يدخل علينا الشهر الكريم يا رعاك الله ….ونحن لازلنا كما في كل عام نستقبله بذات ما اعتدنا عليه في ماضيات السنوات ….((خمخمة) لاحتياجات (البطن)..دون غيرها…مع قليل من (السبح) و(مساويك الأراك) وبعض ((صرة الوش) لزوم ما يلزم في هذه الايام…والكثير منا يدخل عليه رفقة ((جوزين ، تلاته من الكوتشينة)) لزوم (الحريق الوست) ومعاقرة (بنات الهارت والشيريا والديناري) وبعض شطرنج ودومينو………. ندخل عليه او يدخل علينا ….ونخرج منه (ملوص) دون ان نعرف اسس الدين …فنزداد منه (كيل بعير) …او نفقه شيئا من ادب المعاملات والعبادات والتوحيد …وفقه ادارة الناس لحياتهم في ظل الاسلام ….فما عرفنا ان (الخراج بالضمان ) و(المنحة مردودة) و (العارية مؤداة) و(لا طلاق في اغلاق) و(النهي في البيوع عن المخابرة والمحاقلة والمزابنة والمعاومة والثنيا….))…عفوا اخوتي ((رفقاء السيستم……))فقد ((عصرنا عليكم شوية في هذه القصاصة))… (بعضنا) يدخل الي هذا الشهر او يدخل عليه الشهر وهو يهرول هنا وهناك (يخم رماد خيبته ومصيبته وسوء عاقبة امره ….))…فيلهو ويلعب ويكثر من ذلك استعدادا للتوقف خلال هذا الشهر …فيكون كمن دخل علي ((منطقة التفتيش في اي مطار من مطارات الدنيا…..) يستعد لذلك بخلع (حزامه ..وساعة يده…وخاتمه..) وكل (ذي صفارة ) مستعدا باوراقه الثبوتية لاسئلة (العسس) عما يحمل ولا يحمل ….حتي اذا انتهي التفتيش عاد الي ما كان عليه ..او اشد من ذلك…والتاريخ يذكر قول الشاعر.. رمضان ولي هاتها يا ساقي…. مشتاقة تسعي الي مشتاق….. هذا….واعلم يا رعاك الله …ان لله في كل نعمة انعمها حقا ، وعلي كل بلاء ابلاه زكاة ، فزكاة المال الصدقة ، وزكاة الشرف التواضع ، وزكاة الجاه بذله ، وزكاة العلم نشره ، وخير العلوم انفعها ، وانفعها احمدها مغبة ، واحمدها مغبة ما تعلم وعلم لله واريد به وجه الله تعالي ….وقال عيسي عليه السلام ((اعمال البر ثلاثة : المنطق والنظر والصمت …..فمن كان منطقه في غير ذكر الله فقد لغا …..ومن كان نظره في غير اعتبار فقد سها….ومن كان صمته في غير تفكر فقد لها))…. فانظر باي الامرين قطعت عمرك ؟….أبالحكمة ام باللغو .؟..وانظر كيف وصف الله تعالي من أثني عليه بخير من عباده ، فقال ((والذين هم عن اللغو معرضون))….. وقال((واذا سمعوا لغوا أعرضوا عنه)) وقال((واذا مروا باللغو مروا كراما)).. وصان عنه اسماع اهل الجنة وألسنتهم ، فقال ((لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما الا قيلا سلاما سلاما)) ……… اللهم ردنا اليك ردا جميلا…