن ما في أذهان الناس عن الوضع في المنطقة والتي يرسخ لها الإعلام الغربي ... خلال لقاءنا بوزيري المالية والتخطيط بحكومة ولاية جنوب دارفور وقفنا على الجهد الكبير الذي تبذله وبذلته الدولة ممثلة في حكومة الولاية الذي انعكس أمناً واستقراراً ينعم به إنسان الولاية، والمشاريع التنموية التي أقامتها الحكومة في مجالات الصحة، التعليم، مياه الشرب، الزراعة وغيرها ... رأينا في الجمعية التركية العربية أن يتوجه الوفد الإعلامي المرافق إلى الولاية والذي يضم قناة فضائية ليعكس واقع الحال بصورة جلية للمجتمع التركي، ويضم الوفد كاتب يعد كتابا عن دارفور ليستكمل كتابه من خلال وقوفه على الواقع وإجراء لقاءات مع المواطنين والمسئولين ويكتب من خلال معايشة. درسون أورذين كاتب تركي معروف في الساحة التركية عضو مؤسس في الجمعية التركية العربية، معروف عنه مناصرته للقضايا العربية والإفريقية... يهدف من خلال الكتاب الذي يعده عكس الحقائق عن دارفور ضد المزاعم التي يروجها الإعلام الغربي للمجتمع التركي بالدرجة الأولى حيث يصدر الكتاب بالتركية ومن ثم تقوم الجمعية بترجمته إلى الإنجليزية والعربية ... الكاتب سبق وأن زار السودان وكتب عدد من المقالات في الإعلام التركي... وصدر له (17) كتاباً في العديد من المجالات. ويقول د. محمد العادل إن ترتيبات تجرى لإعداد برنامج تلفزيوني خاص بالسودان يبث مباشرة من الخرطوم لمحطة فضائية تركية لمدة (3) ساعات يعكس خلالها كل ثقافة وفنون وفلكور السودان وأدبه وموسيقاه ويعكس الموقف السياسي والحركة الفكرية والأدبية. ملتقى أدبي سوداني بتركيا: الجمعية التركية العربية ومؤسساتها يؤكدون استعدادهم للمشاركة في مختلف المؤتمرات والفعاليات العلمية، الثقافية، الإعلامية والمساهمة المباشرة فيها بهدف إثراء التنوع الثقافي والتواصل الحضاري بين العرب والأتراك ... ونظمت الجمعية في هذا الخصوص عدد من الملتقيات للتعريف بالأدب العربي، وأعرب رئيس الجمعية عن أمله في أن تحتضن تركيا أيام الأدب السوداني للتعريف بالأدباء والشعراء السودانيين وإنتاجهم الفكري، والتي (الأيام) لن تقف عند حد التعريف بل ستتعداها إلى الانطلاق في حملة ترجمة لكل إنتاج المبدعين السودانيين إلى اللغة التركية ... وأكد في معرض حديثه ل(smc) على أهمية التفاكر حول إنشاء الأقسام التركية بالجامعات السودانية سواء لتدريس الجوانب العثمانية التاريخية، أو تدريس حاضر تركيا الحديث، مع ضرورة إنشاء كراسي عربية وإفريقية بالجامعات التركية وتدريس اللغتين العربية والتركية وإثراء الترجمة من وإلى الأخرى. العلاقات السودانية بين الواقع والطموح: واقع العلاقة بين البلدين يقول إنه مجرد تعاون تقليدي، فرغم الحماس من الطرفين وتوفير الإرادة السياسية في الجانبين، إلا أن حجم التبادل التجاري بينهما لم يتجاوز ال(25) مليون دولار، فيما لم يتجاوز حجم الاستثمارات المشتركة المليار دولار. ندوة العلاقة السودانية التركية نحو شراكة إستراتيجية كانت ناجحة جداً، لأنها ناقشت بشفافية الكثير من القضايا وتأكد من خلال الحوار أن الشراكة الإستراتيجية لا يمكن أن تتحقق بما هو سياسي واقتصادي فقط.. ولابد لها أن تكتمل بما هو علمي، ثقافي، فني وإعلامي ... وإذا اكتملت هذه الخيوط يمكن أن نتحدث بعدها عن شراكة إستراتيجية بما تعنيه الكلمة ... والمطلوب هو تفعيل الاتفاقيات والبرتوكولات الموقعة بين البلدين، ويمكن للقطاع الخاص أن يلعب دوراً كبيراً في تفعيل هذه الشراكة والدفع بها إلى الأمام. ورداً على سؤال حول آلية تنفيذ توصيات الندوة يقول د. العادل كل التوصيات التي صدرت عن الندوة لا تعني أننا كجمعية تركية أو المركز العالمي للدراسات الإفريقية ملزمون بتنفيذها ... فهي مفتوحة للجميع ومن يرى أن هذه التوصية أو تلك تخص منظمته أو جانباً من اهتماماته فليبادر بتنفيذها بالتنسيق مع الجهات المعنية في البلدين. وما يلينا نحن الجمعية والمركز قد بدأنا بالفعل التفكير في بعض المشروعات منها مؤتمر منظمات العون الإنساني والمنظمات الحقوقية الذي سيعقد في الخرطوم بالتعاون مع أسكوفا، وبعض البرامج الإعلامية التي بدأت بزيارة وفد إعلامي لجنوب دارفور، والإعداد لزيارة وفود إعلامية تركية للسودان، وإعداد كتاب عن دارفور وبث برنامج من السودان في الفضائية التركية بالإضافة إلى الترتيب لعقد ندوة مماثلة في تركيا لمناقشة مرحلة أخرى من التعاون بين البلدين ... كل هذا يأتي ضمن تنفيذ توصيات الندوة. نخلص من حديث رئيس الجمعية التركية العربية ان الجمعية باعتبارها جسراً بين العرب والأتراك نريد أن تكون جسراً ثقافياً حقيقياً بين السودان وتركيا .. وتريد للسودان حضوراً ثقافياً، إعلامياً مدنياً كبيراً في الساحة التركية خاصة وأن الأرضية مهيأة لذلك.. حيث القبول الكبير للسودان لدى المجتمع التركي، و الرصيد الكبير من الحب الذي يحظى به السودان في قلوب الأتراك والذي يجب أن يستثمر بشكل جيّد لما فيه مصلحة الشعبين.