إتفاقية الشرق لسلام من اكثر الإتفاقيات التي تم تنفيذها وفقا لما خطط لها ويعتبر ملف شرق السودان من أهم الملفات التي نجحت الدولة في إنفاذه خاصة محاور إعادة بناء وإعمار ولايات الشرق الثلاث (البحر الأحمر، كسلاوالقضارف) ولمعرفة الجهود في هذا الصدد ومتابعة المشروعات مع المانحين جلس المركز السوداني للخدمات الصحفية إلى المهندس أبوعبيدة محمد دج المدير التنفيذي للصندوق للوقوف على ما تم إنجازه خلال الفترة الماضية وتطلعاتهم للمرحلة المقبلة فكان حديثه حول الموضوعات بالأرقام والإحصائيات خاصة في القروض والمنح والتمويل إلى جانب المشروعات ودور منظمات المجتمع المدني ودول الغربية في تنمية الشرق فإلى مضابط الحوار.. بدءاً كيف يمضي العمل في صندوق إعمار الشرق ؟ ملف الثروة يعتبر من الملفات الهامة في إتفاق الشرق بجانب ملفات الترتيبات الأمنية وملف السلطة الذي يعتبر أساس الإتفاقية، وتم إنشاء الصندوق لإنجاز هذه الملفات، وكذلك في مجال الإستثمار الزراعي الذي تم العمل فيه علي شقين شق ملزم للحكومة يتمثل في (600) مليون دولار كما نصت عليه الاتفاقية والشق الآخر يتعلق بتفويض مجلس الوزراء وبقرار أن الصندوق هو الجهة التي تقوم بإنفاذ مشروعات المانحين. أين وصلتم في تنفيذ مشروعات الشرق؟ الآن الصندوق دخل في عطائين (11-12) العطاء (11) به أكثر من (120) مشروع والعطاء (12) به حوالي (60) مشروع، وهذه المشروعات بدأ العمل فيها منذ العام الماضي وشارفت على الإنتهاء شمل مشروعات خدمية (مدارس، مستشفيات، مستوصفات، كليات جامعية، مياه) بالإضافة إلى المشروعات الإجتماعية (مراكز اجتماعية ومشروعات نسوية) هذه تسمى إعادة توطين ويعمل فيها الصندوق بالعملة المحلية وكذلك العطاء (12) شارف على نهايته. لكن هناك إتهام بأن المشروعات تتمركز في البحر الأحمر .. تعليقك؟ هذا غير صحيح لأن المشروعات يتم توزيعها بالتساوي على الولايات الثلاث (البحر الأحمر، كسلاوالقضارف) لأن سياسة الصندوق منذ إنشاءه أن المبالغ الواردة للصندوق تقسم بالتساوي على الولايات الثلاث، وبالتالي قد يكون عدد المشروعات كبير في ولاية وأقل في أخرى لأن المشروعات تحسب بالقيمة وليس بالعدد، وبالتالي يمكن أن يكون عدد المشروعات في إحدي الولايات (40) مشروع ويكون في أخرى (20) مشروع لكن القيمة متساوية، ونحن نحكم التوازن في التوزيع على الولايات و في كل عام نراجع تنفيذ العطاءات وبإنتهائها تظهر لدينا المبالغ الحقيقية ووزارة المالية تتابع متابعة لصيقة للمشروعات. ماهي المشروعات المقترحة لهذا العام؟ المشروع الجديد وهو العطاء رقم (13) الذي أكتملت ترتيباته والآن نزلت في رصيدنا مبلغ (200) مليون جنيه، ووجهنا خطاباتنا للولايات بأن تعد مشروعاتها المخصصة للتنمية لهذا العام على أساس أن نقوم بالذهاب للولايات وننسق مع كل ولاية وشركاء الاتفاقية ونتفق على المطلوبات ثم نقوم بوضعها في قائمة واحدة، وبتصميم المشروع توطئة لعرضها علي مجلس الإدارة لأجازتها وطرح العطاءات بمشاركة الولايات الثلاث ووزارة المالية الاتحادية وسيتم الفرز بمقر اتحاد أصحاب العمل وتسليم العقود والمقدمات المدفوعة. ونتوقع أن تتجاوز المشروعات لهذا العام ال(1000) مشروع للعطاء رقم (13)، ولدينا مبلغ آخر يقارب ال(200) مليون جنيه سنقوم باستلامه في النصف الثاني من هذا العام، وهذه المبالغ تأتي من وزارة المالية هذا ما يلي مشروعات التمويل بوزارة المالية ونبشر ولايات الشرق ببداية تنفيذ المشروعات خلال الفترة القليلة القادمة. ماذا عن الحلول الموضوعة بشأن مشكلات المياه والعطش؟ لدينا منحة تقدر بحوالي (10) ملايين دولار مقدمة من الصندوق العربي للإنماء الإقتصادي وهي مخصصة لقيام (4) محطات تحلية في البحر الأحمر و(19) محطة مياه في كسلا بجانب (15) مرشح مائي في نهر عطبرة بجانب (3) سدود في ولاية القضارف ومشروعات مائية أخرى، وافتتحنا نماذج منها في سواكنوكسلا وتبقى سد واحد سينتهي العمل فيه منتصف مارس القادم وهذه أول المشروعات التي شارفت على الإنتهاء في مخرجات مؤتمر المانحين. وكذلك شملت الآبار في ولايات البحر الأحمر بمحليات سواكن وأخرى في جبيت وايداويد وسنكات، وفي كسلا وشملت الآبار والمحطات كل المحليات لأنها كانت طريقة الشرب من النهر مباشرة والمياه غير معالجة وبحمد الله انشأنا حوالي (15) مرشح مائي لتوزيع المياه إلى المناطق الأخرى في القضارف و تمت معالجة العطش بها. ماذا عن منحة الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية وكيف تم توجيهها؟ المنحة تقدر بحوالي (50) مليون دولار واشتملت على إنشاء (16) مستشفى و(12) مدرسة صناعية ثانية وهي مقسمة للولايات بالتساوي والعمل في بورتسودانوكسلا اكتمل لكنه تعثر في ولاية القضارف نسبة لطبيعة المنطقة والخريف ولكن نحن جاهزون لاكمال المشروعات بها خلال فترة وجيزة. ما هي الآليات الموضوعة للمتابعة والإشراف على تنفيذ هذه المشروعات؟ المشروعات مقسمة إلى (3) مشروعات حسب الولايات ولكل ولاية مقاول واستشارية منفصلة ونطرح عطاءات للاستشاريين، وبالتالي الاستشاري يفوز بالعطاء والصندوق له مكاتب بالولايات ونشرف على العمل بشكل مباشر هذا بالإضافة إلى إشراف الصندوق نفسه كمالك. تحدثتم مؤخراً عن توطين التعليم التقني ما هي الخطوات التي تمت في هذا الجانب؟ قمنا بإعداد كراسات التأسيس كالمستشفيات والمدارس وسيتم إرسالها إلى الكويت خلال الأيام القادمة في إطار توطين التعليم التقني في شرق السودان ونتجه خلال الفترة القادمة لإنشاء جامعة تقنية في البحر الأحمر ورصدنا لها المبلغ وهي ليست حصراً على أبناء الشرق ولكن لهم الأولوية في الالتحاق بها وبها داخلية لسكن الطلاب تسع ل(500) طالب وبها سكن للأساتذة والعاملين. هل لديكم مبالغ مخصصة للطرق؟ نعم.. فالصندوق العربي منح قرض للسودان ب(200) مليون دولار للطرق بالإضافة لذلك حكومة السودان دفعت (50) مليون دولار والآن يمضي العمل في (3) طرق بالولايات وهي طريق (طوكر قرورة) و الذي يبلغ طوله (180) كيلو وطريق (القضارف -سودن- باندغيو) بطول (170) كيلو وطرق (كسلا –توايت- مامات) بطول (75) كيلو، بالإضافة إلى إنشاء (3) كباري في خور بركة الذي يبلغ طولة (300) متر وطرح عطاء كبري آخر في ولاية كسلا وآخر في نهر عطبرة أما الطرق شارفت على نهايات العمل بها. ماذا عن مشاريع الإنارة والكهرباء؟ لدينا (165) مليون دولار قرض من الصندوق الكويتي بالإضافة ل(35) مليون دولار من صندوق الشرق خصصت لكهرباء الشرق، لإنارة (600) قرية وإدخال (650) ألف مشترك في الخدمة بالإضافة إلى كهربة المشاريع الزراعية والصناعية والاستثمارية وهذا المشروع انطلق في الولايات الثلاث. هناك حديث عن مقترح لمشروعات الصرف الصحي بالولايات الثلاث؟ فرغنا من تصميم مشروع الصرف الصحي للولايات الثلاث بتكلفة (270) مليون دولار والآن تم إرسال الدراسة والتصميم إلى الكويت ونتوقع أن تتم الاتفاقية بين وزير المالية السوداني ووزير المالية بالكويت خلال الشهر القادم. أين المشروعات الزراعية من إهتمامات الصندوق؟ لدينا (4) مشروعات زراعية من ضمنها مشروع حلفا الزراعي وبه حوالي (400) ألف فدان وتأهيل مشروع القاش ومشروع طوكر بجانب تأهيل الزراعة الآلية بالقضارف والبستانية في الولايات جميعها، والآن نرغب في تأهيل مشروع حلفا بمبلغ (50) مليون دولار وتم بناء الوحدة له بحلفا وتم تحديد فريق العمل والإستشاري إلى جانب تحديد قائمة المقاولين والمشروعات بالنسبة لها ما يقارب (40) مدرسة و(20) مركز صحي ومستوصف ومحطات مياه حوالي (15) محطة و(50) كيلو طرق داخل المشروع، هذه مشروعات إجتماعية مصاحبة للمشروع وهذا يشمل تأهيل جميع الترع الرئيسية للمشروع وتأهيل أبواب وطلمبات في الترع إلى جانب عمل تسوية الأرض للمشروع بالليزر أيضاً سيشمل سد منيع لإيقاف الفيضانات وهذا شرعنا فيه. هل لديكم مقترحات بشأن تطوير الثروة الحيوانية بالشرق؟ نعم سندخل الحيوان في الدورة الزراعية وأنشأنا مستشفى بيطري و(5) مراكز صحية بيطرية بالإضافة إلى إدخال ماكينات حديثة ومعدات وآليات بالإضافة إلى تأهيل مؤسسة حلفا الزراعية والمشروع الثاني طوكر الآن جاري تحديد اللجنة وتم توضع المكونات ودراسات تأهيل مدينة طوكر وإنشاء المكونات الاجتماعية وإزالة المسكيت وتهيئة الأراضي الزراعية والآن بحمد الله انتهى التصميم وسيتم الإنطلاق والتنفيذ في مارس القادم هذه المشروعات الزراعية يقوم بها البنك الإسلامي في شكل قروض. هل تشمل هذه المشروعات مشروع القاش؟ ستأتي بعثة من البنك الإسلامي خلال الشهر القادم للموافقة النهائية لإنفاذ المشروعات الزراعية، بالإضافة إلى مشروع القاش الذي قام بدراسته فريق ايطالي ،وكذلك الزراعة البستانية التي تشمل القطاع البستاني في كسلا ونهر عطبرة وخشم القربة والرهد وعدد من مناطق البحر الأحمر، بالإضافة إلى مشروع خزان ستيت . هل ستشمل الاستثمارات السعودية في مجال الزراعة ولايات الشرق؟ بالتأكيد .. السعودية ستدخل في استثمار زراعي في مشروع ستيت عطبرة الزراعي وهو مشروع كبير به مليون فدان وأراضيه الآن جاهزة وسيدخل قريباً لأنه تمت إجازته من مجلس الوزراء السعودي وستتم إجازته من السودان وهذا سيضيف قدر المساحات المروية الموجودة. أين الصندوق من مشروعات مكافحة الفقر؟ استهدفنا مكافحة الفقر بالمشاريع الزراعية لأنها سيستفيد منها أكثر من مليون أسرة وعدد سكان شرق السودان لا يتجاوز ال(4) ملايين ونصف. ماهي المعوقات التي تواجه إنفاذ المشروع؟ هناك تعاون وتنسيق من قبل حكومات الولايات الثلاث فضلا عن التزام البنوك والجهات المختصة بالتمويل وأعتقد هذا العمل لامس طموحات وآمال أهل الشرق. هل لمنظمات المجتمع المدني دور في التنمية بالشرق؟ نعم هناك منظمات التزمت في مؤتمر الكويت بأن تقدم عمل في الشرق والآن تعمل وأسهمت كثيراً مثل الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية انشأت عدداً من المدارس والمستشفيات ومشروعات النخيل بطوكر التي انشأت مواقع ومحطات للشرب وغيرها من المنظمات التي تعمل في مجال العون الإنساني. الدول الغربية وإسهاماتها في الصندوق والإعمار؟ الدول الغربية التزمت بعدد من المشروعات مثل الاتحاد الأوربي التزم ب(70) مليون دولار وتم توزيعها في عدد من المشروعات وأيضاً لديهم مشروعات في مجال الأمن الغذائي في الريف خاصة في المدارس، أيضاً ايطاليا أسهمت بمبلغ (12) مليون دولار في عدد من القطاعات الخدمية بجانب منظمات الأممالمتحدة وأخيراً دخلت بريطانيا في (5) محليات في كسلاوالبحر الأحمر لإيجاد مدخل للمياه لحوالي (500) ألف مواطن، وأيضاً الدنمارك دفعت مبلغ للأمم المتحدة للإستفادة منها في العمل في اللاجئين وهولندا دفعت مبلغ وأيضاً التزام من الأممالمتحدة بمبلغ (100) مليون دولار، المبالغ لا تذهب للمقاولين بعد أن تأتي البعثات من الدول المانحة وأي مشروع ترفع تقاريره إلى الدول المانحة كل (3) أشهر ومن ثم التقارير السنوية بالإضافة إلى المراقبة والوقوف على هذه المشروعات. هل الحكومة لديها دعم مباشر للمشروعات بعد قيامها؟ نعم .. وهنالك تسهيلات واعفاءات جمركية ونتوقع خلال فترة وجيزة الفراغ من العمل بشكل نهائي ونتوقع يشهد الشرق تنمية وتطورات حقيقة خلال الفترة القادمة خاصة وأن جميع المشروعات تسير بصورة جيدة.