الخرطوم: الرأي العام أعْلن الزبير أحمد الحسن وزير الطاقة والتعدين، أنّ وزارتي الطاقة والمالية تَعكفان الآن على تحديد الآثار المالية والفنية، وفقاً للتعريف الجديد لحدود أبيي، الذي ورد في قرار محكمة التحكيم الدولية في لاهاي، يشمل ذلك إعادة حساب أنصبة عائدات النفط بين الشمال والجنوب. وكشف الوزير، أن نصيب الجنوب من نفط أبيي سيكون وفقاً للترسيم الجديد لأبيي، وقال: «الحسابات ستكون بأثرٍ رجعي منذ بدء تنفيذ إتفاق نفط أبيي»، وأشار إلى أن الاجتماع المقبل بين الشريكين ستعرض عليه المعالجات الجديدة لعائدات نفط أبيي، وبدا الوزير متفائلاً بأن يفتح الاتفاق مجالاً لاستكشافات جديدة للنفط في البلاد. وقال الوزير في لقاءٍ مع مجموعة من الصحافيين في مكتبه أمس، إنّ معالجة موضوع أبيي في لاهاي يُنظر إليها من الناحية السياسية معالجة حضارية وانتصارا للسودان، واضاف ان النتيجة النهائية المرضية لقرار المحكمة قفلت الباب أمام خلافات طويلة ظلت بين الشريكين. واستعاد الوزير المعالجات السابقة التي تَمّت بشَأن تجاوز عقبة أبيي، وكشف في الخصوص أن وزارته والمالية تعكفان الآن على تحديد الآثار المالية والفنية المترتبة على التعريف الجديد بخريطة أبيي حسب قرار محكمة التحكيم، وأكد ان قرار المحكمة وضع النفط في منطقتي هجليج وبامبو في الشمال، فيما وضع بئر «دفرة» في الجنوب. و كشف بأن النفط في مربعات «1- 2 - 4» الواقعة في امتياز كنوسورتيوم النفط المعروف ب «النيل الكبرى» في مناطق أبيي وهجليج وأعالي النيل، بدأ يتناقص من عام الى عام، وقال إنّ الإنتاج بدأ في العام 1998م ب «150» ألف برميل في اليوم، وتصاعد إلى أن بلغ الذروة في أواخر العام 2005م، حيث بلغ «350» ألف برميل، ثم بدأ الانخفاض الى ان وصل «180» ألف برميل في اليوم، وقال ان حقل «دفرة» الذي مُنح الى منطقة ابيي وفقاً للترسيم الجديد للمنطقة الصادر من المحكمة تناقص انتاجه من «11» ألف برميل وهو الآن أكثر من «3» آلاف برميل في اليوم، واشار الى انه تأثّر بتسرب المياه، فضلاً عن عدم تمكن الجهات الفنية من انجاز بعض الأعمال الفنية في الآبار لأسبابٍ أمنيةٍ. وقال ان المراجعات التي ستتم ستتطرق الى الارقام الواردة في «الاتفاق المؤقت» الذي جرى بين الطرفين حول النفط بأبيي في إطار خارطة الطريق. وقال إن المراجعة تشمل حتى يوليو الجاري، ونوّه الى النتائج ستظهر في «اغسطس وسبتمبر». ورداً على اسئلة الصحافيين، نَفَى الوزير أن يكون القرار له تأثيرات على انشطة النفط في البلاد، وشدد ان الاتفاقات بين السودان والشركات المستثمرة في مجال النفط لن تتأثّر بالقرار، وقال ان المستثمرين الآن يعملون في كل المحاور. وحسب الوزير فإن من الآثار الايجابية المتوقعة للقرار استمرار حالة الرضاء بالقرار «بما يمكن من خلق مناخ إيجابي يُساعد على الاستكشافات، في مواقع عديدة في البلاد». وكشف الوزير أن جملة إنتاج النفط في السودان الآن «470» ألف برميل في اليوم، من كل المربعات في الجنوب والشمال.